عباس الجيراري يكشف أنّ التنمية الشاملة التنمية لن تنهض بدون الاعتناء بالثقافة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رغم ضرورة الاهتمام بالنواحي الاقتصادية والاستثمارية

عباس الجيراري يكشف أنّ التنمية الشاملة التنمية لن تنهض بدون الاعتناء بالثقافة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عباس الجيراري يكشف أنّ التنمية الشاملة التنمية لن تنهض بدون الاعتناء بالثقافة

المستشار الملكي السابق عباس الجيراري
الرباط - المغرب اليوم

قال عباس الجيراري، المستشار الملكي السابق، إنّ "التنمية الشاملة المؤدية إلى التقدم والرقي لا يمكن أن تقوم بالتركيز على الجوانب الاقتصادية والمالية من صناعة وفلاحة واستثمارات، وما إلى ذلك، وإن كان هذا أساسيا، لكنّ التنمية لن تنهض بدون الاعتناء بالثقافة، وجعلها العمودَ الفقري لأي مشروع تنموي" وأبرز المفكر المغربي في محاضرة حول "التحديات الثقافية المستقبلية في العالم الإسلامي"، نشرتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإسيسكو" ضمن كتاب صادر عنها، أنّ "التنمية أو الرقي الذي نسعى ماديا إليه لا يمكن أن يقوم إلا إذا كانت خلفه وفي انطلاقته الثقافة".

وتكمُن ضرورة عنصر الثقافة كأحد العناصر الأساسية للتنمية في كون الثقافة، كما يرى الجيراري، "هي وعي بالذات وبالكيان، ووعي بمقومات الهوية، وبمكوّنات الشخصية، من لغة ومن دين ومن معارف وقيَم، مما هو مضمَّن في كل هذه العناصر ويصب في إطار الثقافة" ودعا الجيراري إلى النأي عن الانغلاق الهوياتي، فالهوية الإسلامية "لا ينبغي أن تجعلنا نغفل مختلف الهويات الفرعية التي تخص كل بلد، وقد تزيد تفرعا داخل البلد الواحد، ولا سيَما حين يكون متميزا بالتنوع والتعدد"، كما جاء على لسانه.

وأكّد ضرورة مراعاة الاختلافات العرقية والمذهبية الدينية، مبرزا أنّ هذه الاختلافات "إنما تدلّ، في الحقيقة، على سعة الشرع ومدى اجتهاد الفقهاء الذي ما أحوجنا اليوم إلى مواصلته لمواجهة قضايا العصر الطارئة" ولئن كان العالم الإسلامي يتميز بتعدد أقطاره ووجودها في مختلف القارات، ورغم عدد سكانه الهائل، ورغم ثرواته الطائلة، ورغم موقعه الجغرافي الذي يتوسط الكون، فإن الجيراري يرى أنّ الدول الإسلامية تجتاز فترة صعبة نظرا للخلافات والنزاعات والصراعات التي تتخبط فيها.

وثمّة عنصر آخر يرى الجيراري أن التنمية المفضية إلى الرقي والازدهار لن تتحقق بدونه، هو الوعي بالطاقات الإنسانية، وبالقدرات الإبداعية والثقة فيها، "لأنه عندما نَعي أن هناك إمكانات ذاتيةً موجودة في العالم الإسلامي، وتتوافر ثقتنا فيها، يمكن أن نبدع في مختلف المجالات، من اقتصاد وفلاحة وغيرهما، فيتحقق الرقي والتقدم" ويردف المفكر المغربي أن إدراك التنمية الحقيقية بمفهومها الشمولي الذي يؤدي إلى الرقي وإلى التقدم، "لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار مجتمعات العالم الإسلامي في استهلاك ما يصنعه ويُنتجه الآخر، الذي أحسّ بذاته ووعَى بقدراته، وأخذ يبدع في كل ذلك، ونحن ما زلنا في معظمنا نكتفي باقتباس هذا الإنتاج واستعماله، ونحاول أن نسير في ركاب منتجه".

وشدّد الجيراري على ألّا سبيل لخروج العالم الإسلامي من انحداره إلا بتنمية الذات انطلاقا من الوعي بها، مبرزا أنّ هذا الوعي لا يمكن أن يتحقق إلا من الداخل، أي من الأفراد والمجتمعات، وليس مما يُستورد أو يفرض من الخارج، مثله في ذلك مثل عملية التطوير والتجديد والتغيير التي لا تنطلق إلا من الداخل، بحسب رأيه التحدي الثاني الذي يرى الجيراري أنه يواجه العالم الإسلامي، يتعلق بالحداثة، حيث توقف عند إشكالية كبيرة تعاني منها مجتمعات العالم الإسلامية، تتجلى في كون هذه المجتمعات "تعتز وتفتخر بماضيها المجيد"، لكنها، في الآن ذاته، تريد أن تلحق بالعصر وبالعالم الجديد دون أن تعرف كيف يمكن تحقيق ذلك.

ومن بين العوائق التي تجعل مجتمعات العالم الإسلامي ممزقة بين التمسك بالماضي والتطلع إلى اللحاق بالعالم الجديد، كون العالم الإسلامي في حد ذاته يشكل أكبر عائق، يوضح الجيراري، بدءا من الشك في وجود مجتمع واع قادر على إيجاد توازن مُحكم بين الأصالة والمعاصرة وتجاوز هذا العائق إلى الانكباب على معادلة اعتبرها في غاية الصعوبة، تتمثل في إيجاد حل ملائم لارتباط المسلمين بماضيهم من جهة، وتطلعهم إلى اللحاق بالعصر الجديد من جهة ثانية، يقتضي "التوفيق بين الأصالة التي نعتز بها، وتلك الحداثة التي نريد أن نلحق بها"، مضيفا: "نحن أصحاب ماض مجيد، لكننا في الوقت ذاته مطالبون بأن نواكب العصر، وأن نساير الحداثة، أي أن نكون أبناء جيلنا وأبناء عصرنا وأبناء المستقبل".

قد يهمك ايضا :

الرميد يرفض الديكتاتورية ويهدد بالاستقالة من الحكومة

تكريم الفاعلين الحقوقيين بمناسبة الذّكرى 71 للإعلان العالَمي لحقوق الإنسان

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس الجيراري يكشف أنّ التنمية الشاملة التنمية لن تنهض بدون الاعتناء بالثقافة عباس الجيراري يكشف أنّ التنمية الشاملة التنمية لن تنهض بدون الاعتناء بالثقافة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya