مقديشيو - وكالات
أعرب وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود جيلي عن استغرابه تهديدات حركة الشباب المجاهدين التي دعت الشعب الصومالي أمس إلى عدم استماع إذاعة مقديشو والتخلي عن متابعتها مهدّدة كلّ من يتابعها بالقتل، وأشار جيلي إلى أنّ دعوات الشباب تمثّل خطة فاشلة للحيلولة بين الإذاعة والشعب الصومالي وقال جيلي خلال حديثه للبي بي سي إنّ من غير المعقول منع الشعب الصومالي من متابعة إذاعة مقديشو، التي تبثّ برامجها على الموجات القصيرة وعبر الأقمار الصناعية، ويستقبلها كلّ بيت صومالي سواء داخل البلاد أو المهجر، “مما يجعل التحكّم في تلك الشعبية الواسعة أمراً عبثياً” واستدرك الوزير الصومالي: لكننا مستاءون من التهديدات التي أطلقتها حركة الشباب أمس، ولا يعني ذلك أنّ هذه التهديدات تثني الإذاعة عن مسارها التحريري، ولكن يؤسفنا تهديد الشعب ومنعهم عن حقّ من حقوقهم وأضاف جيلي أنّ إذاعة مقديشو تبثّ برامج ودروساً دينية إلى جانب الخدمة الإخبارية، مؤكّداً أنّ معارضة حركة الشباب لها وتهديداتها لا تعني إلا محاولة فاشلة لإسكات حق لم يستطيعوا حجبه، واستذكر الوزير الصومالي قصة كفار قريش مع نزول القرآن ومعارضتهم له خوفاً من تأثيره، واستدلّ بقول الله تعالي : “وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون” وردّا على سؤال عمّا إذا كانت إذاعة مقديشو تشنّ حرباً إعلامية على حركة الشباب من خلال برامجها، أكّد جيلي أنّ الإذاعة لا تحارب حركة الشباب، مستدركاً أنها تخدمهم وتقوّمهم، ” وذلك من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم وبيان حقيقة الفكر المتطرّف الذي يتمسّكون به”، موضّحاً أنّ مقاتلي حركة الشباب هم المستفيد الأكبر من الإذاعة، ” حيث نتولّى تصحيح سلوكياتهم وأخطائهم العقدية والدينية من خلال استضافة أهل العلم في البرامج الإذاعية” وفيما يتعلّق بأمن منسوبي الإذاعة التي تتهمها حركة الشباب بشنّ حملة إعلامية خطيرة ضدّها، قال جيلي إنّ الصحافة بشكل عام تعدّ مهنة متعبة تعرّض صاحبها للخطر، وأكّد أنّه في العام الحالي قتل تسعة صحفيين صوماليين في مقديشو، ” ولم يكن منهم أحد ينتمي إلى إذاعة مقديشو الحكومية، مما يعني أنّ جميع الإعلاميين مستهدفين، وانطلاقاً من ذلك فإننا نبذل المزيد من الجهود للحفاظ على أمن الإعلاميين الصوماليين ومنهم منسوبو إذاعة مقديشو” وبالنسبة إلى تأريخ إذاعة مقديشو، أوضح الوزير أنّها عاودت البثّ في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي، وذلك بعد صمت طويل بسبب الحروب والأزمات الأمنية في البلاد وتابع: وفي الانطلاقة الأولى بدأنا البث عبر الموجات القصيرة FM ، وفي الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي أطلقنا موقعاً شبكياً للإذاعة بهدف إيصال برامجها إلى من هم خارج مقديشو وما يجاورها من مناطق، وفي الثامن والعشرين من الشهر الجاري نجحنا في بثّ برامج الإذاعة عبر الأقمار الصناعية، وتحديداً عبر قمر تايكوم 5، ويمكنكم الحصول على تردّد الإذاعة من خلال الزيارة لموقعها: راديو مقديشو. نت) وفي معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كانت هناك مساعدات خارجية أسهمت في القفزات النوعية التي حقّقتها الإذاعة في فترة وجيزة، بيّن الوزير أنّ ما يتحقٌّق من إنجازات يستحقّ الإنفاق السخي من قبل الحكومة، مؤكّداً أنّ الحكومة الانتقالية هي من تموّل مسيرة الإعلام الصومالي، على غرار إنفاقها على الأجهزة الأمنية والعسكرية وكافة الوزارات في الحكومة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر