كتاب الإله المحتجب يناقش الرؤية المأساوية للعالم في الفلسفة والأدب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كتاب "الإله المحتجب" يناقش الرؤية المأساوية للعالم في الفلسفة والأدب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب

كتاب "الإله المحتجب"
القاهرة - المغرب اليوم

يناقش كتاب «الإله المحتجب» للكاتب لوسيان جولدمان، وترجمة عزيزة أحمد سعيد الصادر عن المركز القومى للترجمة، الرؤية المأساوية للعالم فى الفلسفة والأدب من خلال كتاب الأفكار لباسكال، وأربع مسرحيات للشاعر الفرنسى راسين وهى: «أندروماك، وبيرتا نيكوس، وبيرينيس، وفيدر».

ويعد الكتاب من أهم مؤلفات الفيلسوف الفرنسى والمنظر الأشهر للبنيوية التكوينية فى سوسيولوجيا الرواية «لوسيان جولدمان»، وهو فيلسوف وعالم اجتماع فرنسى بارز، ولد فى بوخارست عام ١٩١٣، وتوفى فى باريس عام ١٩٧٠، دخل سجون الاحتلال النازى بفرنسا، من أهم أعماله «مقدمات فى سوسيولوجيا الرواية، ولوكاتش وهيدجر، العلوم الإنسانية والفلسفة، البنيات الذهنية الإبداع الثقافى والماركسية والعلوم الإنسانية»، وكتاب «الإله المحتجب» الذى نقلته من الفرنسية إلى العربية عزيزة أحمد سعيد، والصادر عن سلسلة الإبداع القصصى بالمركز القومى للترجمة ٢٠١٦ فى ٨٠٠ صفحة.

أول ما أعجب به جولدمان فى فكر لوكاتش هو مفهوم «النظرة المأساوية للعالم» التى عبّر عنها الأخير فى كتابه «الروح والأشكال»، إذ إن النظرة المأساوية طغت على المفكرين اليساريين بداية من الحرب الباردة، لا سيما الهزائم التى منيت بها الطبقة العاملة فى فرنسا، زد عليها محاكمات ستالين الكبرى.
وتقوم الفكرة الأساسية لهذه الدراسة على أن الوقائع الإنسانية دائمًا ما تُكوّن بنى دالة شاملة، لها طابع عملى ونظرى وانفعالى فى آن واحد، ولا تمكن دراسة هذه البنى بطريقة وضعية – بمعنى تفسيرها وفهمها – إلا من خلال منظور عملى يستند على قبول مجموعة ما من القيم. لقد أثبت جولدمان وجود مثل هذه البنية – وهى الرؤية المأساوية، التى أتاحت له التوصل إلى ماهية مظاهر إنسانية عديدة. 

«الإله المحتجب» هى فكرة أساسية للرؤية المأساوية عامة ولمؤلفات باسكال بصفة خاصة، فكرة مخالفة لرأى الكافة، رغم أن بعض فقرات «الأفكار» يبدو من الممكن تأويلها بحيث يكون معناها للوهلة الأولى منطقيًا تمامًا: «الإله محتجب» لمعظم الناس، لكنه مرئى لمن اختارهم بمنحهم النعمة الإلهية.

فبعد القضايا التى طرحتها المأساة الإغريقية لأسخليوس وسوفوكليس، قامت العقلانية السقراطية والأفلاطونية على أسس جديدة بتخليها عن أى أمل، واستبدلت بالوحدة الكلاسيكية بين الإنسان والعالم على وجود حقيقة معقولة تجعل الإنسان يواجه العالم المحسوس بعد خفضه إلى مستوى الظاهر. وتفسر هذا الوضع الجديد الروح الكلاسيكية للملحمة والمأساة، ولماذا منع أفلاطون دخول شعراء الملاحم والمآسى إلى دولته المثالية. 

وتعبر مأساة القرنين السابع عشر والثامن عشر مثل كل الأشكال الأخرى للوعى والإبداع المأساويين، عن أزمة العلاقات بين البشر، أو بالأحرى بين بعض الجماعات الإنسانية والعالم الكونى والاجتماعى. 

ومن المحال بالفعل أن نفصل تمامًا بين العناصر الثلاثة التى استخرجها جولدمان من الرؤية المأساوية – الإله والعالم والإنسان – بما أنه لا يوجد الواحد منها دون الآخرين، ولا يمكن تعريفه إلا بالنسبة للآخرين، فليس العالم فى ذاته، ولا لأى وعى، مزدوجا ومتعارضا، ولكنه يصبح مزدوجًا ومتعارضًا لوعى الإنسان الذى يحيا فقط لتحقيق قيم يتعذر تحقيقها بشدة، بل ويجب الوصول بعنصرى المفارقة إلى حدهما الأقصى، لأن الحياة من أجل قيم متعذر تحقيقها، مع الاكتفاء بالتشويق إليها، وبالتماسها فى الفكر والحلم، يؤدى إلى نقيض المأساة، أى إلى الرومانسية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب الإله المحتجب يناقش الرؤية المأساوية للعالم في الفلسفة والأدب كتاب الإله المحتجب يناقش الرؤية المأساوية للعالم في الفلسفة والأدب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya