باكستان قد تكون على موعد مع قنبلة مناخية موقوتة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

باكستان قد تكون على موعد مع قنبلة مناخية موقوتة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باكستان قد تكون على موعد مع قنبلة مناخية موقوتة

موظف في مصلحة الارصاد الجوية الباكستانية
كراتشي ـ أ.ف.ب

يتخوف خبراء من ان تعيش مدينة كراتشي في العام 2050 ظروفا في غاية القسوة، من نقص المياه، وارتفاع ثمن الخبر بشكل خيالي، الى توالي موجات الحر القاتلة، فالظواهر التي تشهدها باكستان من تسارع ذوبان المساحات الجليدية الى الانفجار السكاني تجعل هذه المخاوف جدية.

وقلما يناقش موضوع المخاطر البيئية في باكستان، التي تركز اهتمامها على مواجهة تمرد الاسلاميين المتشددين وعلى ازمات اخرى مثل العجز في الطاقة الذي يعرقل نموها الاقتصادي.

لكن مؤشرات الكارثة البيئية تذكر بشكل مستمر بما قد ينتظر هذا البلد في المستقبل القريب، مثل الفيضانات الكبيرة وموجات الحر التي اسفر آخرها عن مقتل 1200 شخص.

وتتأثر باكستان ذات المئتي مليون نسمة بالتغير المناخي بشكل خاص، لكونها تقع على تقاطع ثلاث سلاسل جبلية تشكل اكبر مخزون للجليد في الارض بعد القطبين الشمالي والجنوبي.

ويغذي جليد القمم الجبلية الواقعة شمال البلد نهر السند ومتفرعاته ليروي سائر المناطق، من سهول البنجاب في الوسط الى خليج السند في الجنوب قرب مدينة كراتشي ذات العشرين مليون نسمة، والتي بدأ سكانها يشعرون منذ الآن بنقص المياه.

ولذا، يتعلق مصير هذا البلد الذي يتوقع ان يتجاوز عدد سكانه الثلاثمئة مليون في العام 2050، بالمساحات الجليدية مثل باسو عند الحدود مع الصين.

ففي هذه المرتفعات الصخرية الكبيرة، لا يكف الجليد عن الانحسار في السنوات الاخيرة. ويقول جاويد اختار الذي يعمل مع فريق من العلماء المتخصصين في دراسة الجليد "حين اتينا الى هنا قبل 25 عاما كان النهر الجليدي يصل الى تلك الصخرة هناك"، اي ابعد مما هو عليه الآن بخمسمئة متر.

تقول السلطات ان الحرارة في شمال باكستان ارتفعت بمقدار درجة وتسعة اعشار الدرجة خلال الاعوام المائة الماضية، مسببة ذوبان الحواجز الجليدية لبعض البحيرات وانطلاق سيول تجر معها كل ما تأتي عليه.

وعلى ذلك، باتت ثلاثون بحيرة تحت مراقبة السلطات في شمال البلاد.

وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ان ذوبان الجليد في المناطق الجبلية "ستتسارع وتيرته في القرن الحادي والعشرين، الامر الذي سيؤدي الى تقليص توفر المياه، والقدرة على توليد الطاقة الكهربائية، وتغيير ملامح الفصول".

ولذا، فان خطر التغير المناخي في باكستان لا يقتصر على المساحات الجليدية فقط، بل يتعداه الى التأثير على سائر مناطق البلاد التي تعتمد على المياه الآتية من هذه المساحات الجليدية، بدءا باهراءات القمح في البنجاب.

حتى اليوم، ما زالت باكستان تنعم باكتفاء ذاتي في مجال الزراعة، رغم النمو السكاني الكبير فيها، وذلك بفضل خصوبة ارض البنجاب.

الا ان مزارعيها واجهوا في السنوات الاخيرة فيضانات لم يسبق لها مثيل، كتلك التي ادت في العام 2010 الى خسائر فادحة طالت 21 مليون نسمة، وهي ظاهرة يرجح ان يكون ذوبان الجليد فاقم من حدتها.

ويقول المزارع محسن امين شطحة امام مزرعته قرب لاهور عاصمة اقليم البنجاب "المطر الغزير ليس جيدا للأرز، والمطر الشحيح سيء ايضا، وكذلك الأمر مع الذرة".

ما زالت زراعة الارز والذرة في تقدم، لكن استمرار ذوبان الجليد في الشمال قد يهدد الامن الغذائي في باكستان، بحسب غلام رسول مدير خدمات الارصاد الجوية.

وان اضطرت باكستان يوما الى استيراد القمح من الخارج، فان ذلك قد يجعل ثمن الخبز باهظا على سكان معظمهم من الفقراء.

ومن اكثر المناطق المهددة باثار التغير المناخي مدينة كراتشي التي يتخوف الخبراء من ان تتعرض لجفاف الموارد المائية من جهة، واشتداد موجات الحر من جهة اخرى، علما انها منذ الآن عاجزة عن تأمين حاجات سكانها من المياه.

ويقول سيد مشكور الحسنين المسؤول في شركة المياه العامة في كراتشي "انه تحد كبير جدا على المدى الطويل".

في حزيران/يونيو الماضي، اودت موجة من الحر بحياة اكثر من 1200 شخص في كراتشي، معظمهم من سكان الاحياء الفقيرة...ويتخوف الخبراء من ان يكون ذلك من مؤشرات ما ستعيشه المدينة في العقود المقبلة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان قد تكون على موعد مع قنبلة مناخية موقوتة باكستان قد تكون على موعد مع قنبلة مناخية موقوتة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 02:07 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذا أوبيروي بيتش ريزورت"يدعو ضيوفه للاستمتاع بموسم الأعياد

GMT 04:24 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

روسيا تواصل حصد الذهب في بطولة أوروبا للجمباز

GMT 18:46 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

خمسة كواكب داعمة خلال الشهر

GMT 10:10 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بدوي يؤكّد استعداد مصر لطرح السيارات الكهربائية

GMT 04:11 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أهمّ وأجمل المَعالِم والوجهات السياحية في ساوثهامبتون

GMT 21:38 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

الرجاء يؤهل نناح ونغا لخوض الديربي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya