رواية أعياد الشتاء لنغم حيدر تحكي قصة فتاتين في اللجوء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رواية "أعياد الشتاء" لنغم حيدر تحكي قصة فتاتين في اللجوء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رواية

رواية "أعياد الشتاء"
أبوظبي - المغرب اليوم

تصدر قريباً عن "دار نوفل" في بيروت، الرواية الثانية للكاتبة السورية نغم حيدر وتحمل عنوان "أعياد الشتاء"، وهي تحكي قصة فتاتين هما شهيناز التي وصلت إلى مغتربها، وراوية اللاجئة هي الأخرى والآتية إلى برد الوحدة.

وبين الفتاتين عوالم شاسعة، كثير من المسكوت عنه والخبرة الحياتية، وخمسة سنتمترات فقط بين سريرين في غرفة واحدة خصصت لاستقبالهما، تفرقهما أشياء كثيرة، لكنهما تتفقان على حب التبولة، وهذا ربما يكفي في صقيع الغربة.

وفيما يلي فقرات منها، نشرتها صحيفة الشرق الأوسط:

"كان الغزالُ المصنوعُ من الشرائطِ المعدنيّة لافتاً للنظر.

لُفّت الشرائطُ بإتقانٍ لتصنعَ سيقانَه الممشوقة المُثبَتة في الأرض.

وانحنت بدقّة لتُشكِلَ رأسهُ الذي يومئ باطمئنان، وأذنيه الصغيرتين المُطرقتين بخجل، وجسمه المضاءَ بلمباتٍ صغيرة كأنّها براعم بزغَ الضوءُ منها لتتلقفه عيونُ السائرين.

غزالٌ بطولِ إنسانٍ يُمكن احتضانه".

"على رغم أنّه طوال الأيام مشرئبٌ صامتٌ، إلّا أنّه لا بُدّ ينتظر شيئا.

تلويحة ما من طفل مارٍ إلى جانبه، أو ذرّات ثلجٍ ناعمة تلامسهُ كي تُصبحَ ذوّابة سائلة، أو كي تحومَ وتعبرهُ ثم تتجمعَ عند قدميه.

ينتظرُ أجراس الكنيسة حتّى تُقرع كي يتكاثر إلى غِزلانٍ مضيئة هُنا وهناك.

أو شهينازاً جميلة تُقرّب وجهها الناعمَ منه وترمقهُ بعينينِ مكحّلتينِ بالبردِ وتحزنُ لأنّه بلا عينين".

"شهيناز التي قالت إنّ العُشب غزيرٌ وكثيفٌ عند قدميه، ومع هذا فليس بإمكانه الانحناءُ نحوه".

"كثيرة تلك الغِزلانُ التي عُلِقت على حِبال الزينة عالياً أو ثُبِتت إلى جانبِ النوافذِ وأمام مداخلِ المطاعم وعلى الواجهة الخارجيّة للجسرِ في منتصف المدينة.

كثيرة تلك المُصغّرة التي أصبحت علّاقة مفاتيحٍ أو صورة مطبوعة على الأكياس البلاستيكيّة، أو سُكّرية فوق قالبِ حلوى بالكريما.

كثيرة هي الغِزلان التي رأتها شهيناز في الشهرِ الأخيرِ من هذه السنة.

حملها الأولادُ كدُمى محشية بالقطن، أو ركبوا فوقها في لعبة مجانية.

حتّى هي اشترت الأسبوعَ الماضي بيجامة حمراءَ مطبوعٌ عليها نسخٌ كثيرة للغزالِ ذاته واختارتها من دون أنْ تُجرّبها حتّى، وحين لبستها أخذت تعدو في حلمها بلا انقطاعٍ واستيقظتْ في منتصف الليل وهي تلهث متعرّقة".

"إنَّ الغزالُ في منتصف الساحة.

مرَّتِ السياراتُ وأطلقت عجلاتُها الساخنة بخاراً في وجهه. تقيّأَ السُكارى هُنا عند قاعدته وبصق العجائز دماً عند قدميه.

أما شهيناز فقد تأمّلتهُ صاغرة أمام أُنسه المسائي ذاك ليشردَ ضوؤه في عينيها. مدّت يدها إليهِ كأنّما تسقيه.

أمالت رأسها أمامه كأنّها ودّتْ أنْ تُضحكه.

رنّت من بعيدٍ أصواتُ أجراسٍ وأغانٍ. الليلُ راقصٌ ماجنٌ في مكانٍ وراكد ساكنٌ في مكانٍ آخرَ.

مشحونٌ بالحياة في مكانٍ ومسلوبها في بُعدٍ آخر".

"مَشَتْ إلى ضفّة الشارع الأُخرى بتثاقلٍ وهي تزجر ذلك الفضولَ المُخجلَ الذي تحكَّم بمشيتها، فأوقفها متى أراد وحرَّكَ نظراتِها وثبَّتَها على الأشياءِ الغريبة التي ترويه، حتى إنّهُ جعلَ الطابة في مؤخّرة قبّعتها الأرجوانية تتمايلُ مع حركة رأسها بكلّ الاتجاهات.

كاد سائقُ دراجة أنْ يدهسها منذ قليل فيما هي تتفرّجُ على المرأة البدينة وهي تصنعُ "الكريب" وتقدّمهُ ساخناً للمارّة، وفضولُها لم يقتنع بعد أنّه أصبحَ خطِراً عليها".

"بَدَت شهيناز في الآونة الأخيرة كما لو أنّها تُهلوسُ بالبشرِ، بوجوههم وقُبّعاتهم وأكفّهم المُخبَأة. ترصَّدت مِظلّاتِهم حتّى تُفتح، أفواههم حتّى تلتقم النبيذَ الساخنَ من الكؤوس الكبيرة.

أصبح هذا الفضولُ بحراً تتداعى فيه وتغرقُ إلى أنْ ينتشلها منهُ صوتٌ ما، لكزة من أحدهم على كتفها، فتتمدّدُ على شاطئ وعيها تكحُ وتُخرج البشرَ من رأسها، كما لو أنّها تُخرجُ ماءً دخيلاً من رئتيها".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية أعياد الشتاء لنغم حيدر تحكي قصة فتاتين في اللجوء رواية أعياد الشتاء لنغم حيدر تحكي قصة فتاتين في اللجوء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya