الرباط ـ المغرب اليوم
أصدرت الكاتبة الصحفية منية بالعافية، مجموعة قصصية بعنوان "دمية ودائرة"، عن دار نشر "سليكي إخوان" في طنجة .
وتضم هذه المجموعة 15 نصًا قصصيًا تنوعت آفاقها ومضامينها، على غرار العلاقة بين رجل وامرأة، والتي كثيرًا ما يكون القاسم المشترك بينها حضور العنف بأشكال مختلفة، حتى تغدو الحياة المشتركة كعدمها حينا، وجحيما لا يطاق أحيانا أخرى.
وتلامس قصة "حين جف الوادي"، التي فازت بإحدى جوائز جائزة نازك الملائكة للقصة القصيرة في بغداد، وبحس إنساني، معاناة المغاربة والجزائريين القاطنين في الحدود بين البلدين، بالنظر للنزاع المفتعل الذي تسبب في مآسي إنسانية مختلفة.
وتعالج قصص أخرى "علاقة الصحفيين بما يقدمونه من أخبار وعلاقة الإنسان بالدين، والتأثير الذي تحدثه نظرة الآخرين وتوجيهاتهم في اختيارات الإنسان الدينية وفي علاقته بالله وبمختلف الطقوس المرتبطة بإيمانه الديني".
وترصد الكاتبة بحس إنساني مرهف، ومعالجة عميقة، في مجموعتها القصصية "دمية ودائرة" أوضاعًا إنسانية مختلفة يجمع بينها الإحساس بالوحدة، والضياع، والعنف، والقهر، والحرمان، والبحث عن الذات في مجتمعات ثارت فيها الكثير من التناقضات، ويكاد الفرد يذوب في الجماعة، لا لانصهاره المنسجم فيها، ولكن لما يعانيه من تهميش واستغلال.
"ما نحن إلا دمي، تدور بنا الدوائر" عبارة قالتها الكاتبة وهي تتحدث عن مجموعتها. فالقصة القصيرة "دمية" التي تفتتح المجموعة، "تعكس القهر الإنساني حين يبلغ مداه، لا لأن الآخر اختار أن يتحول إلى جلاد ولا لأن المغلوب على أمره، استكان لدور الضحية، وإنما لأن الأمور سطرت قبليًا بتلك الشاكلة، حتى باتت تبدو طبيعية بحكم العادة. وتُختتم المجموعة بقصة "دائرة" التي يعود فيها الإنسان، ومن جديد، إلى التراوح بين طغيان واستسلام، هما بدورهما جزء من واقع كادت العادة تمنحه شرعية الوجود".
يذكر أن هذه المجموعة الجديدة تأتي في سياق استمرارية الكتابة الأدبية التي تخوض غمارها منية بالعافية بالموازاة مع نشاطها الإعلامي، حيث صدر لها سابقًا بحث "المرأة في الأمثال الشعبية" عن دار "توبقال" للنشر، بدعم من وزارة الثقافة عام 2008 ونصان مسرحيان : "أزواج وأقنعة" عن دار النشر "مرسم" عام 2013، كما قامت بجمع وتوثيق أعمال الكاتب المغربي الكبير أحمد الطيب العلج، والتي تضمنها كتاب "أحمد الطيب العلج" في موسوعة نغم للطرب المغربي "جمعية نغم".
وكانت الكاتبة قد حصلت على جائزة نازك الملائكة صنف القصة القصيرة ببغداد عام 2012، وعلى جائزة أحسن تحقيق صحفي في جائزة دبي للصحافة في دبي عام 2002، وتشغل حاليًا منصب نائبة رئيسة الرابطة العالمية للنوع الاجتماعي والإعلام في اليونسكو ورئيسة مجلس النوع الاجتماعي في الفيدرالية الدولية للصحفيين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر