الواقع يغوص في النفس في صخرة هيلدا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الواقع يغوص في النفس في "صخرة هيلدا"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الواقع يغوص في النفس في

الرباط - وكالات

الكاتية العراقية هدية حسين في روايتها "صخرة هيلدا" تجعل الواقع يغوص في نفسها مع براعة في التقاط تفاصيل الحياة وتحويلها إلى خيوط من حالات نفسية. بطلة الرواية يملأها الحزن والشعور بالوحشة والالم والحنين. انها وحيدة في كندا لكنها تقول انها كانت ايضا وحيدة في بغداد لكن هناك فرقا بين الوحدتين. والروئية بارعة في جعل لحظات تفاصيل الحياة تتحول إلى حالات من الحزن ومن مأساة الإنسان خاصة ذلك المشرد العراقي الهارب من الموت والدمار اليوميين الكاسحين اللذين لا يميزان بين إنسان وآخر وكأن الإنسان الذي ضربه التوحش يتحول إلى مسخ جبار يعتقد انه يمتلك مصير الآخرين وهم لا قيمة لهم عنده. جاءت الرواية في 182 صفحة من القطع الوسط وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. رواية هدية حسين رواية فكرية إلى حد بعيد يملأها التساؤل عن الحياة والموت من خلال حوار تقيمه البطلة مع راحلة دفينة تدعى هيلدا وذلك عند صخرة تعرف باسمها والكاتبة تتوهم انها تستمع اليها. انها تروي عن كل الاشياء في حياتها بشكل جذاب. انها تقيم حوارا مع الاموات.. هيلدا من طرف واحد وصديقة البطلة المدعوة سارة في العراق. وهو هنا حوار مستعاد او متخيل من طرفين. حوارها مع سارة يتناول المجتمع والوطن والحب والحقيقة. اما الاحياء فالبطلة تكاد لا تقيم حوارا معهم او تجري حديثا. كانت تعتقد ان سارة انتحرت الى ان التقت في كندا صديقتهما المشتركة سمر وعلمت منها ان شقيق سارة قتلها بشكل يبدو الامر فيه انتحارا وذلك لانها مطلقة ممنوع عليها التصرف بشيء من الحرية. تبدأ البطلة بالحديث عن الحرب والموت في العراق. انفجار يقتل امها ويفصل رأسها عن جسدها. رحلت بعد موت امها المفجع. "تقلبت الايام وقلّبتها بين مدن تشيلني انا التي كنت اظن انني سأبقى في بغداد وأموت فيها.. وأخرى تحطني" لتحط اخيرا في مدينة هاملتون الكندية وتسكن في غرفة قديمة لا احد يكلمها او تكلمه. تتلقى المساعدة الشهرية من الحكومة وتدفع فواتيرها. تقول انها عندما حدثت موظفة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كان "جسدي يرتعش وأنا احكي عن رأس امي المقطوع" وأعطتها الموظفة عنوان احد الاطباء النفسيين لتراجعه. قال لها الطبيب ان عليها ان تدرب نفسها على النسيان "فستجدين حياة جديدة بانتظارك... وها انا في كندا ادرب نفسي على النسيان." تقول انها الآن "في مكان ما على حافة العالم اجلس او امشي. اشعر بنوع من الاستقرار لم اشعر به في بلدي." وتتحدث عن قصتها وأسلوبها في روايتها فتقول "لا ارتب الحكايات من الالف الى الياء. لقد اختلط زمنها وضاعت بعض ملامحها. قد أبدأ من الياء وأمر بحروف الحكايات من دون ترتيب زمني. وقد لا اعود الى الالف لانه سيكون قد تشوه بفعل تراكم المحتويات وثقلها. لقد تلاعب بي الزمن من دون رحمة فلماذا اجهد لكي ارتبه." تورد بعض سمات حياة الكنديين فتصف مشهدا قرب بحيرة اونتاريو حيث تجلس. ينقطع هدوء جلستها "بفعل مجموعة اطفال نزلوا من سيارة كبيرة بصحبة رجل وامرأة... انهم يغنون ويضرب بعضهم بعضا مزاحا. انشغل الرجل بنصب خيمة على العشب وحملت المرأة كلبها الابيض ذا الفرو الكثيف وقبل ان تطلقه فوق العشب امطرته بالقبلات وحكت فرو رقبته." تريد ان تقول انه حتى الحيوان يعيش معززا مكرما في ذلك البلد بينما يعامل الانسان في بلادنا معاملة الكلب وفق معاييرنا نحن. تقول "الكلاب هنا مدللة لها حقوق لا تضاهيها حقوق الإنسان." اما صخرة هيلدا فصخرة نادرة في وجودها وشكلها المنحوت كأنها سفينة في الماء وعليها حفرت جملة هي "مورياك يحبك يا هيلدا" التي رحلت عن عمر بلغ عشرين عاما. وعلى مقربة منها مصطبة خشبية لمن يريد الاستراحة بعد تعب "وأنا المرأة المتعبة التي عبرت المحيطات بحثا عن سلام لروحها القلقة لا تدري ان كانت ستجده ام لا." وتحدثت عن آلامها وذكرياتها وقصة حبها الفاشلة وقالت "وهنا وقرب صخرة هيلدا سأعلن موت الماضي وأخرج الى الحياة امرأة بلا متعلقات." تقف عند صخرة هيلدا وتخاطبها قائلة "جئتك من اقبية الدخان والخذلان من بلد هو الوحيد في العالم يقيم مهرجانات للاحزان ويتوجس من الافراح والمسرات. "بلد اذا زلت فيه المرأة اقاموا عليها الحد والحد عندنا مرهون بأطراف السيوف والخناجر.. سيوف وخناجر لامعة وصقيلة لا نستحي من رفعها شعارات على اعلامنا ومنارات تسير تحتها الجموع مغيبة عن الوعي. "الامان هنا هو القاعدة وفقدانه هو الاستثناء وهناك في بلادي وشقيقاتها فقدان الحياة هو القاعدة والامان هو الاستثناء ولذلك فالكل خائف هناك." تتحدث عن عيد الخوف اي الهالوين في كندا "حيث يتنكرون بأزياء وأشكال مخيفة من اجل التسلية" وتقارن ذلك ببلدها وتقول انه في البلد الذي تركته "اعياد الخوف كثيرة بأدوات حقيقية.. فؤوس وسكاكين وسيوف وخطى قريبة تتبعك... فيمضي كاتم الصوت او السكين الى صدرك... وقد يفجرون اجسادهم فتتشظى لحظة لانهم يعتقدون انهم بموتك سيتزوجون من الحور العين." بعد مرض وعلاج في المستشفى تشعر بأن كل ما في رأسها من ذكريات ومقلقات اختفى وبقيت صورة شاهين الذي احبت لكنه فضل الدخول في الجيش للدفاع عن الوطن وذهب إلى الحرب.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع يغوص في النفس في صخرة هيلدا الواقع يغوص في النفس في صخرة هيلدا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya