معرض الحرف في الخليل يبرز أصالة التراث
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

معرض الحرف في الخليل يبرز أصالة التراث

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معرض الحرف في الخليل يبرز أصالة التراث

معرض الحرف في الخليل
بيروت-المغرب اليوم

ازدانت قاعة بلدية الخليل بمنتوجات حرفية تراثية عريقة تجمع بين الجمال والإتقان وعبق التاريخ الفلسطيني الأصيل من زجاج، وسيراميك، ومطرزات، وحلي، واكسسوارات، بالإضافة إلى مصنوعات ومنحوتات خشبية، وفسيفساء، وجبص، ونحاس، وصناعة البساط والسجاد التقليدي المعروف باسم 'النول'، والعديد من الحرف اليدوية في مدينتي الخليل وبيت لحم.

تجمع زائرون للمعرض حول السيدة نايفة الحوامدة من بلدة السموع جنوب الخليل، التي تصنع وتعلم الشابات صناعة النول القديم، إذ كانت تحرك الخيوط وتشدها بآلة يدوية حديدية لتبرز الرسومات من خلال تداخل الخيوط الملونة ونسجها.

وقالت الحوامدة، 'أعمل في هذه الصناعة التقليدية منذ (20 عاما)، وعملنا حسب الطلبات ويلاقي إقبالا على اقتناء هذه المنتوجات من بسط، ومزاود، وكنف، ومخدات، وحقائب صغيرة'، مبينة أنها ما زالت تصنع هذه الأشياء بنفس الطريقة القديمة بكل مراحلها بعد اخذ أصواف الخراف، وغزلها، وصبغها، وبرمها، ونسجها.

وأشارت إلى أنها تعمل بهذه المهنة مع مئة امرأة، يلبين رغبات المهتمين بهذا النوع من التراث، والذين يرغبون في الرسومات والألوان القديمة، وطالبت الجهات المعنية بالحرف التراثية بمساعدتها في تسويق منتجاتها.

وتعمل الحوامدة على استقطاب الشابات ليتعلمن هذه الصناعة للمحافظة على التراث الفلسطيني عبر الأجيال وتشغيل الأيدي العاملة.

وفي إحدى زوايا المعرض عرضت مجموعة نسوية مشغولاتها الفضية، وقالت هدايا نجاجرة من مدينة بيت لحم، إن المجموعة من خريجات كلية دار الكلمة، جمعتهن الموهبة في صناعة الحلي من الفضة والمطعمة بالحجارة الزجاجية الملونة، مبينة أن عملهن يدوي ودقيق، ومكلف في نفس الوقت.

وأشارت إلى أن عملهن يزدهر في فترة الأعياد الإسلامية والمسيحية، وحسب الطلبات الخاصة، منوهة إلى أنهن شاركن في معرض دولي للأشغال اليدوية في روما، وفي فترة الأعياد المسيحية في ساحة المهد.

وقالت إن المجموعة بحاجة إلى مساندة ودعم من مؤسسات تعنى بالعمل اليدوي والنسوي حتى تستمر المجموعة وتنجح.

من جانبه، استعرض بسام المعطي من مدينة بيت الحم وهو احد الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية بنسبة 85%، عمله في التطريز النافر لرسومات على القماش تعكس الحياة الاجتماعية الفلسطينية وأخرى لأماكن مقدسة، بالإضافة إلى تطريز لوحات كتابية باللغتين الانجليزية والعربية لأسماء فنادق ومطاعم شهيرة وشركات، مبينا أنه تعلم هذا الفن من خلال حصص الفن في مدرسة العائلة المقدسة في بيت لحم، بالإضافة إلى تعلم مهارات فنية أخرى.

وبين أن هذا الفن يقدره ويتذوقه الكثيرون خاصة أهلنا في الداخل الفلسطيني، الذين يدفعون باللوحة المطرزة ما بين 170 إلى 200 شيقل. أو حسب دقة اللوحة وجمالها، بالإضافة إلى ذوق ومزاج الزبون، مشيرا إلى أن هذه المهنة مصدر رزقه الوحيد، ويأمل بأن تتبنى عمله مؤسسة ما للمعاقين أو للحرفيين، أو للسياحة والثقافة، لتسويق منتجاته التي تعكس التراث الفلسطيني وجماله.

فيما أخذت الصناعات الخشبية اليدوية زاوية عرضت فيها مجسمات للحرم الإبراهيمي وقبة الصخرة، ومنحوتات بدوية، وخارطة فلسطين، بالإضافة إلى شعارات دينية، وأوان خشبية، ودروع، وميداليات.

وقال نضال سعيد من مدينة بيت ساحور إن هذه الصناعات لم يعد يعتمد عليها بشكل كامل في الدخل، وهي صناعة سياحية موسمية، وإن معظم هذه المشغولات من خشب الزيتون وصنعت يدويا، مشيرا إلى أن الصناعة الفلسطينية تواجه منافسة كبيرة من صناعات صينية، على الرغم من ميزة الصناعة الخشبية الفلسطينية من خشب الزيتون.

كما كان للإكسسوارات اليدوية حضور كبير بعد إدخال التطريز في هذه الأشغال، وقالت رسلان عمرو من مدينة الخليل، إن الإكسسوارات والألوان أصبحت جزءا من ملبوسات المرأة والموضة، مع إدخال التراث الفلسطيني على هذه المشغولات، ودمج الحديث مع القديم بشكل متناغم مع المحافظة على الطابع الفلسطيني.

فيما عرضت المهندسة المعمارية ندى الأشهب صورا لمبانٍ قديمة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وشوارعها وزخارفها المعمارية، وعرضت فيديو لتصاميم داخلية لبيوت قديمة لإبراز جمال الهندسة المعمارية القديمة بغرض المحافظة على المدن التاريخية.

من جانبه، قال منسق المعرض، أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت شادي الغضبان، إن المعرض جزء من نشاط مشروع 'الشبكة الثقافية المتوسطية لتعزيز الإبداع في مجال الفنون والحرف والتصميم لتأهيل وتجديد المجتمعات في المدن التاريخية'، والممول من الاتحاد الأوروبي وذلك ضمن برنامج 'التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط'.

ويهدف المشروع إلى إعادة الاعتبار للحرف والفنون في المدن التاريخية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتطوير البيئة العمرانية التاريخية لتساعد على إعادة إحياء هذه الحرف. ويشارك في المشروع سبع مؤسسات تعليمية وبحثية من اليونان وإسبانيا، وإيطاليا، ولبنان، وتونس، إضافة إلى فلسطين وتمثلها جامعة بيرزيت.

وأوضح الغضبان، أنه تم اختيار مدينة الخليل لتطبيق المشروع عليها، وذلك لما تتميز به المدينة من حرف تراثية تقليدية كالسيراميك، والزجاج، والخزف.

وأشار إلى إجراء دراسة حول الحرفيين في البلدة القديمة من مدينة الخليل وما حولها، لتحديد عدد العاملين في الحرف التقليدية، مبينا أن هناك 27 مشغلا يعمل في الحرف التقليدية منها معملان للزجاج فقط، و'هذا يدل على تراجع عدد الأشخاص المستثمرين في هذا المجال'، قال الغضبان.

وقال إن المستوى الفني لهذه الحرف 'رائع، ولكن لا يوجد بديل من الشباب، وهرم هذا الجيل المهني وتراجع، تحت مبررات الواقع الاقتصادي، والتسويق، والدعم، والمنافسة الخارجية والاستيراد'، بالإضافة إلى حق الملكية حيث وجد أن العديد من هذه المنتوجات تباع تحت اسم صنع في إسرائيل بهدف التسويق، موضحا أن هنالك نقصا في الوعي المجتمعي حول هذه الصناعات التراثية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض الحرف في الخليل يبرز أصالة التراث معرض الحرف في الخليل يبرز أصالة التراث



GMT 17:14 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

معرض فني وأمسية شعرية في ملتقى "قنا" الثقافي

GMT 01:35 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

افتتاح معرض أونلاين في متحف بوشكين في موسكو

GMT 18:41 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

إقبال كثيف على معرض الدقي للكتاب

GMT 19:51 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

افتتاح معرض "النيل أنشودة مكان" في دار الأوبرا

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:52 2017 الثلاثاء ,15 آب / أغسطس

الأميرة ديانا تطلق لقب "إبنتي" على فتاة هندية

GMT 05:31 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

محمد حمدي يعلن عن خطأ شائع ترتكبه الأمهات

GMT 07:18 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

ديكورات لمنازل تركية تعكس الفخامة والروعة

GMT 08:48 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

لتضمني حياة سعيدة مستقبلاً امنحيه فرصة أخرى

GMT 16:49 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال الفنان الأميركي مايكل ويثرلي مخمورا

GMT 02:41 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"فالدوس فليمس" وجهتك المفضّلة لقضاء أجمل شهر عسل

GMT 21:02 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة تستدعي صاحب برنامج "ليالي ماريو" على "فيسبوك"

GMT 07:19 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

فقيه يقدم علي الانتحار شنقًا في إقليم سيدي قاسم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya