أقواس مجموعة قصصية تجسد القيم الإنسانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"أقواس" مجموعة قصصية تجسد القيم الإنسانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دمشق - سانا

قصص قصيرة جداً في مجموعة بعنوان أقواس للأديبة سمية البوغافرية تميزت بحالات إنسانية متنوعة نسجت بأسلوب مكثف يحمل كثيراً من التجديد في الصورة الشعرية المبتكرة والتي تدل على وجود موهبة أدبية تتقن الكاتبة من خلالها فن القصة القصيرة جداً. تحذر الكاتبة النساء من مغبة الخداع الذي يمكن أن يتعرضن له إذا أمن لأي رجل كان معتبرةً أن بعض الرجال يمكن أن يغدروا في أي وقت عندما يكون الظرف ملائماً ولاسيما أن هذا النوع من الرجال نما على ظاهرة الغدر والخيانة وينظر للنساء على أنهن فريسة وغاية كما جاء في قصة منفضة والتي تعرضت خلالها المرأة للغدر من رجل اعتبرته ملجأها الآمن عبر سنين طويلة. وتمزج البوغافرية كثيراً من الجماليات في ومضة قصصية واحدة تجسد خلالها القيمة الإنسانية ومدى أهمية المشاعر السامية التي يبديها الإنسان عندما يرى منظراً مؤثراً يدل على البؤس والحزن والألم لأن هذه المشاعر لها دور في تنمية العلاقات الإنسانية وتقوية الروابط الاجتماعية بين البشر وقصة بكاء نموذج لذلك لأن منظر الوردة التي جرفتها السيول بعد أن كانت قبل قليل تغازل الشمس وقوس قزح أصبحت ممزقة. وتدعو الأديبة السورية لسلوك صحيح يتبعه الإنسان حتى تأتي نتائج اجتماعية إيجابية لأن السلوك السيئ يصنع مجتمعاً سلبياً قوامه الفسق والفجور حيث استخدمت في قصة الصرخة العظيمة الدخان الأسود الذي سبب مطراً مسموماً سقط على الأرض فأنبت زرعاً يضر بأهلها وأشواكاً مخضبة بالدم حتى صرخت الأرض.. الرحمة. وتقاوم الكاتبة ظواهر الظلم عبر استخدام فني رفيع المستوى للقص فتبتكر الرموز الدالة على فداحة الظلم وقباحة القتل لتنسجها في عباراتها كما جاء في قصة نهر الدم الذي التفت يميناً ويساراً يبحث عن منبعه ومصبه فرأى بجواره ظلاً يشير إلى تفجير أنهار أخرى فتآلفت الأنهار وصارت غيمة ثم هطلت قنابل على رؤوس الظلال. وتطالب البوغافرية الناس بعدم التدخل بالأشياء المجهولة لأنها قد تعطي نتائج مؤذية في معظم الأحيان فالمجهول كثيراً ما يخفي وراء ستاره أشياء متناقضة منها ما يسر ومنها ما يؤذي فالمرأة في قصة أخذ وعطاء التي أودعت عينيها لحظات في عين الشمس كادت تسقط أرضاً لأن الشمس خطفت بصرها للحظات. وتبين الأديبة السورية من خلال قصة تحدي أن الإنسان الذي يتمتع بصفات معينة وينمو على إنسانيته تصبح هذه الصفات منهجاً متجذراً في حياته لا يمكن أبداً أن ينفصل عنها حتى ولو خسر أشياء من أعضاء جسده سيبقى كما هو ولا تفارقه صفاته ولا يفارقه تكوينه الإنساني. وهناك في مجموعة أقواس قصص تؤدي إلى حالات فلسفية نسجتها الكاتبة بشكل منطقي يؤدي إلى نتائج متناقضة تدفع الإنسان للبحث عن الحقيقة إذا ما كان أمام وقائع مربكة تثير في داخله الشك وقصة الحقيقة التي جعلت التلميذ بسبب الآراء المختلفة حول مكان شروق الشمس يبحث في الغرب ليتأكد في ما إذا كانت الشمس تشرق أو تغرب من هذا المكان. وترى الكاتبة في قصة عباءة الغير أن الإنسان ستكشف عيوبه مهما أخفاها ومهما حاول أن يسترها لأن الحقيقة سوف تظهر شاء من شاء وأبى من أبى عندما سقطت دون أن يقصد صاحبها كشفت ما تخفي تحتها من عيوب حيث جاءت القصة بشكل مؤثر وفيها كثير من التحذير عبر صورة العباءة وما يخفى خلفها. وفي المجموعة حالات فنية مررت من خلالها القاصة قضايا التقطتها من الحياة الاجتماعية وصاغتها بأسلوب فني حديث يدفع بمكانة القصة القصيرة جداً إلى الأمام ويعمل بشكل جدي على انتزاع الاعتراف بها واحترام حضورها. يذكر أن مجموعة أقواس القصصية من منشورات دار التكوين تقع في 103 صفحات من القطع الكبير.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقواس مجموعة قصصية تجسد القيم الإنسانية أقواس مجموعة قصصية تجسد القيم الإنسانية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:58 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 17:23 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

تذاكر "الزون 2" وفيزا دونور

GMT 02:49 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

شريفة أبو الفتوح تشرح العلاقة بين خبز السن وهشاشة العظام

GMT 15:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

جيفينشي تطرح تشكيل مجوهرات 2017 للمرأة الجريئة

GMT 01:06 2014 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة من الأسود تهاجم رجل أمن في حديقة حيوان برشلونة

GMT 00:58 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تشكيلات تمزج بين الذهب الأبيض والأصفر لشتاء 2016

GMT 13:02 2012 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

3 ضفادع تتبادل القفز على ظهور بعضهم بعضًا

GMT 14:36 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

بين إعلام الحقيقة وإعلام المنتفعين

GMT 01:55 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا عبد الرحمن تستخدم الفوم الملون في إكسسوارتها
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya