خبير اقتصاديّ مغربي يؤكِّد عدم الثّقة في مصلحة الضرائب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أوضح أن علاقة المواطن مع الحكومة مرهونة بالشّفافية

خبير اقتصاديّ مغربي يؤكِّد عدم الثّقة في مصلحة الضرائب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خبير اقتصاديّ مغربي يؤكِّد عدم الثّقة في مصلحة الضرائب

الخبير في الدراسات المالية والاقتصادية فريد زين الدين
الدار البيضاء - عبد العالي ناجح

أكَّدَ الخبير في الدراسات المالية والاقتصادية فريد زين الدين أن "المواطن المغربي فاقد للثقة في الإدارة بأكملها وليس فقط في مديرية الضرائب، ولكي ترجع  هذه الثقة، يلزم كثير من الشفافية والديمقراطية، حتى تصبح العلاقة طبيعية بين المواطن والإدارة، لأن المواطن يعتبر الإدارة مجرد مصدر مال، ويلخص هذا الأخير هذه العلاقة بين ما يدفعه وما يستفيده، فالمواطن من الطبيعي أن لا يثق ، هذا بالإضافة إلى عدم وجود الشفافية في المعاملة ذاتها، فعندما تقرر مديرية الضرائب مراجعة ضريبية في حق المواطن لا يفهم هذا الأخير القواعد التي تحكم ذلك ، على عكس المتخصص".
ومما يُذكي ذلك بحسب فريد زين الدين "أن الإدارة المغربية تعاني من الاكتظاظ (الازدحام)، حيث إن مديرية الضرائب يصعب عليها استقبال كل مواطن على حدة وفي أي وقت، لأن الإمكانات البشرية المتاحة لها  قليلة، مقارنة بما هو مطلوب منها. هذه كلها إشكالات تجعلنا في صورة انعدام الثقة بين المواطن والإدارة، خصوصا مديرية الضرائب".
وفي سياق حديثه عن  التهرب الضريبي أوضح "إن التهرب الضريبي يلجأ إليه البعض، لأنه لا يفهم ماذا تفعل الدولة بالأموال التي تجمعها، وعندما يرى مسؤولون يعيشون في النعيم يعتقد أن ضرائبه هي التي تُستهلَك في غير محلها، ولها صلة بالنظام العام".
وأكَّد فريد زين الدين أن "وقع التهرب الضريبي أقل من تهريب الأموال إلى الخارج. فاذا بقيت الأموال في المغرب فسوف يؤدِّي عنها إن لم يكن عاجلا فآجلا ، لكن الخطر هو عندما تهرب الأموال الى الخارج، فيفقد رأس المال والضريبة ،كما أن المواطن عندما يسمع أخبارًا تتحدث عن ذلك في وسائل الإعلام تفيد بتهريب المليارات يقول: لماذا أنا أبقى هنا لأضطر أن أعيش اقل من المستوى الذي أريده، لأدفع ضرائبي وآخرون يهربون رؤوس أموالهم".
وتساءل فريد زين الدين "كيف يمكن أن نطلب من المواطنين أن يكونوا شرفاء، والحديث عن الفساد رائج في البلاد؟ لذا يجب أن يكون الجميع سواسية أمام القانون ، وأمام الضرائب وفي الحقوق والواجبات".
لكن على الرغم من ذلك، يستطرد الخبير في الدراسات المالية والاقتصادية بالقول "الذين يدفعون الضرائب هم كثر".
أما بخصوص الإعفاءات الضريبة فقد اعتبرها "مبرَّرة بما فيه الكفاية، على الرغم من وجود بعض التجاوزات التي تُعد قليلة، عادة الإعفاءات الضريبية الكبرى تهم الزراعة ثم في كل ما يخض الاستثمار وهذا الأمر جارٍ به العمل في العالم".
وأعلن أن "إشكالية التهرب الضريبي ناتجة عن وضع اقتصادي في البلد ، فالتواصل بين مديرية الضرائب والمواطن أو تطبيق القانون من خلال الزجر لن يغير من الأمر شيئًا، فالذي سيغير من هذا المعطى هو إنعاش الاقتصاد، لأن حوالي 80 في المائة من الشركات هي صغرى، لا تستطيع أن تعيش، ولو لم تؤدِّ الضرائب، فهي دائمًا على حافة الإفلاس، لذلك يلتجئون إلى التهرب من أداء الضرائب من أجل الاستمرار، خاصة مقاولات الشباب التي تعيش وضعًا خطيرًا حاليًا، لأن الاقتصاد هش، إضافة إلى عدم وجود الشفافية في كل ما يتعلق بالأوراش وبالخدمات التي تطلبها الدولة، واحتكار البعض لهذه الخدمات، إذن ذلك ليس له صلة بالضرائب مباشرة، بل له صلة بالسياسة العامة في البلد" أعطني بلدًا ديمقراطيًا يحترم حقوق الآخرين أعطيك شعبًا يؤدي واجباته بكل فرح".
وبخصوص الضريبة على الدخل أوضح فريد زين الدين "يجب العمل على تخفيضها بدل الرفع منها ونهج سياسة توسيع القاعدة، وإدخال الجميع في مجال الضريبة على الدخل، وحاليًا الدولة لا تتحكم إلا في الموظفين والعمال، وتتبقى المهن الحرة ومجموعة من المجالات التي يجب إعادة النظر فيها، لكي نحسس الناس بأهمية أداء الضريبة، وهذا عمل تواصلي كبير يجب أن تقوم به الإدارة، ولكن الأهم أن تكون هناك شفافية في صرف الأموال، إذ لا يُعقل أن يعطي الناس أموالهم ثم ترى الدولة تصرف ببذخ، ثم تتحدث عن اختلاسات وتهريب أموال "فالجمع بين النقيضين حرام كالجمع بين الأختين".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير اقتصاديّ مغربي يؤكِّد عدم الثّقة في مصلحة الضرائب خبير اقتصاديّ مغربي يؤكِّد عدم الثّقة في مصلحة الضرائب



GMT 15:50 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

شركة تركية تستعد لإنشاء محطتي طاقة في مصراتة وطرابلس

GMT 14:15 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

"عمل" الوفاق تبحث سبل دعم المشروعات الصغرى والمتوسطة

GMT 18:10 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

مؤسسة النفط تستحوذ على حصة شركة "يارا" النرويجية

GMT 17:30 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الوفاق تُعطل قرار فرض رسوم على مبيعات الدولار "مؤقتًا"

GMT 20:05 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

بدء سريان سعر صرف الدينار الليبي أمام الدولار الأميركي

GMT 14:23 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

صنع الله يطّلع على ميزانيات التشغيل لشركة "رأس لانوف"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya