الحكاواتية حفيظة حمود تبرز مبادئ  فن الحكي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الحكاواتية حفيظة حمود تبرز مبادئ فن الحكي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحكاواتية حفيظة حمود تبرز مبادئ  فن الحكي

منتدى شهرزاد
الرباط – المغرب اليوم

بكل ألوان الحكي والسرد، وبعبارات السجع السهل الممتنع، تحلق الحكاواتية حفيظة حمود بشباب مغاربة في عوالم الحكايات، حكايات من واقع قريب ومن ماض بعيد، وأخرى من خزان التراث المغربي الشعبي الذي لا ينضب.
 وعلى طريقة الجدات، تروي حفيظة حكايات مستنبطة من القصص الشعبي المغربي المتوارث، وتشد إليها انتباه فتيات وفتيان من شمال المغرب، تجمعوا في ورشات مبادرة فريدة، أسماها منظموها « حكايات شهرزاد ».
 توعية عن طريق الحكاية
تقوم فكرة « حكايات شهرزاد » على توعية الشباب والفتيات بأدوار المرأة، ومحاصرة التفكير النمطي عن طريق الحكاية. وتهدف، حسب منظميها، إلى إحياء التراث الشفهي والتشجيع على القراءة والكتابة.

وتعتمد المبادرة على ورشات للحكي يؤطرها اختصاصيون في مجال الحكي من « منتدى شهرزاد » (جمعية ثقافية تربوية)، وينخرط فيها الشباب والشابات عبر حكايات يتفنون في البحث عنها وإعدادها وإلقائها. تجوب القافلة مدن الشمال المغربي في تنسيق بين جمعيات أهلية محلية.

 فكر نقدي
تقول لطيفة العراقي رئيسة « منتدى شهرزاد » للجزيرة نت إن الهدف الأساسي للمبادرة هو تطوير الفكر النقدي عند الفتيات تحديدا وعند الشباب بشكل عام.
 وبعد التأكيد أن الحكاية تراث شعبي يجب إحياؤه، تستدرك العراقي أن التراث لا يحمل دائما محتوى إيجابيا، وأن الحكاية هي مرآة للمجتمع وللقيم السائدة فيه ولتمثلاته، قد يكون أحيانا مواليا للسلطة ومتأثرا بضغوط سياسية أو حربية، مما يجعل، بحسب المتحدثة ذاتها، إعمال العقل ضروريا، ومنه ضرورة تطوير ملكة النقد وتنسيب الحقائق.
وتوضح العراقي أن المبادرة تعمل على اختيار الحكاية التي من الممكن أن يستلهم منها الشباب دروسا في التنمية الذاتية وتقوية الثقة في النفس، وتقدير الذات وتقوية مهارات التفكير.
توريث للقيم
تعتبر الحكاية الشعبية موروثا ثقافيا ضمن التراث المعنوي المغربي، وهي رافد من الروافد الغنية المحملة بالمعاني والقيم. تقول نجيمة طايطاي مديرة مهرجان الحكايات بالمغرب، وخبيرة في التراث، إن الحكاية مدرسة تربوية قائمة، تكرس مجموعة من القيم عبر خطابات ورسائل تساهم في نمو المخيال وفي نضج العقل.
 وترى طايطاي أنه « من خلال الحكاية نتعلم ألا نكذب، ألا نطمع، نتعلم كيف يمكن أن نكبر، وكيف يتحول الغني فقيرا، وكيف يصبح الفقير غنيا، وكيف يحضر البعيد، ويتقوى الضعيف ».
 وبثقة عالية ونبرة الباحثة في قضايا التراث والإنسان تتابع نجيمة طايطاي أن الحكاية حلم يتحقق من خلاله كل الأحلام، متنفس ووسيلة للتخفيف، وآلية لتوريث المعاني والقيم.
 سلطة الراوي
لكل مجتمع حكاياته، ولكل ثقافة مخبأ تخزن فيه موروثا للأجيال القادمة، والحكاية عكست على مر العصور خبايا المجتمعات وجمعت تناقضاته، حمالة أوجه، شبكت في كل حين السلطة، تُغلبها حينا وتستسلم لها حينا آخر، لعبت بلسان من لا لسان له، وسلطة من لا سلطة له، استلهمت خطاباتها من عوالم مختلفة، تارة الحيوان وتارة غابر الأزمان، أنطقت الشجر والحجر، وجمعت من أساطير الرحل وغرائب البشر، ومن مخيال جعل الترميز والتشفير مجالا لا يحصر.
تعتقد نجيمة طايطاي أن الراوي له كل السلطة في الحكاية، يقلب موازين القوى لصالح فكرته، وينتصر لمبادئه وقيمه، مذكرة برمز الانتصار النسائي « شهرزاد » وكيف جعلت من الحكاية سلطة وظفتها لصالحها.
كنز بشري لا مادي
تؤكد نجيمة طايطاي أن ما اعتبر إلى حد قريب « خرافة » تم إقراره دوليا تراثا إنسانيا لا ماديا يساهم في التنمية. معتبرة أن المنتوج الثقافي منتوج بعلامة وطنية يسوق ويساهم في نماء البلد، ويعيد الاعتبار للرواة والحكاواتيين ككنوز بشرية. وبحسب رئيسة مهرجان الحكايات فإن غنى المغرب في ناسه وتراثه.
 مواضيع متعددة، في عمقها التنوع والإيمان بالآخر والاستمتاع بالعمل الجماعي والبحث والمعرفة والشجاعة والتحدي، هكذا تقدم مريم عبودي منسقة مبادرة « حكايات شهرزاد » ورشات الحكي. وتضيف أن المبدأ الأساسي هو التوجه للشباب وتقوية القدرات التواصلية، والقدرة على التعبير والرجوع للبحث والكتابة، خصوصا أن كثير من المستفيدات انقطعن عن الدراسة.
 تعلم وتجاوب
وبحسب غزلان الحسايني(18سنة)، مستفيدة من مبادرة حكايات شهرزاد، فإن الحكاية ليست خرافة. غزلان توضح للجزيرة نت كيف تعلمت رفقة زميلاتها عن طريق الحكاية مهارة استخراج العبر من المجتمع ومن المعيش اليومي لحل المواقف التي تواجهها، وكيف يمكن استخلاص القيم من المعاناة ومن مدارسة الأفكار والاستماع للرأي المخالف.
 أما بشرى القرباص (20 سنة) فجمعت خوفها وتغلبت عليه، وتشجعت للحكي أمام الجمهور، بحثت عن قصتها ومحصت معلوماتها، زينتها بمخيالها ونسبت الحقيقة
وفتحت السؤال. وقالت بنبرة التحدي « كل امرأة قادرة على تخطي الصعاب، وها هي بطلات قصصنا وحكايتنا من واقعنا ومن جيلنا يحققن المحال ويصححن المآل ».

قد يهمك أيضا:

باحث يثبت بالدليل أن قصة "علاء الدين والمصباح السحري" من حلب في سورية

أفلام هاري بوتر تعود مجددًا بـ4 قصص جديدة عن السحر

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكاواتية حفيظة حمود تبرز مبادئ  فن الحكي الحكاواتية حفيظة حمود تبرز مبادئ  فن الحكي



GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 06:08 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

رواية "كرافت" ليس كل شيء على ما يرام

GMT 13:31 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريم عرنوق توقع مجموعتها القصصية "حرملك"

GMT 20:05 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

قصة "العبور إلى الحرية"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya