المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي

بيروت - أ.ف.ب

سكين ضخم يتدلى فوق عصفور ميت، عيون امهات "شهداء" تعبن من البكاء: يعرض الرسام والمعارض السوري يوسف عبدلكي  لوحاته المجبولة بمآسي الحرب في بلاده في معرض يقام في بيروت.تستضيف "غاليري تانيت" الفنية في العاصمة اللبنانية بيروت منذ الخامس من شباط/فبراير 30 لوحة للفنان البالغ 62 عاما وهو من ابرز رسامي سوريا. ومن خلال لوحاته المرسومة بالقلم الفحمي باسلوب بسيط، تتراءى للزائر ثلاث سنوات من حرب غيرت وجه سوريا الى غير رجعة.ويقول يوسف عبدلكي الذي اعتقلته السلطات السورية لخمسة اسابيع في صيف العام 2013 بسبب مواقفه السياسية، إن رسم الحرب "مسار شبه ضروري". ويؤكد لوكالة فرانس برس في "غاليري تانيت" التي تعرض اعماله حتى الثامن من اذار/مارس "امام حجم الدمار والقتل لا يمكن الوقوف على الحياد. نحن ملزمون رسم هذه المأساة البشرية".النزاع الذي ادى الى سقوط اكثر من 136 الف قتيل "يلقي بثقله على افكار اي شاعر او رسام او موسيقي وعلى مشاعره" على ما يضيف الفنان صاحب الشعر الاشيب.وقد رسمت غالبية اللوحات بين بداية الحراك السلمي في اذار/مارس 2011 وصولا الى العام 2013 عندما راحت المعارك تنهش كل بقعة من الاراضي السورية .ومن الاعمال الملفتة  المرسومة بالابيض والاسود وهي العلامة الفارقة لنتاجه، لوحات امهات "الشهداء". في احداها، تركع امرأة امام كرسي وضعت عليه صورة ابنها المغدور، تضم يديها،  كما لو كانت تصلي، على فمها، ربما لكي لا تصرخ من الالم.في لوحة اخرى تعكس نظرة فارغة لام تحمل صورة "شهيدها" معاناة لا توصف. امامها فتاة بضفائر توجه نظرها الى الجمهور وقد ضمت يديها كما لو استسلمت بودعاتها امام فظائع الحرب.اما "شهيد دوما" (2013)،  فهي عبارة عن رأس مقطوع، لكن العينين مفتحتان تشهدان على مأساة هذه المدينة المتمردة المحاصرة في محافظة دمشق. وفي "شهيد حمص" (2012)، "عاصمة الثورة"،  يد عملاقة قرب بقعة دم.وتؤثر هذه اللوحة بوضوح بالزوار ولا سيما امرأة دمشقية تزور بيروت. وتقول لوكالة فرانس برس وقد احمرت عيناها "بلادي تحولت الى هذا المشهد: اياد ملطخة بالدماء ورؤوس مقطوعة ودمار" قبل ان تشيح بنظرها.وتذكر اللوحات كذلك بمراحل الحراك الاولى الذي انطلق سلميا في بداياته قبل ان يأخذ منحى مسلحا. ففي لوحة تعود الى العام 2011 يواجه خنجر ضخم فراشة رقيقة في صورة رمزية عن سلمية المتظاهرين امام آلة النظام العسكرية.ويقول عبدلكي "الافكار ليست بجديدة لكن ينبغي رسمها باخلاص".ويؤكد ان "لا حدود" عندما يرسم الفنان عواقب الحرب المدمرة، مذكرا انه "عندما رسم غويا لوحة + الثالث من ايار/مايو+ كان يتحدث عن الاعدامات في حروب العالم باسره" وليس فقط في تمرد ايار/مايو 1808. ويتابع الرسام وهو من معارضة الداخل التي تدعم النضال ضد النظام السوري لكنها ترفض اي تدخل خارجي قائلا "كلما رسمت باخلاص كلما اثرت بالجمهور".هو لا يعير اهمية كبيرة لاعتقاله في صيف العام 2013 الذي اثار موجة استنكار كثيرة في اوساط الفنانين والمثقفين. ويؤكد "انا اعتقلت بينما الاف السوريين قتلوا او اعتقلوا. هذا تفصيل صغير امام هذه المأساة الفظيعة".وقد اعتقل الفنان ايضا في اواخر السبعينات بسبب انتمائه الى حزب العمل الشيوعي المحظور في سوريا قبل ان يتم اطلاقه ويغادر البلاد في 1981 الى باريس حيث امضى 25 عاما.وابطال لوحات يوسف عبدلكي ليسوا مجهولين على الدوام . ففي لوحة "حمزة، ليال والاخرون" يمكن التعرف الى وجه حمزة الخطيب اول "طفل شهيد" الذي نسب المعارضون قتله وتعذيبه الى القوى الامنية في درعا مهد التمرد. جثمانه وجثمان طفل اخر مكفن محاطان بالزهور.ويحضر ايضا في لوحاته باسل شحادة المخرج والناشط السلمي السوري الذي قتل في حمص في العام 2012 في عملية للجيش. فالى جانب كاميرا وزهرة نرى وجهه الباسم مع صورة له في وسط اللوحة كتب عليها اسم تشي غيفارا....وايضا هذه العبارة: +ثورتنا اقوى+".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي



GMT 17:14 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

معرض فني وأمسية شعرية في ملتقى "قنا" الثقافي

GMT 01:35 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

افتتاح معرض أونلاين في متحف بوشكين في موسكو

GMT 18:41 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

إقبال كثيف على معرض الدقي للكتاب

GMT 19:51 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

افتتاح معرض "النيل أنشودة مكان" في دار الأوبرا

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:52 2017 الثلاثاء ,15 آب / أغسطس

الأميرة ديانا تطلق لقب "إبنتي" على فتاة هندية

GMT 05:31 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

محمد حمدي يعلن عن خطأ شائع ترتكبه الأمهات

GMT 07:18 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

ديكورات لمنازل تركية تعكس الفخامة والروعة

GMT 08:48 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

لتضمني حياة سعيدة مستقبلاً امنحيه فرصة أخرى

GMT 16:49 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال الفنان الأميركي مايكل ويثرلي مخمورا

GMT 02:41 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"فالدوس فليمس" وجهتك المفضّلة لقضاء أجمل شهر عسل

GMT 21:02 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة تستدعي صاحب برنامج "ليالي ماريو" على "فيسبوك"

GMT 07:19 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

فقيه يقدم علي الانتحار شنقًا في إقليم سيدي قاسم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya