نابلس – صفا
تمكنت الطالبة رغدة أسامة شتيه (17 عامًا) من قرية سالم شرق نابلس من وضع أسس أولية تساهم في وضع خطة لحل مشكلة كونية، لا زال علماء العالم يسعون لوأدها ولكن دون نتيجة.
وتتمثل المشكلة في "الاحتباس الحراري"، وتتمثل في ارتفاع درجة حرارة الأرض الناتج عن الغازات السامة الصادرة عن الصناعات ومخرجات الآلات وعوادم السيارات، ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب الرئيس لهذه الظاهرة.
ويقدر العلماء أن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في التسبب بهذه الظاهرة لكثرة الصناعات لديها، ورغم ذلك لم تستطع حتى الآن إيجاد الحلول الجزئية للسيطرة عليها.
لكن الطالبة رغدة وضعت أسسا أولية لتخليص تلك الدولة من معاناتها، بتصميمها جهازا لمعالجة آثار غاز أول أكسيد الكربون وآثاره السلبية على البيئة، من خلال عمل مخطط لمعالجة عوادم السيارات، وتوفير الطاقة في آن واحد.
براءة اختراع
ويقول والد الطالبة أسامة اشتيه لوكالة "صفا": "شاركت رغدة في عام 2013 للمرة الأولى بمعرض (انتل) الدولي للعلوم والتكنولوجيا بمشروع يتعلق بمعالجة التفحم، وصممت جهازا ضمن مشروع الحماية الصامتة من غاز أول أكسد الكربون، وحازت على المرتبة الرابعة على العالم في العلوم البيئية في هذا المعرض الدولي".
ويتابع:" لم تتوقف طموحات رغده عند هذا الحد، فعملت على مشروع آخر للتخلص من الآثار السامة لعوادم السيارات وتقدمت به لأولمبياد (أي سويب) للعلوم البيئية والهندسة والطاقة بمشاركة 70 دولة، حمل عنوان (شكرا من كوكب الأرض) في الولايات المتحدة نهاية شهر نيسان الماضي.
ويشير اشتيه إلى أن القائمين على الأولمبياد درسوا المشروع من خلال مختصين، وطلبوا منها الحضور إلى الولايات المتحدة باعتبار ذلك اختراعا جديدا يمكن البناء عليه.
ويوضح أن آلية عمل الجهاز المكون من أربع وحدات، يكون موصول مع عادم السيارة يتم من خلاله تحويل أول أكسيد الكربون بالتفاعل مع الهيدروجين الناتج عن تحليل الماء الموجود في السيارة إلى H2O2 ، ضمن ظروف وضغط وبيئة معينة وتحويله إلى وقود سيارات (بنزين بالدرجة الأولى).
عمل الجهاز
وتفسر رغدة ارتفاع درجة حرارة الأرض بأنها ناتجة عن زيادة نسبة الغازات في الجو وخاصة ثاني أكسيد الكربون، معتبرة نشاطات الإنسان المسبب الأول لهذا الغاز، وبالذات احتراق الوقود في السيارة.
وتشرح ذلك في حديث لوكالة "صفا": "فكرت بطريقة للتقليل من نسبة الغازات السامة المنبعثة من السيارة من خلال عمل جهاز يتكون من 4 وحدات، حيث يتفاعل أول أكسيد الكربون مع الهيدروجين حتى يعطي الوقود المناسب لنحول جميع الغازات لوقود".
وتضيف "الغازات التي تخرج من الوقود في السيارة هي غاز ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وتفاعلنا يحتاج لأول أكسيد الكربون، فقد حولنا غاز ثاني أكسيد الكربون إلى أول أكسيد الكربون من خلال تمريره على كربون".
وتتابع "نحتاج لهيدروجين، لذلك عملنا وحدة ثانية تعمل على تحليل الماء كهربائيا، فينتج أكسجين وهيدروجين، الهيدروجين يذهب ليتفاعل مع غاز أول أكسيد الكربون، والأكسجين يذهب إلى فلتر المركبة حتى يزيد من كفاءة الاحتراق فيها".
وتوضح "أما الوحدة الثالثة فيحدث التفاعل بين غاز أول أكسيد الكربون والهيدروجين، والوقود الناتج يتم تبريده حتى يذهب لمكان الوقود في السيارة وهذه الوحدة الرابعة".
اكتشاف وتشجيع
ويستحضر والد الطالبة اهتمامات ابنته في سنوات دراستها الأولى فيقول: "كانت رغدة تتابع الاكتشافات والأبحاث التكنولوجية، وشاركت في أنشطة كثيرة أكبر من سنها، كما أن لديها أفكار إبداعية أهلتها للمشاركة في مسابقات عديدة والمنافسة على مستوى محافظة نابلس".
ويؤكد في هذا المجال على دور الأسرة الداعم لهذه المسيرة "نحن دورنا داعم وبامتياز لهذه الأمور، ومن منطق عملي كمدير في التعليم المهني والتقني في وزارة التعليم، فالإبداع والتميز والريادة هن أحد مجال اهتمامنا، ووالدتها تعمل مشرفة في قسم الكيمياء في تربية نابلس، وكانت من المساهمين والداعمين في تفوقها، لكن الأفكار كانت تتولد من الطالبة".
وبهذا الخصوص تقول رغدة: "لقيت تشجيعا كبيرا من أهلي ومدرستي وجميع أقاربي الذين وقفوا معي خطوة بخطوة، كما دعمتني مؤسسات محلية وأخرى عالمية مثل "الرؤيا العالمية" والتي تكفلت بالمشروع كله، وكذلك تلقيت دعما ماديا من رئيس الوزراء رامي الحمد الله".
مقاومة علمية
وخلال مشاركة الطالبة بالأولمبياد الدولي، سرعان ما جذب انتباهها علم دولة الاحتلال، ما يعني ذلك مشاركة مخترعين يهود.
وعن ذلك تقول: "شعور رائع أن أمثل فلسطين لأول مرة بمسابقة عالمية، وأعتبره تحد علمي وأننا قادرين على إحداث تغير رغم الواقع الذي نعيشه، وليس الإسرائيليون أذكى منا أو يمتلكون قدرات ومهارات أكبر منا، بل لدينا القدرة على المنافسة والسباق في جميع الميادين".
وتلفت إلى أن جامعة (North America) عرضت عليها منحة دراسية في المجال نفسه، لاستكمال دراستها في الولايات المتحدة، ما اعتبرته الطالبة فرض لعقلية الإنسان الفلسطيني في علوم العالم الغربي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر