مراكش_ثورية ايشرم
احتفت مؤسّسة أونا ، إلى جانب مؤسّسات وطنيّة مشاركة بالفنّان التشكيليّ عبداللّطيف الزّين في مراكش مؤخّراً، على اعتبار أن مراكش، مسقط رأس الفنّان من جهة، ولكونها كانت هي المنطلق الأساسي للفنان في عوالم الإبداع والشهرة من جهة أخرى ، وذلك من خلال معرض تحت عنوان "تكريم عبد اللطيف الزين 50 سنة من الإبداع".
ويتميز الزين بالتأمل في ذاته وفي المجتمع والتاريخ، ويؤمن، بعد خمسين عاماً من الممارسة التشكيلية، بأنه لم يرسم بعد كل ما يرغب فيه، مبرزاً من خلال تنوعات مساراته التشكيلية أنه يتمتع بقدرة على ولوج عوالم جديدة بنفس الحماس الذي بدأ به مساره، والدافع وراء ذلك هو البحث والرغبة في توظيف بعض المظاهر الجمالية، كالموسيقى والرياضة التي ولج عوالمها مؤخراً ، لأغراض تشكيلية.
وفي تصريح للفنان التشكيلي عبد اللطيف الزين لــ "المغرب اليوم "على هامش هذا الحفل ، أفاد الزين، أن "الفنان هو مجرد باحث بالدرجة الأولى عن القيم والأشكال والأطياف الجديدة، قصد إضفاء الحياة على مسار تجربته التشكيلية"، مبرزاً أن "الاحتفاء بمرور خمسين سنة ضمن مساره التشكيلي، يشكل مناسبة لعشاق فنه من الاسترجاع والاستعادة والاستمتاع بلوحات تمثل مراحل تاريخية مهمة في حياته كمرحلة الضاد والتجريد وألوان الجدبة والفنتازيا التي طبعت عوالمه الجمالية بلمسات لونية متعددة ودلالات فنية متشعبة ، وصيغ تعبيرية تتلائم مع توجهاته الإبداعية، في حرص شديد منه على التقصي ومجاراة العصر والتأمل في المظاهر المجتمعية، واستحضار الإيقاعات الكناوية، وعمق التعبير عن عبق الأمكنة وتواتر الأزمنة، مستحضراً كل أشكال العجائبية الشعبية والعالمة في أعماله التشكيلية."
ويعتبر الفنان التشكيلي عبد اللطيف الزين ، فناناً عمل على استثمار ثقافته المتنوعة، وتحويلها إلى نتاجات تختزل بصماتها وكينونتها، مواضيع تظل ملتصقة باليومي المعاش على غرار الحمام، والفروسية المغربية، ومظاهر الحياة في المدينة العتيقة، وحركيات الأسواق، ومناحي الموسيقى الشعبية "كالشيخات" وفرق "كناوة،" ضمن مرحلة ألوان الجذبة ، أو مايصطلح عليه ب "الترانس آرت" في إلهام جذّاب وتقنية لونية وقيمية مميزة ، تنبع من واقع متفرد يترجم تاريخية أصيلة، ومعاصرة استشرافية .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر