رواية لبنان والبحر وهمسات الريح لديالا بشارة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رواية "لبنان والبحر وهمسات الريح" لديالا بشارة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رواية

بيروت - وكالات

رواية الحب والحرية والالتزام... رواية لبنان والبحر وهمسات الرّيح للكاتبة اللّبنانيّة ديالا بشارة صدرت مؤخّرا عن دار الفارابي ببيروت واشتملت على 174 صفحة من الحجم المتوسّط... اختارت الكاتبة أن تتحرّك في الزّمن بحرية كاملة فاعتمدت رؤية تشكيلية درامية تسمح بالقطع والوصل والحركة المتواترة بين الماضي والحاضر والمستقبل وهو ما يسمح لها برواية سيرة ذاتيّة ونقل مشاهدات في فضاءين مركزين هما لبنان و السّويد... الساردة إمرأة لبنانيّة مسلمة تتعرّف على رجل سوريّ مسيحيّ عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيتزوّجان ويكون ذلك منطلقا لسرد أطوار مغامرة غامضة بحكم الاختلاف الديني والتحديات الاجتماعيّة والحضاريّة..إلا أنّ الحبّ ينتصر على كلّ المخاوف و الهواجس و يساهم في ذلك النّضج الفكري والحلم بالحريّة لدى إمرأة مسكونة بكسر القيود و التابوهات المكرّسة في المجتمعات العربيّة ولدى رجل غادر السّجن السّياسي السوري ليفهم ذاته و يناضل من أجل وطن محاصر بكلّ أشكال الغطرسة والاستعباد: "كلّ علاقة جديدة بين الرّجل و المرأة هيّ ثورة في مكوّنها الحقيقي ، حلم يرتقي بالإنسان من الظّلمة إلى النّور.. حلم أزلي كامن في داخل الإنسان يستيقظ من غفوته، عبور من مرحلة السّكون إلى اليقظة، من الجماد إلى الحياة الرّحبة، من الفناء إلى الوجود.. إرادة القدر بدأت في طريقها إليّ و دفعتني إلى الانعتاق من القيد الدّاخلي لتفكيك العبوديّة العالقة بي كإنسانة كي تفتح نوافذها على منارات الحريّة."(ص ص 16-17)واعتمدت ديالا بشارة تقنية المونتاج وتجزئة الزمن بالقفز به للوراء أوالعودة به للحاضر لتسرد لنا حكايات البحر والحنين في النبطيّة في لبنان، وتنقل لنا صورا من حرارة الالتحام بالأمّ والوطن .. هي صور الانعتاق والجمال والحب، وهي صور الخوف و القهر و الموت...تتشابك انفعالات السّاردة في رحلتها من النبطيّة إلى المطار و تهجس بكلّ المخاطر المحدقة بلبنان و خاصّة الصراعات الطّائفيّة والمذهبيّة والخوض في حروب تعصف بكلّ الأحلام... أمّا الفضاء الثاني الذي تتحرّك فيه السّاردة فهو السويد ، الوطن البديل الذي تتداخل فيه مشاعر الفرح بالحريّة بمشاعر الاغتراب ... وحضر السّرد متوهّجا ، بلغته التي تتدّفق شاعريّة و حواراته النّابضة وشخصيّاته المتوافدة من قاع المجتمع و كواليسه الخلفيّة... وتميّزت التّقنيات بالمزج بين تقنيات السيرة الذاتية و تقنيات أدب الرّحلات من خلال نقل المشاهدات الخاصّة والعامّة والعناية بتفاصيل الأماكن والشّخصيّات...وكلّ مجالات الحياة من لغة و عادات و طقس و مأكل و زواج و مأتم ..وتوقّفت ديالا بشارة عند مميّزات السويد و خاصّة في ما يتعلّق بقسوة الطّقس و برودته وتأثير الثّلج على الحياة العامّة لمدّة خمسة أشهر من كلّ سنة..وانضباط المجتمع السويدي للقانون في كلّ المجالات وغياب كل أسباب الرشوة و الفساد و المجاملات...هناك يتساوى الملك بالعامل اليومي ، ويعمل الجميع لمصلحة الدولة وتطوّرها وسيادتها....السّويد بفضل التزام شعبها استطاعت أن تقهر الثّلج و تحوّل الصّقيع إلى وطن حريات و نجاحات اقتصادية و اجتماعيّة وسياسيّة... فليست للأحزاب قوّة أمام قوّة الدّولة....واعمدت الكاتبة تقنية الريبورتاج لتقدّم شهادات عن الوضع المأساوي لبعض المغتربين أفرادا وعائلات وما يلاقونه من صعوبات في التواصل مع المجتمع الجديد بسبب الاختلافات الجوهرية في الطبائع والقيم والعادات،بالإضافة إلى ظروف الهجرة غير القانونيّة وما يرافقها من إقامة سريّة وشغل في الأسود وصراع بين الآباء و الأبناء و انفلات سلوكي وقيمي ... رواية لبنان والبحر وهمسات الرّيح في تشكيلها العام هيّ رواية السيّرة الذّاتيّة لقصّة حبّ بين مسلمة ومسيحيّ، قصّة انفتحت على قضايا إنسانيّة تهمّ الانعكاسات السلبيّة للصراع بين الأديان و الطوائف والمذاهب في حياة الأفراد والأوطان،وهي انعكاسات طغت على المجتمعات العربيّة،تلك المجتمعات التي يحكمها الاستبداد ويحاصرها الخوف و الفقر: "أصبحنا صدقات،شحاذين على أبواب السفارات، ومكاتب الأمم المتّحدة... العراق، الصومال، السودان الذين ابتلوا،منذ خمسين سنة،بالاستبداد والطائفيّة والحروب الخارجيّة والداخليّة،كالاحتلال الأميركي،ثمّ الاقتتال الطّائفي العبثي الذي دفع قطاعات واسعة و كبيرة من النّاس للهرب من مخلّفات الحروب الأمريكيّة و الإسرائليّة"(ص112).... وأكّدت ديالا بشارة وهي المتحصّلة على الماجستير في العلوم السياسيّة و الإداريّة من الجامعة الإسلاميّة في لبنان على أنّ الإرهاب تربته الانغلاق و التطرّف و أنّ الحبّ وحده يبقى قادرا على إذابة الجليد بين الفرقاء و الانتصار لقيم الإنسان....

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية لبنان والبحر وهمسات الريح لديالا بشارة رواية لبنان والبحر وهمسات الريح لديالا بشارة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya