المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان

تايوان ـ وكالات

الجبال التي لا يمكن الوصول إليها في تايوان تحفظ جزءا كبيرا من التنوع البيولوجي الفريد هناك. ويحاول الخبراء أيضاً الحفاظ على البيئات الطبيعية للنباتات والحيوانات في المناطق المنخفضة المكتظة بالسكان، مهما صغرت مساحتها.لحسن الحظ، لا يمكن إزاحة الجبال في تايوان عن مكانها باستخدام الجرافات ودفعها باتجاه البحر لإفساح المجال للبناء العمراني، وإلا فإن ذلك كان سيحدث بالتأكيد، ولكانت المزيد من الأراضي قد تم بناؤها بالكامل بإنشاء المزيد من المباني الصناعية والمنازل والطرق السريعة عليها. هذا ما يقوله عالم البيولوجيا برونو فالترالذي يدرس الطب البيئية وعلم البيئة منذ ثلاث سنوات بجامعة تايبيه الطبية. ما يقرب من نصف مساحة البلادغير صالحة للتخطيط العمراني بسبب سلاسل الجبال العالية، ولذا بقيت البيئة الطبيعية هناك بكرا، فيد الإنسان لم تتدخل لتفسد أو تغير الحياة النباتية أو الحيوانية.وتتميز الحياة النباتية والحيوانية في تايوان بغنى واسع، ويرجع هذا جزئيا إلى تنوع البيئات الطبيعية التي تتنوع بين الهضاب والمناطق الساحلية الغنية بالشعاب المرجانية والأراضي الرطبة والغابات المطيرة إلى الجبال التي يصل ارتفاعها إلى ثلاثة آلاف متر. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك تقع الجزيرة ضمن منطقتين مناخيتين، إحداهما شبه مدارية وتقع شمالا، أما الثانية فهي استوائية وتقع جنوبا.لكن التنوع البيولوجيمهدد بدرجة كبيرة، والفضل في عدم وجود خسائر كبيرة بالرغم من التطور الصناعي المتسارع وتضاعف عدد السكان ثلاث مرات خلال العقود الخمس الماضية يرجع بشكل أساسي إلى الطبيعة الجيولوجية للبلاد، كما يرى فالتر. ويعشق عالم البيولوجيا الطيور وقد قام بالتعاون مع باحثين من معهد تايوان للبحوث المتوطنة Taiwan Endemic Research Institute بمراقبة أنواع الطيور الموجودة في تايوان والبالغ عددها 589 نوعا من أنواع الطيور، وتحديد المناطق المختلفة التي تعيشها تلك الأنواع.إن هناك 17 نوعا من الطيور فريدة من نوعها ولا توجد في أي مكان آخر في العالم، إلا في المناطق الجبلية العالية في تايوان حصرا. ومنها على سبيل المثالطيور فايركريستFirecrest الصغيرة الملونة التي تم العثور عليها على علو يتراوح بين 1800 إلى 2500 مترا، وتعيش هذه الأنواع النادرة بشكل أساسي في الغابات الصنوبرية في المناطق الجبلية وعلى علو شاهق للغاية.لكن الطيور التي تعيش في المناطق المنخفضة هي التي تهددها الأخطار. وستصبح البيئة الملائمة لحياة بعض هذه الأنواع محدودة للغاية، إذا ما اتسعت حركة البناء والتشييد العمراني، وكذلك إذا تم تنفيذ فكرة التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة على النحو الذي اقترحه وزير البيئة. وكما يقول الباحث فالتر فإن "أكثر من 95 في المئة من مساحات الأراضي المسطحة تم بالفعل تشييد مباني عليها، أو تمت زراعة مساحات واسعة جدا بقصب السكر أو بمحاصيل أخرى لإنتاج الطاقة، وبهذا تعرضت البيئة الطبيعية لحياة أنواع نادرة من الحيوانات أو الطيور، لخطر الانقراض، ومنها طيور السمان على سبيل المثال."وهذا الخطر لا يتهدد الحيوانات وحدها، بل والنباتات كذلك، فهي قد تختفي إذا ما تعرضت بيئتها الطبيعية للتدمير. وهكذا فقد أدى بناء طريق عبر الغابة بين منطقتين رئيستين لنمو أحد الأنواع النادرة من نبات السرخس، إلى انقراضه. وكما يقول رالف كناب، الذي قام العام الماضي بنشر كتاب يتألف من أكثر من ألف صفحة حول أنواع نباتات السرخس في تايوان:"في جميع أنحاء الجزيرة لم يتبق الآن سوى حوالي 20 الى 30 نوعا من هذه الأنواع والتي تعتبر تايوان موطنها الأصلي، وقد تم العثور على عدد قليل منها الآن فقط في الغابات شبه الاستوائية المحيطة بالعاصمة تايبيه.ولكن ولحسن الحظ تسنى استزراع السرخس وتربيته في المختبر وفي البيوت البلاستيكية، كما تكللت أولى المحاولات لإعادة غرسها في الغابات بالنجاح، وأصبحت المخاوف بشأن الانقراض الفوري لهذا النوع حاليا أمرا مستبعدا. إلا أن القلق قائم بشأن الاختفاء التدريجي للأشجار الكبيرة، وبالرغم من العقوبات القاسية المفروضة إلا أن أشجار الكافور مثلا تتعرض للقطع الجائر، الأمر الذي يجعلها مهددة بالانقراض كما يوضح كناب الذي انتقل قبل 14 عاما للعيش في تايوان، ولم يرتبط بتلك الجزر فقط بسبب عشقه للطبيعة هناك، ولكنه كون هناك عائلة، أصبحت عاملا في توثيق ارتباطه بذلك البلد.ولا تعتبر الاستفادة من خشب شجرة الكافور السبب الوحيد لتعرضها للقطع الجائر، بل أن هناك دافع أخر يتمثل في "استزراع نوع معين من نبات الفطر، لا ينمو إلا على جذوع شجر الكافور المتعفن. ويباع هذا النوع من الفطر بثمن مرتفع، لأنه يستخدم في الطب الصيني التقليدي لعلاج الكثير من الأمراض، مثل التسمم والإسهال وارتفاع ضغط الدم وسرطان الكبد. ولكن ذلك لا يعرض شجرة الكافور وحدها للتدمير، وإنما يترتب عليه أيضا انقراض الحيوانات التي تعيش حصرا على تلك الأشجار، كبعض أنواع السحالي"، كما يقول كناب.عمل كناب بشكل وثيق مع العلماء في معهد البحوث الحرجية تايوان Taiwan Forestry Research Institute، كما تعاون أيضا مع معهد (TESRI)الذي تأسس قبل 20 عاما ويعمل فيه الخبراء على الحفاظ على التنوزع البيولوجي الغني في البلاد. كما يقوم الباحثون في تلك المعاهد أيضا بدراسة توزيع وسلوك الحيوانات والنباتات، وبوضع استراتيجيات لحماية الأنواع المهددة بالانقراض وكذلك بجهود عبر الإعلام وورش العمل في إطار رفع الوعي الشعبي بقضية حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي. وكما يرى رالف كناب، فإن "الشعب في تايوان يرتفع وعيه بمفهوم حماية البيئة بشكل عميق، فهناك العديد من المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية للحفاظ على الحياة البرية، وأيضا العديد من جمعيات حماية البيئة مثلTaiwan Watch Instituteأو جمعية الحياة البرية Society of Wilderness. من جانبها قررت الحكومة مؤخرا عدم بناء طرق جديدة في الجبال التي لا يمكن الوصول إليها، وعدم صيانة الطرق القديمة. لكن الأسباب التي تقف وراء ذلك القرار بشكل رئيسيلم تكن بيئية، وإنما اقتصادية، إذ شهد استغلال الغابات في البلاد نوعا من الركود، ولم تعد هناك حاجة إلى وجود شبكة كثيفة من الطرق.وفي المحصلة يعد ذلك تطورا إيجابيا لصالح الحياة البرية في جبال تايوان، إذ تبقى البيئة التي تعيش فيها الحيوانات والنباتات النادرة سليمة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya