مستقبل العلاقات المغربية  الإسبانية ستحكمه اللوبيّات اليمينيّة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أستاذ القانون الدوليّ ميلود بلقاضي لـ "المغرب اليوم":

مستقبل العلاقات المغربية - الإسبانية ستحكمه "اللوبيّات" اليمينيّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مستقبل العلاقات المغربية - الإسبانية ستحكمه

أستاذ القانون الدوليّ ميلود بلقاضي
الدار البيضاء - حاتم قسيمي

كَشَف أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس في الرباط ميلود بلقاضي أن مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا ستحكمها اتجاهات اللوبيّات اليمينية داخل إسبانيا".
وأكّد بلقاضي على لمناسبة إعلان الأمير فيليبي عزمه زيارة المغرب قريباً، وفق ما أعلنه الناطق باسم القصر الملكي الإسباني، أنه "لا عداوة ثابتة ولا صداقة ثابتة في علاقة الجارين"، مشيراً إلى أن "العلاقات الدولية لا تحكمها العواطف والجوار، وإنما تحكمها المصالح المشتركة"، داعياً المغرب إلى حسن استغلال ملف المهاجرين المغاربة، وتحويله إلى "لوبيّ" حقيقي في إسبانيا يكون قادراً على الدفاع عن وحدة المغرب وقضاياه الوطنية".
وفي شأن جريان العادة بأن تدافع إسبانيا عن أصوات تُكن العداء للمغرب وسيادته الوطنية، ومسارعة إسبانيا إلى تقديم الدعم اللوجيستي والمادي لهم، وتحريك الدعاوى القضائية لضرب المغرب حقوقياً، من خلال تدخلاتها في مسار قضية الصحراء المغربية، وعن حقيقة وجود عدواة إسبانية اتجاه المغرب، أعلن "لا أعتقد أن هناك عداوة مطلقة، كما أنه ليست هناك صداقة مطلقة، والعلاقات الثنائية بالمفهوم الدولي هي علاقات تحكمها المصالح. وللأسف، لم تستطع مصالح المغرب، بنخبه السياسية والاقتصادية والإعلامية، أن تخترق المجتمع الإسباني، ولم ننشئ لنا لوبيات داخله. ونلاحظ أن هناك فارقاً بين المواقف الرسمية، وهي قوية بين الحكومتين، وبين المجتمع المدني للبلدين. وأحزابنا تعتمد على وسائل متخلفة وضعيفة، فيما نطالبها بتنسيق المواقف بينها وبين الأحزاب المؤثرة في إسبانيا"."
وأضاف بلقاضي: "على المجتمع المدني أن يقوم بواجبه، في تمتين علاقاته مع الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية، وللمغرب أكبر جالية عربية في إسبانيا، وأتساءل هنا: ما جدوى الخارجية ومجالس الجالية والهجرة في تحويل المهاجر إلى آلية للنضال وتمتين علاقات الجوار والتقارب بين البلدين، وللأسف فعلاقات المغرب مع إسبانيا ضحية "لوبيات" إسبانية وجزائرية قوية ونافذة، وتتوافر لها كل الإمكانات لتسهيل مهمتها في العداء للمغرب".
وعن قراءته لتعامل الدبلوماسيتين المغربية والإسبانية، شدد بلقاضي على أن "العلاقات الدبلوماسية مهما كانت قوية، فهي تبقى محدودة ونسبية، ويجب ألا ننسى هنا أن إسبانيا بلد ديمقراطي، وأن هناك أصواتاً متعددة الأطياف والاتجاهات ليس بالضرورة أن تتوافق بينها على قضية واحدة، والعلاقات الدبلوماسية المغربية - الإسبانية مميزة جداً، لكن يجب على المغرب أن يفتح واجهات وقنوات جديدة لاستغلالها في علاقتنا مع إسبانيا. وهي قنوات برلمانية وحزبية، ويجب العمل على إيجاد فضاءات للحوار داخل الجامعات وبين النخب".
وفي شأن مبادرة المغرب إلى فتح قنوات جديدة، فيما تعتمد إسبانيا على سياسة الصمت، وعدم الاستجابة لدعوات المغرب وبلاغاته، أكّد أن "إسبانيا أبدت حسن نية في بيانها الأخير الذي تلاه وزير خارجيتها، إذ أكدت فيه استعدادها لتقديم توضيحات عما وقع من اعتداءات على مواطنين مغاربة، ويجب أن نعتمد على أنفسنا وألا نبقى "مفعولين" بلغة الإعراب، للأسف الفاعل السياسي والمدني لا يتحرك حتى يفوت الأوان، وما وقع في الأيام القليلة الماضية، الذي وقع وقع، ويجب أن نفكر في القضايا المشتركة بين البلدين، وبالتالي علينا أن نخرج من المقاربة الجزئية إلى المقاربة الشمولية".
وعن مستقبل العلاقات بين المغرب وإسبانيا على ضوء التطورات الأخيرة، قال: "الاتصال الأخير بين العاهل الإسباني خوان كارلوس والملك محمد السادس، أظهر - بما لا يثير مجالاً للشك - أن هناك تفاهماً كبيراً بين العاهلين، فالدولتان (إسبانيا والمغرب) متقاربتان في كل شيء، والاندماج بينهما مسألة حتمية".
ورأى انه "على المغرب أن يراجع أساليبه في التعامل مع إسبانيا، وأن يبحث عن وسائل أكثر نجاعة في التواصل مع جاره الإسباني، كما عليه إعطاء أهمية قصوى للمصالح السياسية والاقتصادية. فالعلاقات الدولية لا تحكمها العواطف والجوار، وإنما تحكمها المصالح المشتركة".
وأوضح أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الخامس أن "فالمغرب، للأسف، لم يستطع أن يُحوِّل المهاجرين المغاربة إلى لوبي حقيقي في إسبانيا يكون قادراً على الاستثمار، والدفاع عن وحدة المغرب في إسبانيا، ومستقبل العلاقات بين البلدين ستحكمه اتجاهات اللوبيات السياسية والحزبية والإعلامية اليمينية داخل إسبانيا. وعموماً، فأنا متفائل جداً في شأن مستقبل علاقاتهما، شرط أن تتضافر كل جهود المجتمع السياسي والمدني للنهوض بمستوى هذه العلاقات".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل العلاقات المغربية  الإسبانية ستحكمه اللوبيّات اليمينيّة مستقبل العلاقات المغربية  الإسبانية ستحكمه اللوبيّات اليمينيّة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya