التغير المناخي يفتح ممرات القطب الشمالي أمام الملاحة البحرية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

التغير المناخي يفتح ممرات القطب الشمالي أمام الملاحة البحرية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - التغير المناخي يفتح ممرات القطب الشمالي أمام الملاحة البحرية

كاسحة الجليد الكندية "اموندسن"
أوتاوا ـ أ.ف.ب

مع انحسار الجليد في السنوات الماضية، بات عبور السفن التجارية الممر الشمالي الغربي الواصل بين آسيا واوروبا أمرا ممكنا، بعدما كان من المستحيلات في السابق.

ويمكن للبحارة العاملين على متن كاسحة الجليد الكندية اموندسن ان يروا سفنا وناقلات تعبر خليج الملكة مود في اقصى الشمال الكندي، بين المحيطين الهادئ والاطلسي.

وتعود الخرائط المستخدمة لهذه المنطقة الى الخمسينيات من القرن العشرين، وهي ليست عالية الدقة، بل انها قد تظهر هامش خطأ ببضع مئات من الامتار عن تلك الخرائط الحديثة التي ترسمها اجهزة تحديد المواقع الجغرافية (جي بي اس).

ويقول قائد كاسحة الجليد الكندية الان لاسيرت "حين يكون لون الخريطة ابيض، يعني ذلك ان هذه المنطقة لم تمسح، كثير من المناطق لم تمسح في هذه الخريطة".

ومع تقدم الكاسحة في المياه، يواصل البحارة اعمال الرصد والمسح لاعداد الخرائط.

توازي مساحة المناطق القطبية في شمال كندا مساحة الاتحاد الاوروبي باسره، لكنها مناطق غير ممسوحة بشكل كاف، ويمكن ان يكون الابتعاد عن المسارات الاساسية للملاحة امرا شديد الخطورة.

فحتى في الصيف، يبقي اجتياز هذا الممر محفوفا بالمخاطر، وهو بات مقصدا للسفن التجارية الراغبة بتوفير شهر من الابحار ووقود بقيمة عشرات الالاف من الدولارات، اذ انه يختصر سبعة الاف كيلومتر بين لندن وطوكيو.

اجتيزت هذه الطريق البحرية المختصرة اول مرة في العام 1906، على متن المركب الشراعي النروجي غيوا، علما ان البحث عن هذا الممر كان غاية الرحالة والمستكشفين منذ اكتشاف القارة الاميركية.

في القرن العشرين، كان الممر خاليا من حركة الملاحة، سوى ما معدله سفينة واحدة في السنة، لكن في السنوات الخمس الماضية باتت مئات السفن تجتازه.

وتفرض كندا منذ العام 2010 على الناقلات الكبرى تقديم خريطة عن مسار الرحلة قبل الشروع في هذه المغامرة، حتى وان كان الاميركيون والاوروبيون يصنفون هذه المناطق البحرية على انها دولية.

وقليلة هي السفن التي تجتاز المضيق كاملا من المحيط الهادئ الى المحيط الاطلسي او العكس، بل ان معظمها من سفن شحن وناقلات ترسو في المرافئ الكندية الشمالية لتفريغ حمولاتها لدى قرى الاسكيمو ومواقع الاستخراج المنجمي.

ويقول عالم المناخ روجر بوفوست العامل على متن كاسحة الجليد "لا يوجد في جوارنا اي اثر للجليد، هؤلاء الذي يشككون بالاحترار المناخي يدفنون رؤسهم بالتراب".

بعد 37 عاما امضاها هذا العالم في دراسة الجزر الكندية الشمالية الواقعة قرب القطب الشمالي، لم يكن يتوقع ان يرى هذا المشهد ابدا. ومع توالي اعداد الخرائط يبدو ان طريق الملاحة البحرية في خليج الملكة مود وقناة ماكلينتوك مفتوح تماما.

قبل 112 عاما، علق قبطان المركب النروجي "غيوا" للمستكشف رونالد اموندسن، الذي تحمل كاسحة الجليد اسمه، في هذا المكان لمدة عامين، وفي العام 1979 اضطرت كاسحة جليد تابعة لخفر السواحل ان تقطع رحلتها وان تعود ادراجها بعدما حال الجليد دون متابعتها طريقها.

لكن الجليد ينحسر منذ عقود، وهذه السنة هي الاكثر حرا منذ البدء بتسجيل درجات الحرارة في العام 1880.

وتقول عالمة الجليد لورن كاندليش التي تعمل على متن كاسحة الجليد منذ العام 2008 "لقد دخلنا في مرحلة انتقالية، كان الجليد يستمر في فصول الصيف الماضية، اما في هذا الفصل فقد خلا القطب منه"، مضيفة ان الاحترار في المناطق القطبية لم يكن كما هو عليه الآن منذ الحقبة السابقة على العصر الجليدي الاخير الذي بدأ قبل 110 الاف عام وانتهى قبل عشرة الاف عام من الميلاد.

ويتخوف العلماء من ان تؤدي حركة الملاحة في القطب الشمالي الى الإضرار ببيئته. ويقول روجر بروفوست "حين كان الجليد يغطي المنطقة لم يكن هناك تهديد لهذه البيئة" التي تعيش فيها الحيتان والفقمات والدببة القطبية والطيور المتنوعة في ما يشبه المحمية الطبيعية.

ويضيف "نخشى ان يتكرر هنا التسرب النفطي الذي وقع في خليج المكسيك عام 2010، ان وقع شيء كهذا هنا ستكون العواقب وخيمة".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التغير المناخي يفتح ممرات القطب الشمالي أمام الملاحة البحرية التغير المناخي يفتح ممرات القطب الشمالي أمام الملاحة البحرية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 01:11 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب الرفاعي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تضم الكتب النادرة

GMT 12:05 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 22:28 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الرجاء يعلن تأجيل مباراته أمام الدفاع الحسني الجديدي

GMT 19:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان يواجه الاتحاد الليبي في كأس الكاف

GMT 01:05 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

رابطة المحترفين الجزائري يصفون تصرف زطشي بغير القانوني

GMT 11:29 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية المغربية توجه ضربة جديدة لجبهة "البوليساريو"

GMT 01:51 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سيارة كادت أن تخترق واجهة مقهى في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya