يوسف عبدلكي في باريس لوحات الموت والغربة والطبيعة الصامتة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يوسف عبدلكي في باريس لوحات الموت والغربة والطبيعة الصامتة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - يوسف عبدلكي في باريس لوحات الموت والغربة والطبيعة الصامتة

باريس - أ.ف.ب

يشارك الفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي في معرضين في العاصمة الفرنسية، أولهما معرض "فن باريس" الجماعي المنظم في متحف "غران باليه" لثلاثة ايام تنتهي مساء الأحد، وثانيهما سيفتح أبوابه اعتبارا من الخميس المقبل في "غاليري كلود ليمان" في باريس.وكما فعل في بيروت الشهر الماضي، حمل عبدلكي إلى باريس ملامح من المأساة السورية برؤيته الفنية، فعكست لوحاته التي نفذها بين عامي 2011 و2013 ورسمها بالفحم، بألوانها السوداء المتدرجة، طبيعة صامتة وعبرت عن مشاعر الفقد والشهادة والموت والغربة.وتعرض لوحات "غران باليه" (القصر الكبير) بين 26 و30 اذار/مارس. أما المعرض الشخصي فيقام في "غاليري كلود ليمان" بين الثالث من نيسان/ابريل والثالث من أيار/مايو ويضم ست لوحات كبيرة وعشر لوحات صغيرة. وكان عبدلكي اعد هذه اللوحات كلها ليقدمها في دمشق، لكنه عندما تيقن من استحالة ذلك حملها إلى بيروت وقدمها في معرض كبير في غاليري "تانيت". وبشأن مواضيع أعماله التي يعرضها في باريس، قال عبدلكي لوكالة فرانس برس إن "الفنان جزء من محيطه وكل ما يجري في المجتمع من تطورات وأحداث سياسية واجتماعية وثقافية وخلاف ذلك يصبح جزءا من كيان الفنان وهويته وجزءا من تصوره للعالم".واعتبر عبدلكي أن تفاعله مع ما يحدث في سوريا والذي يعد استثنائيا بكل المقاييس وكذلك انخراطه في العمل السياسي "شيء أكثر من طبيعي وجزء من تصورات عملي الفني... إن تأثري بما يحدث كان حصيلة طبيعية لكل هذه التصورات التي عمرها من عمري".ووصف عبدلكي لوحاته بأنها "نوع من التعريج على الألم الذي يخلفه هذا الحدث الكبير الذي تعيشه سوريا... الحقيقة أن الألم هو ما يشد شغلي وعقلي ووجداني كل الوقت". وعن حضور الموت في لوحاته قال إن "فكرة الموت مرعبة بلاعدالتها ويجب التعامل معها بالكثير من التأني والرصانة".وحول تجربة العيش في سوريا والإنتاج الفني ومعناه اوضح عبدلكي "في بعض الأعمال التي أحرص على تقديمها في باريس طبيعة صامتة سعيت لأؤكد من خلالها أن الإنسان الموجود اليوم في قلب سوريا دفع دفعا ليكون في هذا الحدث ولديه كإنسان فسحة ليرى شيئا آخر يتجاوب مع نزعاته الإنسانية البسيطة".وأبدى عبدلكي حرصه رغم الخراب والدمار، على أن يرسم "وردة أو تفاحة أو أي شيء من الأشياء العادية المحيطة بنا" مضيفا "نحن كبشر أكثر تنوعا من أن نكون عبيدا لأمر واحد حتى وإن كان كبيرا وعظيما وتراجيديا مثل الحدث السوري". أما الفنان كلود ليمان الذي سبق وقدم معارض شخصية لعبدلكي في باريس، فاعتبر أن أعمال عبدلكي التعبيرية قوية و"أحب أن أعرض أعماله للجمهور الغربي لأنه أحد أكبر الفنانين في العالم العربي وممن تعودت أن أعرض لهم في الغاليري".يوسف عبدلكي من مواليد القامشلي عام 1951، درس الفنون في جامعة دمشق ثم في باريس حيث حصل على دكتوراه في الفن التشكيلي عام 1989. قضى سنتين سجنا أيام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد قبل اربعين عاما وعاش في باريس منفى قسريا بعدها. وبعد خمسة وعشرين عاما من المنفى تمكن من العودة الى دمشق ونظم معرضا نال صدى محليا وإقليميا واسعا. وحين عاد عبدلكي للاستقرار نهائيا في دمشق عام 2010 عمدت السلطات إلى سحب جواز سفره منه ومنعته من السفر حتى إلى فرنسا حيث تقيم زوجته وابنته. ورغم إيمانه بالمعارضة السلمية ودعوته للوصول للحرية والديموقراطية بشكل سلمي، أودع عبدلكي مجددا السجن لثلاثة أسابيع الصيف الماضي وتم إطلاق سراحه بعد حملة دولية في باريس وبيروت طالبت بحريته وأعيد له إثرها جواز السفر.عرف عن عبدلكي أعماله الدقيقة في الحفر والرسم بالفحم الأسود مصورا عوالم سوداء ليلية شخصياتها مسيجة بالموت وبكل أنواع المخاطر، أما طبيعتها فتمتاز بتفاصيل مرسومة بتأن وبراعة وإبداع.وقد كتب الشاعر الفرنسي آلان جوفروا بخصوص هذه الأعمال "كل شيء منذور للموت أو للاحتفاء لكن يمكن إنقاذ كل شيء كما من الطوفان... كل شيء يحدث كما لو أنه يريد إعادة خلق العالم أو يريد إنقاذه من اللامبالاة من النسيان... إنه ليس فنا إنه تحويل الموت إلى وجود حي".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف عبدلكي في باريس لوحات الموت والغربة والطبيعة الصامتة يوسف عبدلكي في باريس لوحات الموت والغربة والطبيعة الصامتة



GMT 17:14 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

معرض فني وأمسية شعرية في ملتقى "قنا" الثقافي

GMT 01:35 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

افتتاح معرض أونلاين في متحف بوشكين في موسكو

GMT 18:41 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

إقبال كثيف على معرض الدقي للكتاب

GMT 19:51 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

افتتاح معرض "النيل أنشودة مكان" في دار الأوبرا

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:46 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

وظائف تزيين وتجميل في المغرب

GMT 08:15 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تكناتين تنظم دوري الجمعيات لكرة القدم المصغرة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 02:51 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات لاب توب Dell Precision 5530 الجديد

GMT 20:32 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات إعداد علب تخزين الإكسسوارات
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya