اليابان تدرب مصارعين سودانيين لتأهيلهم للفوز بميدالية أولمبية
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

اليابان تدرب مصارعين سودانيين لتأهيلهم للفوز بميدالية أولمبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اليابان تدرب مصارعين سودانيين لتأهيلهم للفوز بميدالية أولمبية

اليابان تدرب مصارعين سودانيين
الخرطوم - أ.ف.ب

في قاعة رياضة متداعية في الخرطوم، يتدرب نحو اثني عشر فتى نوبيا بملابس رياضية ضيقة على مرأى من مدربهم الياباني المكلف مهمة تأهيلهم ليصبحوا ابطالا في المصارعة تحضيرا لدورة الالعاب الاولمبية سنة 2020.

وتمثل المصارعة منذ آلاف السنين  جزءا من ثقافة قبائل النوبة المتنوعة دينيا وعرقيا، والعديد من الرياضيين الشباب المفتولي العضلات دخلوا حلبات المصارعة ما ان بدأوا بالمشي.

إلا أن المدرب سونا، كما هو معروف، وهو بطل مصارعة ياباني شاب، قد تم تكليفه من قبل سفارة بلاده في الخرطوم لتحضير فريق رياضي قادر على الفوز بميدالية في دورة الالعاب الاولمبية في طوكيو سنة 2020، للمرة الاولى تاريخ النوبة.

واشار المدرب الياباني بنبرة جدية الى ان المصارعين "لديهم حقا قوة بدنية ممتازة"، لكن القليل من العوامل الاخرى تصب لمصلحتهم.

وخلفه في قاعة شديدة الحرارة، يتبارى رياضيان في جولة مصارعة على مرأى من زملائهم الصامتين التواقين لتعلم مهارات جديدة.

وتعتبر المصارعة الاولمبية رياضة راسخة في اليابان التي فازت بعدد كبير من الميداليات في الدورات الرياضية الاخيرة.

الا ان اهتمام طوكيو في رياضة المصارعة لدى قبائل النوبة بدأ في العام 2013، عندما شارك دبلوماسي من سفارتها في تحد ضد أبطال محليين.

وقد خسر ياسوهيرو موروتاتسو كل مبارياته الست الا ان المبادرة حظيت بشعبية كبيرة اذ انها جذبت مئات المتفرجين.

وبنت اليابان على الاهتمام الذي اثارته هذه المباريات في محاولة لنسج علاقات مع دولة تعتبرها واحة استقرار نسبي في منطقة مضطربة.

وترى السفارة أن مبلغ الـ50 الف دولار الذي دفعته في دعم هذه الرياضة في السودان كان في محله- لكونه وسيلة سهلة للتواصل مع حكومة قلقة من النفوذ الأجنبي.

لكن مهمة سونا ليست بالبسيطة. اذ ان سجل السودان يقتصر على ميدالية اولمبية واحدة منذ العام 1960، كما ان القواعد الاولمبية تبدو غريبة على المصارعين الذين يدربهم.

ففي المصارعة النوبية التي تمارس في ميادين رملية، يفوز المنافس بمجرد طرح خصمه ارضا. اما النسخة الأولمبية فتمنح نقاطا على حركات مختلفة، والمتباري يفوز تلقائيا عند تثبيت خصمه على الحلبة.

وقال سوناغاوا خلال دورة كانت الاخيرة اثر زيارة استمرت شهرا كاملا الى الخرطوم في شباط/فبراير "أنا أبذل كل جهد ممكن للاستفادة من إمكاناتهم إلى أقصى حد من خلال ايجاد برامج مصممة خصيصا لهم".

وسيسافر ستة من أفضل هؤلاء الرياضيين- أربعة لاعبين ومدربان - إلى اليابان في نيسان/ابريل للمشاركة في دورة تدريبية لكن لا يزال يتعين فعل الكثير لتعزيز قدرات فريق كامل من المصارعين.

وزار سونا السودان للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر. وسارت الأمور بشكل جيد الى ان عاد إلى اليابان في نهاية الشهر.

لكن عند عودته في شباط/فبراير وجد أن الكثير المصارعين توقفوا عن التدريب.

ويتحدر السكان النوبيون في الخرطوم من منطقة جنوب كردفان السودانية المضطربة التي دمرتها الحرب الأهلية في السودان على مدى 22 عاما ثم طالها التمرد الذي انطلق سنة 2011، عندما اشتكى متمردون سابقون من التهميش الذي يلحقهم من جانب حكومة سودانية يهيمن عليها العرب.

وكان على الطلاب العودة إلى العمل لإعالة أنفسهم، ما يجعل من الصعب لهم تخصيص وقت للمصارعة.

وقال الأمين العام للجنة الأولمبية السودانية أحمد هاشم خلال متابعته التدريبات "هناك ضعف في التدريب المناسب ونقص في المرافق"، مضيفا "كل ما لدينا هو مصارعة نوبية تقليدية قديمة جدا".

نصف النوافذ في القاعة محطمة ولا تكييف للهواء فيها، الا انها أفضل منشأة توافرت للسفارة واتحاد المصارعة في السودان.

غير ان هاشم لديه آمال كبيرة. وأول هدف له هو التأهل لدورة الالعاب الاولمبية، إما في ريو دي جانيرو في عام 2016 أو طوكيو في عام 2020.

أما "الهدف على المدى الطويل فهو أن تصبح المصارعة من الرياضات المهمة التي ينافس اللاعبون فيها باستمرار على الميداليات".

وأشار الدبلوماسي ماسايوكي سوريماشي الى إن هدف البرنامج لا يقتصر فقط على دعم السودان للفوز بميداليات وبناء علاقات خارجية لليابان، لكن ايضا تحسين العلاقات  المضطربة داخل المجتمع السوداني.

ولفت الى ان "الرياضة قادرة على توحيد الناس، لذلك قد يمثل هذا الامر رمزا للسلام والاستقرار ولوحدة الشعب السوداني".

اما بالنسبة للمصارعين، فهذا البرنامج يشكل فرصة لتطوير المهارات التي تعلموها منذ الطفولة.

وقال وسام محمد، وهو شاب في سن 18 عاما يعمل لحاما واختير للسفر إلى اليابان بفضل مهارته وقوته في المصارعة "اليابانيون جاؤوا الى هنا ودربونا ونقلوا الينا بعض المهارات، ونحن استفدنا من ذلك".

وأضاف "أريد أن أشارك في دورة الالعاب الاولمبية في العام 2020. بإذن الله سأحصد ميدالية برونزية وأرفع علم السودان".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليابان تدرب مصارعين سودانيين لتأهيلهم للفوز بميدالية أولمبية اليابان تدرب مصارعين سودانيين لتأهيلهم للفوز بميدالية أولمبية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

مشاريع "زايد الخيرية" في كينيا تبلغ 92 مليون درهم

GMT 11:53 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تفادي هذه الأخطاء في ديكور ورق الجدران ‏

GMT 08:14 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

البابا فرانسيس يعتذر بعد واقعة ضرب يد امرأة ويكشف السبب

GMT 19:33 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دار ريم عكرا تطلق فساتين زفاف مميزة التصميم لخريف 2018

GMT 04:48 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طقس الخميس بالمغرب : غائم بارد ولا أمطار بمختلف المناطق

GMT 05:24 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شيريهان الدسوقي تكشف طرق التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 14:50 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير مولاي هشام ينشر صورة له وهو في إحدى محطات القطار

GMT 04:04 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تدشين أطول برج في العالم في العاصمة الإدارية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya