في رواية «الموت عمل شاق» وطن خالد خليفة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في رواية «الموت عمل شاق» وطن خالد خليفة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - في رواية «الموت عمل شاق» وطن خالد خليفة

في رواية «الموت عمل شاق» وطن خالد خليفة
القاهرة ـ ا ش ا

في روايته الجديدة، يُصرّ الروائي خالد خليفة على ملازمة وطنه، سورية، لتصير هي المكان والحدث معاً. لا تتبدّل صورتها كثيراً عمّا كانت عليه في روايتيه السابقتين «مديح الكراهية» و«لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة». سورية ما زالت كما كانت خلال السنوات الأخيرة، وطناً مأزوماً، مسحوقاً بين فكّي الحرب، والدمار والخراب. لكنّ الروائي السوري خالد خليفة يرى في هذه الصورة المستقرّة على حالها المأسوي منذ فترة جزءاً من مستقبل البلاد. فالموت في هذه الرواية، كما في الواقع الراهن، ليس إلا ذريعة لترسيخ الحياة، وربما الأمل في غدٍ أفضل.

تنطلق أحداث الرواية بموت الأب عبداللطيف، بعد التحاقه بالثورة، ليتفاجأ الابن «بلبل» الذي يعيش وحيداً مع والده بعد قطيعة مع أخويه حسين وفاطمة، بوصية الأب بأن يُدفن في مقابر قريته «العنابية». فالدفن في بلد تحوّل إلى مقبرة مفتوحة ليس سهلاً. الجثث تنتشر ولا تجد أكفاً تحملها لتبلغ بها قُراها، فتُدفن الأجساد مع أجساد غريبة أخرى في مقابر جماعية حيث تمتزج الدماء والأشلاء المبعثرة في مكانٍ غريب عنهم أيضاً.

حاول الأبناء المتخاصمون تنفيذ وصية والدهم، على الرغم من استحالتها، لكنّ الرحلة من الشام إلى العنابيّة تبقى محفوفة بالمخاطر. القتلى يتساقطون على مدار الساعة، من دون أن يحصرها الكاتب في مناطق معينة، فتغدو رحلة الموت وكأنها تمرّ على طرقات الموت. لا شيء يدلّ على الحياة. حتى إنّ قطيعة الإخوة تُشير إلى موت العاطفة وتجمّد روابط الدم في عروق أبناء العائلة الواحدة. «رابطة الدم لا تكفي للعيش في كذبة الوئام العائلي».

ومن أجواء الرواية: «سيّارة تشقّ طريقها من الشام إلى العنابيّة. في داخلها جثّة، ورجلان وامرأة، يلفّهم صمت متوجّس، وفي الخارج حرب ضارية لم تشبع بعد من الضحايا. حواجز كثيرة سيكون على هذه العائلة اجتيازها على الأرض لتنفيذ وصيّة الأب بدفنه في تراب قريته، وحواجز أخرى نفسيّة بين الأحياء الثلاثة، اجتيازها ليس أقلّ صعوبة. هذه ليست رحلة لدفن جثمان أب، بل هي رحلة لاكتشاف الذات، وكم أنّ الموت عمل شاقّ، إنّها رواية عن قوّة الحياة، لكنّ الموت هنا ذريعة ليس أكثر».

خالد خليفة هو صاحب «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» (2013) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، وتُرجمت إلى ثلاث لغات حتى الآن. وهي الرواية الرابعة للكاتب السوري بعد «حارس الخديعة»(1993)، «دفاتر القرباط» (2000)، و«مديح الكراهية» (2006) التي تُرجمت إلى ثماني لغات أجنبية، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة كذلك. للكاتب أيضاً عدد من المسلسلات التلفزيونيّة منها: «سيرة آل الجلالي» (1999) ومسلسل «هدوء نسبي» (2009).

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رواية «الموت عمل شاق» وطن خالد خليفة في رواية «الموت عمل شاق» وطن خالد خليفة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya