باريس ـ أ.ف.ب
فرض فريق مرسيدس هيمنته على منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 هذا الموسم ولكن فوز السائق
الأسترالي دانييل ريتشاردو المفاجيء بلقب سباق الجائزة الكبرى المجري أمس الأول الأحد جدد آمال فريقه النمساوي ريد بول في إمكانية اللحاق بمنافسه مرسيدس خلال النصف الثاني من الموسم.
ورغم فوز ريتشاردو بسباقه الثاني هذا الموسم ليصبح السائق الوحيد من خارج فريق مرسيدس الذي يعتلي قمة منصة التتويج، فقد حافظ السائق الأسترالي على حذره في تطلعه لما هو آت بالموسم.
وقال ريتشاردو: “لو نظرتم إلى ما حدث اليوم (الأحد) فستجدون أنني اقتربت من صدارة الترتيب العام للسائقين، ولكننا في الواقع ما زلنا بعيدين للغاية.”
وأضاف: “وسواء كنا في المنافسة على اللقب أم لا، فإننا نخوض كل سباق ساعين لتحقيق أعلى مركز ممكن. وكما رأينا في المجر فقد كان الفوز بانتظار من يقتنصه، وقد اقتنصناه نحن.”
واعترف ريتشاردو بأن الحظ لعب دورا كبيرا في فوزه بسباق المجر، فدخول سيارتي أمان إلى المضمار خلال السباق لم ينتزع الصدارة من نيكو روزبرج سائق فريق مرسيدس وحسب وإنما تسبب في إرجاعه إلى الخطوط الخلفية.
ولكن السائق الأسترالي /25 عاما/ نجح أيضا في استغلال فرصته على أفضل نحو، وأثبت جدارته بالفوز بلقب السباق عندما اجتاز لويس هاميلتون سائق مرسيدس وفيرناندو ألونسو سائق فيراري خلال اللفات الأخيرة من السباق.
وقال ريتشاردو: “لم يكن هناك سوى طريقة واحدة للفوز بالسباق، وهي الإلتفاف حولهما. من الواضح أنني حظيت بأفضلية الإطارات الجديدة، ولكنني كنت أعرف أن الأمر لن يكون سهلا.”
وأشاد كل من هاميلتون وألونسو بريتشاردو صاحب المركز الثالث بالترتيب العام للسائقين بعد فوزه في سباق المجر.
وقال ألونسو: “أعتقد أنه يتقدم الفريق البطل. وهذا يختصر الكلام عنه. إنه يقوم بعمل مذهل هذا العام، وقد نجح الآن في اعتلاء منصة التتويج أكثر من مرة.”
وعزز هذا الفوز احتفاظ ريد بول بالمركز الثاني في الترتيب العام للصانعين (الفرق) لهذا الموسم ولكنه ما زال يبتعد بمسافة كبيرة عن المتصدر مرسيدس.
ويبدو مع ذلك أن ثنائي الفريق الألماني روزبرج وهاميلتون هما من سيحسم لقب بطولة العالم بينهما في النهاية عندما تستأنف منافسات الموسم بسباق الجائزة الكبرى البلجيكي في 24 أغسطس المقبل.
ويتصدر روزبرج حاليا الترتيب العام للسائقين بفارق 11 نقطة أمام هاميلتون، ولكن بالنظر إلى أن روزبرج بدأ السباق يوم الأحد من مركز الانطلاق الأول مقارنة بهاميلتون الذي بدأ من حارة حظيرة فريقه لعدم تحقيق أي زمن في التجارب الرسمية للسابق قبل أن يحقق المركز الرابع فإن السباق المجري يعتبر بمثابة فرصة ضائعة بالنسبة لروزبرج لتوسيع فارق صدارته.
وقال روزبرج: “كان سباقا زاخرا بالأحداث، وواجهت نصيبي من الحظ السيء. حيث دخلت سيارة الأمان المضمار متزامنة من مروري من أمام حارة الحظيرة. وبعدها بدأت حرارة المكابح ترتفع، لذا فقد كنت أواجه عددا من المشاكل المتصاعدة.”
أما هاميلتون فقد كان سعيدا بعرضه القوي أمس الأول حيث نجح في شق طريقه الصعب من جديد ليخرج بأكبر المكاسب الممكنة من سباق المجر.
ولكن صعوبة الموقف من حيث تنافس سائقين اثنين من فريق واحد على اللقب تجلت من جديد عندما تجاهل هاميلتون أوامر فريقه بالسماح لروزبرج باجتيازه بناء على خطة مختلفة للسباق.
وقال هاميلتون: “لو كنت سمحت له باجتيازي كانت ستسنح له الفرصة للانطلاق بعيدا، وعندما ينتهي من توقفه للصيانة كان سيعود ليتجاوزني على المضمار. لذا فقد شعرت بصدمة كبيرة عندما طلب مني الفريق ذلك لمساعدته على تحسين مركزه.”
وأضاف: “للأمانة، فإن روزبرج لم يقترب أساسا بالقدر الذي يسمح بتنفيذ هذه الخطة. ولكنني أيضا لم أكن سأسمح أبدا بتنفيذ خطة ستفقدني أرضية أمام فيرناندو أو دانييل لمجرد السماح له بالخروج بسباق أفضل.”
بينما قال تيتو فولف مدير رياضة السيارات بمرسيدس تعليقا على هذه الواقعة: “يجب أن نجلس سويا لنناقش ونحلل اللحظة التي طلبنا فيها من لويس أن يسمح لنيكو بالمرور، ولكننا كعادتنا سنفعل ذلك بكل هدوء وسننهي الأمر ونتخلص من أي اضطراب أو سوء تفاهم.”
ويستطيع فولف الاستمتاع بالعطلة الموسمية ببطولة فورمولا -1 لبضعة أسابيع، ولكن عندما تستأنف منافسات البطولة في بلجيكا ربما يجد نفسه في موقف جديد كحكم لا يشغله سوى الفصل في النزاعات المستمرة بين سائقين كل همهما اعتلاء القمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر