ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم

كاسحة الجليد الكندية اموندسن في مياه القطب الشمالي
أموندسن - أ.ف.ب

 ينذر استمرار تسارع ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية بزيادة كبيرة في كمية المياه العذبة في المحيط الأطلسي الشمالي، ما قد يؤدي على المدى الطويل الى اختلال في آلية تشكل "المياه العميقة" التي تعتبر مرجعا حقيقيا لقياس حدة التغير المناخي العالمي، بحسب تحذيرات الاخصائي في علم المحيطات روجيه فرنسوا.

هذا الباحث البلجيكي الذي يشغل مهام رئيس بعثة علمية على متن كاسحة الجليد البحثية الكندية اموندسن يدرس حاليا تاريخ الكوكب عبر كشف اسرار محيطاته، مثل المحيط المتجمد الشمالي حيث يقود خلال الخريف الحالي بعثة تضم حوالى اربعين عالما متخصصا في التغير المناخي.

ويرفض روجيه فرنسوا الافراط في التشاؤم موضحا لوكالة فرانس برس أن الدورات المناخية "الشديدة" تتعاقب منذ مليوني سنة بوتيرة مرة كل مئة الف عام مع "تشكل مسطحات جليدية على القارة الشمالية تتبعها مرحلة ذوبان سريع للغاية" تمتد على خمسة الاف سنة.

وقد حصل اخر احترار مناخي قبل 20 الى 15 الف سنة خلت ما ادى الى ارتفاع في مستوى مياه البحار بمعدل 130 مترا.

ويقول فرنسوا "هذا هو الاتجاه السائد مع ذوبان الجليد في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية (...) اما الفارق الاكبر مع ما يحصل اليوم هو الوتيرة الزمنية اذ ان الامر لم يكن يوما بهذه السرعة".

وتتسم كل دورة مناخية بتغير مستوى الكربون في الغلاف الجوي. فخلال اخر موجة احترار مناخي، ارتفع معدل غاز ثاني اكسيد الكربون (ابرز انواع الغازات المسببة لمفعول الدفيئة) في الهواء من 180 جزءا في المليون الى 280 جزءا في المليون خلال خمسة الاف سنة. وحتى الثورة الصناعية، بقي المستوى عند 280 الى ان شهد منذ ذاك الحين ارتفاعا مطردا حتى بلغ عتبة 400 جزء في المليون سنة 2015، بحسب هذا العالم.

ويحذر فرنسوا من أنه "في حال بقينا على هذا النحو، وهو ما يبدو أنه حاصل، سنشهد بحلول نهاية القرن الحالي مستويات غير مسبوقة منذ عصر الديناصورات في الحقبة الوسطى"، مع معدل الف جزء في المليون.

- "ردات فعل" مناخية -

آخر موجات ذوبان للجليد تبعها "استقرار مناخي اكبر بكثير" سمح للانسان العاقل بتنمية قدراته. ويلخص الاستاذ في جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر الوضع قائلا إن "حضارتنا كما نعرفها تمثل نتيجة مباشرة لتطور المناخ".

وتحتل المياه العميقة التي تنشأ في المحيط الاطلسي الشمالي قبالة غرينلاند موقعا اساسيا في صلب هذا المناخ المناسب للحضارة البشرية.

فهذه المياه الموجودة في اعماق المحيطات وفق مسار محدد بدقة تراكم كميات من ثاني اكسيد الكربون المتأتي من الغلاف الجوي بالاضافة الى تشكيل "آلية كبرى لنقل الحرارة من خط الاستواء الى القطبين"، بحسب روجيه فرنسوا.

وفي ظل ذوبان الانهار الجليدية، يؤدي انهيار الجبال الجليدية المؤلفة من مياه عذبة في البحر الى "تخفيض الملوحة ما يجعل تشكل المياه العميقة اكثر صعوبة".

ومن شأن توقف انتقال الحرارة بين الاستواء والقطبين بسبب انهيار آلية تنظيم الحرارة التي تشكلها المياه العميقة أن يجعل "المرتفعات العالية اكثر برودة".

وقد حصل سيناريو مشابه خلال اخر احترار مناخي في العالم. ويشير اخصائي علم المحيطات الى ان "مستوى البرودة كان اعلى في بداية مرحلة ذوبان الجليد مقارنة بالمستوى الاقصى المسجل في العصر الجليدي خصوصا في شمال اوروبا".

ويمثل التبدل الحاصل على صعيد تشكل المياه العميقة احدى "ردات الفعل" الناجمة عن الاحترار المناخي، اذ ان سببا ما يولد اثرا معينا وهذا الاخير يعزز السبب ويفاقم الوضع في كثير من الاحيان.

ويقول روجيه فرنسوا "لا علم لنا بمجمل ردات الفعل المشاركة في الاحترار وهنا مكمن القلق"، مضيفا "النظام برمته شديد التعقيد وهذا الامر ليس قابلا للتجربة، يمكن الحديث عن عملية تحصل على مستوى الكوكب ومجرد الاغفال عن تفصيل صغير قد يؤدي الى خلاصات مختلفة".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم ذوبان الجليد في القطب الشمالي يهدد آلية انتظام حرارة العالم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 01:11 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب الرفاعي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تضم الكتب النادرة

GMT 12:05 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 22:28 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الرجاء يعلن تأجيل مباراته أمام الدفاع الحسني الجديدي

GMT 19:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان يواجه الاتحاد الليبي في كأس الكاف

GMT 01:05 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

رابطة المحترفين الجزائري يصفون تصرف زطشي بغير القانوني

GMT 11:29 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية المغربية توجه ضربة جديدة لجبهة "البوليساريو"

GMT 01:51 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سيارة كادت أن تخترق واجهة مقهى في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya