رواية كرافت ليس كل شيء على ما يرام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رواية "كرافت" ليس كل شيء على ما يرام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رواية

القاهرة - المغرب اليوم

الرواية تقدم ما يشبه إدانة كاملة لما يمكن تسميته بـ"الرأسمالية المتوحشة" التي تقود العالم اليوم.

في اللحظة التي انتهيت فيها من قراءة رواية "كرافت" للكاتب السويسري "يوناس لوشر"، الصادرة هذا العام عن دار العربي للنشر والتوزيع في القاهرة، وبترجمة د. معتز المغاوري - تخيلت بيني وبين نفسي -ضاحكاً-  أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبمعجزة ليس لها مثيل، تفرغ أياماً لقراءتها ثم كيف يكون رد فعله على انتحار بطل الرواية، "ريتشارد كرافت"، في نهايتها. ولا يساورني شك أن رد فعله، إن حدث أو كما أتخيله، لن يكون إلا سخرية شديدة تصل لدرجة الوقاحة (التي اعتدناها منه).  

في الواقع - وبعيداً عن ترامب وسخريته ووقاحته المتوقعَة- فإن تلك الرواية استغرقت مني وقتًا طويلًا في قراءتها، وليس سبب ذلك حجمها أو عدد صفحاتها (الرواية كلها 265 صفحة) وإنما لأنني كنت أتوقف كثيراً عند نهاية كل فصل من فصولها، محاولاً استيعاب الأفكار التي تطرحها على لسان بطلها، وهو يحاول الإجابة على سؤال واحد: هل كل شيء على ما يرام؟ وهو سؤال - وإن بدا ظاهرياً- سهلاً وبسيطاً إلا أنه ليس كذلك على الإطلاق. 

البداية عندما يتلقى البروفيسور الألماني، ريتشارد كرافت، دعوة للمشاركة في مسابقة يقيمها أحد أساطين وادي السليكون الشهير. للإجابة على ذلك السؤال في ظل كل التطورات الكبيرة والخطيرة والهائلة التي يعيشها العالم، منذ انتصار الرأسمالية وقيمها وتفردها بقيادة الكرة الأرضية، بعد انهيار عدوها -أو أعدائها- في بداية التسعينيات من القرن العشرين، على أن يفوز صاحب الإجابة الصحيحة بجائزة مالية قدرها مليون دولار، مع أننا لا نعرف أبداً كيف يُمكن تقدير تلك الإجابة الصحيحة، وتحت أية معايير أو مقاييس محددة سلفاً أو معروفة. 

اقرا ايضًا:

 يحي يخلف يفوز بجائزة ملتقى الرواية العربية

وبالفعل يذهب "كرافت" إلى المسابقة، خصوصاً أن الدعوة جاءته من صديق قديم وحميم كان -في سن الشباب- يشاركه أفكاره وأحلامه، وهذا الصديق -رغم أنه مجري الأصل- فإنه أصبح واحداً من أولئك المفكرين "الاستراتيجيين" الذين أصبحت لهم الكلمة العليا في تحديد أهداف وخطط واستراتيجيات الولايات المتحدة الأميركية. 

وفي جانب آخر مهم فإن كرافت يذهب إلى المسابقة من أجل الفوز بالجائزة كي يستطيع -بالمليون دولار الموعودة- ترتيب أمر انفصاله عن زوجته وضمان مستقبل أولاده، وهو في ذلك يتصور أنه يحصل على "حريته" من كل الارتباطات والقيود العائلية، وهذا في حد ذاته تناقض صارخ -لا يلحظه البروفيسور العبقري!- منذ البداية. 

في الأيام التي قضاها "كرافت" في حرم جامعة "ستانفورد" وفي قلب وادي السيليكون، مقر كل الشركات العالمية التي تتحكم في حياة البشر، تسنح له الفرصة، وفي سبيل العثور على الإجابة النموذجية للسؤال، أن يستعيد تفاصيل حياته كلها، ومراجعة كل أفكاره التي تحمس لها منذ شبابه الباكر، حتى أوصلته لما عليه من مكانة علمية وأدبية مرموقة في مجال تخصصه. لكنه وبطريقة لم يخطط لها، يستطيع أن يصل إلى نتائج لم يتصورها أو يتخيلها عن نفسه وعن حياته العملية والشخصية، وهي النتائج التي تقوده في النهاية إلى الانتحار، لأنه -ببساطة شديدة- لم يكن كل شيء على ما يرام. 

الرواية تقدم ما يشبه إدانة كاملة لما يمكن تسميته بـ"الرأسمالية المتوحشة" التي تقود العالم اليوم، فكل منتجاتها -وإن كانت ظاهرياً- تُسهّل على البشر حياتهم اليومية، وتوعدهم بمستقبل لا بد وأن يكون أفضل دائماً، إلا أنها في حقيقتها لا تعدو سوى أنها مجرد طريقة ضمن طرق أخرى، فيها الجيد والسيء، الإيجابيات والسلبيات، فلا شيء مُطلق أو ناجح مائة في المائة، وربما من هذه النقطة تحديداً تخيلت رد فعل شخص مثل "دونالد ترامب" لو حدثت المعجزة وقرأ تلك الرواية، فهو -بشكل من الأشكال- يعتبر النموذج الأكثر تعبيراً لجواب سؤالها بأنه ليس كل شيء على ما يرام!

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية كرافت ليس كل شيء على ما يرام رواية كرافت ليس كل شيء على ما يرام



GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:31 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريم عرنوق توقع مجموعتها القصصية "حرملك"

GMT 20:05 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

قصة "العبور إلى الحرية"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya