شلقم يؤكّد أنّ سايكس بيكو لم يكن مشروعًا لتقسيم العرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أوضح أنّ العالم كان يشهد تغييرات بعد الحرب العالمية الثانية

شلقم يؤكّد أنّ "سايكس بيكو" لم يكن مشروعًا لتقسيم العرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شلقم يؤكّد أنّ

وزير خارجية ليبيا عبد الرحمن شلقم
طرابلس - ليبيا اليوم

أكّد عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة، أن العرب مثل غيرهم من بني البشر عاشوا أطوارًا تاريخية بها حقب هيمنوا فيها على أمم أخرى وعانوا مثل غيرهم من زمن خضعوا فيه لسيطرة قوى خارجية، زاعما أن اتفاقية “سايكس بيكو” لم تكن مشروعا لتقسيم العرب.

وقال شلقم، في مقال له بصحيفة “الشرق الأوسط”: “كل مرحلة وإنْ تغيرت القوى المسيطرة فيها تترك أثرًا فيمن عاشها. المرحلة التي كان لها الأثر الأكبر في أغلب الشعوب العربية، هي ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت ولادة الدولة الوطنية العربية المستقلة”، وأضاف “السعودية والعراق والأردن كانت أوائل البلاد التي قامت فيها الدولة المستقلة وإن كان للأجنبي بها وجود بشكل أو آخر. لا يزال تعبير سايكس بيكو يتكرر إلى اليوم وفي كثير من الأحيان بشكل مغالط. ينسبون إلى ذلك التعبير مقولة تقسيم الوطن العربي، وهذا غير صحيح”.

وتابع “فقبل ذلك المشروع البريطاني الفرنسي لم يكن هناك وطن عربي يجمعه كيان سياسي واحد بل كانت البلاد العربية تحت الحكم التركي وبعضها تحت الاستعمار الفرنسي والبريطاني والإيطالي وهناك أقطار تحت الوصاية. ثانيًا، أن مشروع سايكس بيكو التقسيمي لم يتجاوز الشام والعراق كما نعرفهما اليوم، وهما قبل ذلك المشروع لم يكونا دولتين قائمتين بذاتهما بل كانا جزءًا من الإمبراطورية التركية”.

وواصل “لم يكن لمشروع سايكس بيكو علاقة ببلدان شمال أفريقيا والخليج العربي. بعدما نالت أكثر البلدان العربية استقلالها، كان العالم يشهد تطورات وتغييرات تداعت بعد الحرب العالمية الثانية وبروز القطبين الدوليين الأكبر في العالم، الكتلة الرأسمالية الغربية والكتلة الشيوعية الشرقية. ساد تيار التكتل في الكثير من بقاع الأرض ولكن بمفاهيم ومبادئ مختلفة”.

وأشار إلى أن التكتل في المنطقة العربية ظهر في مطلع القرن العشرين عندما برز في الإمبراطورية التركية التيار الطوراني التركي الذي هدف إلى فرض الهوية والثقافة التركية على كل شعوب الإمبراطورية خصوصًا بعد فقدانها مناطق كثيرة في البلقان وغيرها. انتظم عدد من العرب العسكريين المجندين في الجيش التركي وغيرهم من المدنيين في حركة تهدف إلى الخلاص من الهيمنة الطورانية التركية.

واستطرد “كان العرب المسيحيون يقاومون الهيمنة التركية بترسيخ العامل القومي العربي الذي عدّوه الرابط الأقوى من الانتماء الديني الإسلامي الذي يجمع غالبية العرب مع الأتراك المسلمين. عمل المسيحيون العرب على الحفاظ على اللغة العربية وبخاصة رجال الدين منهم واعتبروا اللغة العربية سلاح مقاومة في وجه ما اعتبروه الاستعمار التركي”.

وأوضح أن النزعات القومية الشوفينية نشطت في النصف الأول من القرن المنصرم وأسهمت في إشعال حروب واسعة، كان أكبرها الحركتان الفاشية والنازية اللتان واجهتا قوى أوروبية وقوة أممية يقودها الاتحاد السوفياتي. البلاد العربية طالها الفكر القومي عبر فكر حزب البعث العربي العابر للحدود الشامية وحركة “مصر الفتاة” التي اقتصرت على القطر المصري.

وزعم أن الزعماء الأوروبيون الكبار، أدركوا أن المصالح الأوروبية متشابكة وهي تفرض نفسها في هذا العالم الجديد على الجميع، واستخلصوا من تجاربهم الماضية الدموية القاسية، أن الوحدة هي البديل عن الصدام والحرب، ولكنْ أيُّ صيغة للوحدة؟ إنها عبر إطار التعاون الذي تتساوى فيه كل الدول من دون هيمنة لكبير على صغير أو إدماج لكيان في آخر مع احتفاظ كل بلد بتكوينه السياسي والاجتماعي ولكل كيان حق الانسحاب من الاتحاد متى أراد ذلك.

وذهب إلى أن العالم كله اليوم يقوم على تكوين أساسي هو الدولة الوطنية التي تُمأسس خياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحدد كل خياراتها الداخلية والخارجية باستقلال تام عن أي ضغط أو تدخل خارجي. هذه هي الثوابت التي تسير عليها كيانات الدول كافة. علاقات التعاون بين الدول العربية لا مناص من تقيّدها بهذه المرتكزات، أضف إلى ذلك عامل الثقة بين الدول الذي يتأثر بعامل الأمن، وهو مما لا شك فيه يُقوّي أو يُضعف العلاقات بين الدول.

واستكمل “بعد استنفاد كل المحاولات العربية التي تم التوقف عندها ولم تصمد أو تحقق شيئًا على الأرض، لم يبقَ إلا التأسيس على خيارات الدول الوطنية التي تحدد مصالحها وتبني عليها سياساتها الحرة. قد يكون هذا الخيار هو المنقذ من التشظي العربي بعد حلقات من الفشل والصدام”.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:

الجيش الليبي يؤكّد التزامه بالهدنة واستعداده للردّ على أي استفزاز
الفرجاني أن دي مايو يُعلق أزمات إيطاليا على شماعة بنغازي

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شلقم يؤكّد أنّ سايكس بيكو لم يكن مشروعًا لتقسيم العرب شلقم يؤكّد أنّ سايكس بيكو لم يكن مشروعًا لتقسيم العرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya