أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الفضل يعود بصورة كبيرة إلى السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في التزام منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) للمرة الأولى بنسبة مائة في المائة في اتفاق لخفض الإنتاج.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عنه، الثلاثاء ، القول " تعلمون أننا بنينا عملًا مع دول (أوبك)، حيث اتفقت 15 دولة تابعة للمنظمة و12 دولة لا تنتمي إلى المنظمة، على العمل معًا في الأسواق العالمية من أجل موازنة العرض والطلب , ويجب أن أقول إنه للمرة الأولى في تاريخ هذه المنظمة، تمكنّا من القيام بذلك بنسبة مائة في المائة، حيث تم تنفيذ جميع الترتيبات , هذا لم يحدث من قبل في المنظمة نفسها ".
وأضاف " يجب أن أعترف بأن هذا يعود إلى حد كبير إلى موقف المملكة العربية السعودية , إنه بفضل المملكة العربية السعودية وولي العهد، الذي كان المبادر لهذا العمل , وقد أدى إلى نتائج إيجابية" .
ووصف بوتين سعر 60 دولارًا لبرميل النفط بأنه "معقول ومتوازن ويناسبنا... لأن نفقات الميزانية تقدَّر بمبلغ أعلى قليلًا من 40 دولارًا " , ومن المقرر أن يلتقي ممثلو "أوبك" وحلفاؤهم في فيينا في السادس من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لبحث استراتيجية الإنتاج لعام 2019، وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة إمدادات النفط من الولايات المتحدة، التي لم تشارك في الاتفاق القائم لكبح الإنتاج , وقال مندوبون من "أوبك"، لـ" رويترز" ، إن المنتجين يناقشون خفض الإمدادات بما يتراوح بين مليون و1.4 مليون برميل يوميًا وربما أكثر.
وأسهمت الآفاق الاقتصادية السلبية في نزول أسعار النفط عن 60 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع، من مستواها المرتفع البالغ 85 دولارًا الذي سجلته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وهو ما دفع عددًا من الدول المنتجة إلى التلميح إلى أن هناك اتجاهًا لاتخاذ قرار بخفض الإنتاج خلال اجتماع "أوبك" المقبل , غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا المنتجين للمساهمة في دفع أسعار الخام إلى مزيد من الهبوط.
وقال بوتين، الثلاثاء " نحن على اتصال بـ(أوبك)، ومستعدون لمواصلة جهودنا المشتركة إذا اقتضت الضرورة" , فيما اجتمع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، مع منتجي النفط في روسيا هذا الأسبوع لمناقشة التعاون مع "أوبك" ، وفق ما قاله مصدران في قطاع النفط من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأوضح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن ثمة بوادر إيجابية من العراق ونيجيريا وليبيا، الأعضاء في "أوبك"، قبيل اجتماع المنظمة، إذ إن جميع الوزراء حريصون على إعادة الاستقرار لأسواق النفط , وخلال زيارته لنيجيريا للاجتماع مع وزير النفط إيمانويل إيبي كاتشيكو، قال الفالح للصحافيين في أبوجا " سنفعل كل ما هو ضروري، ولكن فقط إذا عملنا معاً كمجموعة من 25 عضوًا "، في إشارة إلى «أوبك» وحلفائها , وتابع " نحن (السعودية) لا يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا، ولن نفعله وحدنا ".
وأضاف " يتوق الجميع للتوصل إلى قرار يعيد الاستقرار إلى السوق... أعتقد أن الناس يعرفون أن ترك السوق لآلياتها من دون وضوح ومن دون قرار جماعي لتحقيق التوازن فيها لن يكون مفيدًا".
وقال كاتشيكو للصحافيين، إنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت نيجيريا ستشارك في أي تخفيضات، لكنه أضاف أن هناك «تصميمًا مطلقًا» داخل "أوبك" على استقرار السوق.
وكان الفالح قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن وفرة إمدادات النفط ربما تتطلب من "أوبك" وحلفائها أن يتخذوا خطوات لخفض الإنتاج في 2019 , وقال في ذلك الوقت إن الإمدادات ربما تتجاوز الطلب بنحو مليون برميل يوميًا، أو ما يعادل واحد في المائة من الطلب العالمي، مشيرًا إلى أن «أوبك» وحلفائها قد يحاولون خفض الإنتاج بهذا القدر.
وجرى إعفاء نيجيريا وليبيا من الجولة السابقة من التخفيضات، بسبب تراجعات كبيرة في الإنتاج ناجمة عن الاضطرابات، رغم تعافي إنتاجهما حاليًا وأُعفيت إيران أيضًا بشكل كبير من الخفض.
وتراجعت أسعار النفط، الثلاثاء، إلى نحو 60 دولارًا للبرميل بفعل ضغوط من زيادة المخزونات الأميركية، وشكوك بشأن ما إن كان سيجري الاتفاق على خفض في الإنتاج تقوده «أوبك» في الأسبوع المقبل , وقال معهد البترول الأميركي، الثلاثاء، إن مخزونات الخام الأميركية زادت في الأسبوع الماضي.
وبحلول الساعة 1119 بتوقيت غرينتش انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 27 سنتًا إلى 59.94 دولار للبرميل بعدما جرى تداوله عند 61.27 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة , وتراجع الخام الأميركي 10 سنتات إلى 51.46 دولار للبرميل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر