واشنطن - المغرب اليوم
وجد العلماء متعة بالغة وهم يعكفون على دراسة مخلوق بحري يشبه في شكله كومة من قطع الـــ "آيس كريم" الصغيرة المخروطية الشكل، وذلك اثناء بحوثهم المتعلقة بحياة الحيوان على سطح الأرض إبان العصور السحيقة.وقال العلماء في دراسة نشرت نتائجها مؤخرا إنهم اكتشفوا في ناميبيا حفريات لأقدم شعاب مرجانية معروفة صنعها مخلوق صغير الحجم يتغذى في قاع البحر على الكائنات المتناهية الصغر. ويسمى هذا الحيوان (كلودينا) Cloudina وكان يعيش في فجر التاريخ قبل 548 مليون عام.ويشير هذا الاكتشاف الذي أوردته دورية "ساينس" العلمية المتخصصة الى ان تطورات مهمة جدا خاصة بالنشوء والإرتقاء، حدثت قبل ملايين من السنين عقب وقوع ما يعرف بالانفجار "الكمبري" Cambrian عندما ظهر لأول مرة الى حيز الوجود الكثير من المجموعات الحيوانية الرئيسية.
ويبرهن الإكتشاف ايضا على أن انتاج الشعاب المرجانية بمعرفة اللافقاريات البحرية -القريبة الصلة بالشعاب المرجانية المعروفة في وقتنا هذا - بدأ قبل 18 مليون عام أي في وقت مبكر كثيرا عما كان يعرف من قبل.و"كلودينا" من أقدم الحيوانات المعروفة على وجه البسيطة، وكان الأول الذي يتسم بهيكله الصلب المكون من صدفة خارجية.وعثر على حفرياته في أوروبا والأميركتين وآسيا وافريقيا، إلا انه لم يكن يعرف ان بإمكانه صناعة الشعاب المرجانية، وهي تكوينات تعمل على اكتساب الحماية من الكائنات المفترسة، وتساعد في جمع الغذاء وتنقيته من خلال المسام الدقيقة.وكانت هذه الشعاب المرجانية - الموجودة حاليا في اراض جافة في جنوب ناميبيا - صغيرة يتراوح عرضها من متر الى مترين، وتوجد بمحاذاة شعاب أكبر حجما صنعتها الكائنات الدقيقة.
ويبلغ طول حيوان الــــــــــــ "كلودينا" - الذي قد يكون يمت بصلة لقنديل البحر والشعاب المرجانية وشقائق النعمان (الأنيمون) - حوالي 15 سنتيمترا وقطره نحو ثمانية ملليمترات.وقالت اميليا بيني عالمة الجيولوجيا بجامعة أدنبره "الابداع الرئيسي لحيوان الــ (كلودينا) هو الهيكل العظمي، وهو أول حيوان يتضح انه صنع أي نوع من الهياكل ذات المنشأ المعدني الحيوي. كانت هذه الهياكل مهمة بدرجة كبيرة في تاريخ نشوء الحيوان إذ انها توفر له الدعامة والحماية وتخزن العناصر المعدنية."وأضافت اميليا قائلة "يتكون هذا الهيكل من سلسلة من التكوينات المخروطية المتشابكة والمتداخلة، والتي تشبه الى حد كبير كومة من قطع الــ (آيس كريم) المخروطية الشكل."
وعاش هذا الحيوان إبان حقبة الــ "أديكارا" الغابرة التي سبقت نشوء أنواع عديدة من الحيوانات خلال العصر الكمبري الذي أعقب هذه الحقبة. وترجع أقدم الحفريات الحيوانية الى حقبة الأديكارا التي سميت بهذا الإسم نسبة الى تلال الأديكارا في جنوب استراليا.
وتتيح الشعاب المرجانية للكائنات البحرية الإستفادة من التيارات البحرية الغنية بالمواد المغذية وسط تنافس محتدم على مصادر الغذاء كما توفر حيزا للمعيشة.وتلتصق هذه الشعاب بالأسطح الثابتة بعضها بعضا من خلال مادة اسمنتية طبيعية هي كربونات الكالسيوم لصنع هياكل صلبة حتى يتسنى ترشيح وتصفية التيارات البحرية المحتوية على جزيئات الغذاء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر