دخل ليو جيون جدال مع والده منذ 4 سنوات مضت حول التوسع في إنتاج مصنع زجاج العائلة أو رفع مستوى جودة خطوط الإنتاج القائمة.
وبدأت شركة هويجينغ لإنتاج الزجاج عملها في عام 2003، ولكن في عام 2013 اقترح والد ليو إضافة خطوط إنتاج جديدة لزيادة الإنتاج ، حيث كان يملك 5 خطوط لإنتاج الزجاج المسطح.
ولكن ليو المدير العام للشركة في شاخه، وهي مدينة على مستوى المحافظة في مقاطعة خبي شمالي الصين، اعتقد أنها ليست فكرة جيدة. وأضاف قائلا :"والدي يعتقد أن الشركة يمكن أن تحقق المزيد من النجاح عن طريق إضافة المزيد من خطوط الإنتاج ببساطة، وشعرت أن القرار لن يضيف للشركة بما أن الصناعة الوطنية تعاني بالفعل".
المصانع في شاخه "مدينة الزجاج" تنتج نحو 160 مليون طن من الزجاج المسطح سنويا، بما يعادل نحو 20 في المئة من إنتاج الزجاج في الصين.
الابن يفوز في الجدل
تفرعت الشركة في الخارج وبدأت في صنع المنتجات الزجاجية من المواد الخاصة بها، بما في ذلك نوافذ وأبواب توفير الطاقة، وتحولت للتخلص من الزجاج الرغوي في إطارات وصناديق.
وصدرت الشركة بما يزيد عن 3 ملايين دولار أمريكي من المنتجات لوول مارت في العام الماضي، ووقعت على تعاقد مع وول مارت بقيمة 20 مليون دولار في مستهل العام الجاري.
النجاح لا يأتي سهلا
راى عدد من صانعي الزجاج الآخرين جهود انتقال الشركة على أنها "إهدار للطاقة والموارد". هذه الشركة نفسها التي ندمت على عدم اتخاذها نفس القرار عندما انخفض الطلب على الزجاج في 2014.
ويعود السبب جزئيا إلى سوق العقارات الراكد، وقد تم رفع القدرة الإنتاجية للزجاج المعماري في الصين منذ 2010، ولكن المنتجات ذات التقنيات العالية الطلب عليها في ارتفاع . قال وو تسيهونغ نائب مدير مركز عمليات صناعة الزجاج في منطقة شاخه للتنمية الاقتصادية ، أن هناك بعض المنتجات الزجاجية التي ما تزال تستورد من الخارج .
والى جانب ذلك، على شاخه معالجة القضايا البيئية. فعلى الرغم من أن تصريفات منتجي الزجاج من الملوثات كانت ضمن شاخه التي احتلت المركز الـ74 بين المدن الصينية من حيث نوعية الهواء، إلا أن هذه الملوثات مجتمعة يتوقع أن تتجاوز الحد المسموح به بسبب التركيز العالي من شركات الزجاج في هذا المجال.
وفي ظل هذه الظروف، جعلت المدينة الحد من التلوث شرطا مسبقا لجميع مصنعي الزجاج، كما دفعتهم لانتهاج إنتاجا صديقا للبيئة.
وشدد تسنغ شه بين، مدير مكتب حماية البيئة في شاخه، على ضرورة أن تبقى جميع خطوط الإنتاج في شاخه قادرة على إزالة الكبريت ونزع النيتروجين وإزالة الغبار.
وتطلب الصين من جميع مصنعي الزجاج الحفاظ على انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكبريت أقل من 400 ملليغرام لكل متر مكعب وثاني أكسيد النيتروجين أقل من 700 ملليغرام لكل متر مكعب. وفي شاخه تبقى المعايير عند 250 و500 ملليغرام لكل متر مكعب على التوالي، حسب ما ذكر تسنغ.
واتفقت الشركات المحلية المنتجة للزجاج والخبراء على انه بالرغم من تسبب السياسات البيئية الصارمة في زيادة تكلفة إنتاج الزجاج، إلا أنها تساعد في ترقية وتوسيع السلاسل الصناعية من اجل نموذج اقل استهلاكا للطاقة وقيمة مضافة أعلى.
وكانت شركة ليو من بين أول من جني ثمار التحول. ففي عام 2016 تم بيع إطارات الشركة لتجار التجزئة بالولايات المتحدة، بما في ذلك وول مارت وهوم ديبوت.
وأضاف ليو ان "أعمال الإطارات تسير بشكل جيد جدا".
ويذكر أن هناك عددا متزايدا من صانعي الزجاج حققت نجاحات في عملية انتقالها، إذ أشارت الإحصاءات إلى أن شاخه لديها الآن أكثر من 600 شركة لتجهيز الزجاج تنتج كل عام أكثر من 1000 نوع من المنتجات الزجاجية المعالجة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر