تجار الحياة البريّة يشاركون في أكبر معرض للزواحف في العالم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

فشلت الملاحقات القضائية الأخيرة في التصدي للظاهرة

تجار الحياة البريّة يشاركون في أكبر معرض للزواحف في العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تجار الحياة البريّة يشاركون في أكبر معرض للزواحف في العالم

أحد أنواع السحالي
برلين - جورج كرم

كشف تحقيق استقصائي أن تجار الحياة البرية يستغلون الثغرات القانونية للإتجار في أكثر أنواع السحالي المربحة في أكبر معرض للزواحف في العالم، وجرى عرض الحيوانات المهددة بالانقراض من أميركا اللاتينية ونيوزلندا وجنوب شرق آسيا للبيع بأسعار تصل إلى 5000 يورو (3200 إسترليني) على هامش معرض "Terraristika" في مدينة "هام" في ألمانيا، وتقدر هذه التجارة في أوروبا بملايين من اليورو.

وعُرض على الصحافي الكثير من الأنواع المختلفة من السحالي مع توصيلها إلى بلاده في إندونيسيا والمكسيك وغواتيمالا على التوالي، ويقام المعرض في 12 كانون الأول / ديسمبر.

وأوضحت المؤسس المشارك لمجموعة "Pro Wildlife"، ساندرا ألثير، "يعتبر تداول الأنواع المحمية جزءًا صغيرًا من تجارة الزواحف لكنه ربما يدفع هذه الأنواع إلى الانقراض في سهولة، ويقتصر تواجد بعض هذه الأنواع بالفعل على مناطق صغيرة في بلدانها الأصلية".

واستقبلت اتفاقية التجارة الدولية التي تحظر بيع الأنواع المهددة بالانقراض "Cites"، مقترحات لمنع التجارة الدولية في سحالي earless monitor و arboreal alligator lizards في المؤتمر المقبل في جنوب أفريقيا عام 2016، وفي حين يعتبر جمع هذه الأنواع البرية وتصديرها أمر غير قانوني في بلدانها الأصلية إلا أنه يمكن بيعها وشرائها في حرية في أوروبا من دون اعتبار ذلك جريمة، ولا تطبق أي معاهدات لتسليم المجرمين.

وتأتي التجارة في الأنواع المهددة بالانقراض على هامش المعرض الرئيسي في ألمانيا، ويمنع منظمو معرض Terraristika التصوير ولذلك يصعب على من لم يتواجد في المعرض رؤية الأنواع المعروضة.

ويرحب  المعرض بالزوار في مبنى يتخذ شكل الكهف، ويتواجد فيه العديد من المراهقين والمسافرين وأصحاب محال بيع الحيوانات الأليفة، ويضم العديد من الأكشاك التي تحتوي على الثعابين والضفادع والسحالي والعناكب.

وأشار أحد التجار في المعرض ويدعى Jurgen Schmidt إلى أحد زملائه الذى يبيع سحلية من نوع earless monitor lizard قائلا إن سعر الزوج منها يبلغ حوالي 5000 يورو.

ويشارك في المعرض تاجر آخر يدعى Robert Seipp وهو معلم ألماني وتاجر زواحف وتشير صفحته على "فيسبوك"، إلى أنه يملك سحالي "بورنيو" الثمينة، وفي عام 1993 كان روبرت العضو الوحيد الذي نجا من معركة بالأسلحة مع السلطات في مدغشقر ضمن مجموعة مكونة من أربعة ألمان من عشاق السحالي، ونتج عن المعركة موت اثنين من أصدقائه وإصابة الثالث بالعمى بالإضافة إلى قتل ضابط في مدغشقر عن طريق الخطأ بواسطة شرطى آخر.

وخضع اثنان من أصدقاء روبرت للمحاكمة وتم سجنهما في نيوزلندا بسبب الحصول على أحد الأنواع النادرة  من "الوزغ" من البرية، وذلك حسبما أفادت رسالة الحكومة لمجموعةPro Wildlife إلا أن روبرت لم يزر البلاد ولم يتعرض للمحاكمة.

وبيّن  مدير قسم التنويه،  Geoff Owen"نحن نهتم بأي عمليات تهريب للأنواع النادرة من الحياة البرية النباتية والحيوانية، حيث انخفضت أعداد الوزغ النادرة بنسبة 95% خلال 15 عامًا".

وبيّن أوين وجود مشكلة متنامية مع الأنواع المرغوبة حيث يتم تهريبها إلى خارج البلاد بواسطة التجار، مضيفا "اتخذت نيوزلندا عددا من الملاحقات القضائية ضد بعض الرعايا الألمان عند محاولتهم أخذ بعض أنواع الوزغ النادرة من نيوزلندا، وارتفع عدد أحداث التهريب في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ".

وأفادت مصادر مطلعة في المعرض أن روبرت وتاجر ألماني آخر يدعى Markus Schaub عملا على شراء وبيع الكثير من الأنواع النادرة من الوزغ في معرض Terraristika في حزيران/يونيو. ويعد بيعها في أوروبا من الأمور غير القانونية.

ولم يستجب ألبرت عندما طُلب منه التعليق، أما Schaub الذى زعم أنه من المحافظين على البيئة نفى بيعه لهذه الأنواع النادرة، وكان الأخير حريصًا على الحديث في المعرض عندما سئل عما إذا كان لديه سحالي تمساحية شجرية، لكنه أوضح أن لديه هذا النوع وأنه حصل عليه من عميل آخر ويسعى إلى توصيله إلى عملاء آخرين.

وقدّم Schaub بطاقة العمل الخاصة به التي تضم البريد الإلكتروني لشريكهMaciej Oskroba وتابع "إذا كنت مهتمًا فقط أرسل لي بريدًا إلكترونيًا لأخبرك عما إذا كان العملاء لديهم النوع الذي تبحث عنه، وأتوقع الحصول على نوعين من السحالي التمساحية".

واعتُقل Oskroba وهو يحاول تهريب أكثر من 400 من الضفادع المحلية والسحالي والثعابين من كوستا رايس في العام المنصرم، وتم احتجازه بضعة أيام ثم ترحيله، ولفت قائد أمن مطار بنما "خلال عملي لمدة 20 عاما تعد هذه أكبر قضية إتجار في الأحياء البرية".

وأوضح خبراء دوليون في الزواحف أن بعض الأنواع لا يمكن تربيتها لبيعها في المعارض الدولية مثل نوع "earless monitor lizards"، وذكر Mark Auliya الرئيس المشارك لمجموعة IUCN المتخصصة في هذا النوع من السحالي "جميع العينات المتاحة خارج بورنيو تم الحصول عليها وجلبها بشكل غير قانوني، ويعد الأمر مجرد أموال إضافية بالنسبة لهؤلاء الذين يجمعون السحالي، حيث يحصلون على هامش ربح كبير".

ويرتفع سعر هذه الأنواع اعتمادا على ندرتها، وقالت منظمة IUCN أن من بين هذه الأنواع النادرة الضفادع والثعابين متعددة الألوان والتي تنزف في حالة تحركها على سطح خشن، ويعد نوع Lanthanotus من بين الأنواع النادرة التي يسعى التجار إلى الحصول عليها لما تتميز به من عيون زرقاء وآذان غير مرئية، وأشار البائعون إلى أن انخفاض سعر بير الزوج من 8000 يورو إلى 5000 يورو في بداية العام في أيلول/ سبتمبر  يدل على وجود زيادة في المعروض منها.

وأضاف أحد البائعين "اعتبرت هذه الحيوانات مثل الكأس المقدس لعدة سنوات حيث لم يكن أحد يعتقد بوجودها حقا، والأن بعد قيام بورنيو بتحطيم الموائل من أجل مزارع زيت النخيل يمكنك إيجاد هذه الأنواع  في حقول الأرز وفي كل قناة حيث يتدفق الماء من حقل إلى آخر، وكانت هذه الأنواع مكلفة في البداية ولكن لم يعد أحد يعرضها للبيع حاليا ولذلك من الأرخص تربيتها هنا".

وأضاف Mark Auliya  من منظمة IUCN والذي يعمل حاليا في مركز "هيلمهولتز" لأبحاث البيئة في لايبزيغ "يعد قول تجار السحالي بأنهم يحمون هذه الحيوانات المهددة بالانقراض بعد فقدان الموائل البرية مجرد هراء".

ويعترف تجار السحالي أن تربية الزواحف من أجل البيع لا تلتزم أحيانا بأي قواعد، ولفت أحد تجار الزواحف في لندن إلى أن " أخذ الأنواع من الحياة البرية أمر يثير الامتعاض حاليا، والأمر برمته يتعلق بتربية الأنواع في الأسر ولكن يجب عليك الحصول على دم جديد من أجل الجينات".

وقارن تاجر آخر هذه العملية بجمع الطوابع، موضحًا "نعلم أن هناك حيوانات تأتي إلى أوروبا من مصادر تعمل خارج القانون، ولدينا مشكلة عند تجارة الأنواع Cites species من دون أي ضوابط، فقط مجرد ورقة مكتوب عليها بخط اليد أنني مُربي وبعت لك الحيوان".

ولا تعتبر الزواحف أكثر الأنواع شعبية من الأنواع المحمية لكنها يمكن أن تلعب دورا حيويا في النظم الإيكولوجية، حيث تقوم الأنواع العشبية منها بدور في توزيع البذور وخصوصًا في الجزر، وتتغذى سحالي أخرى على القوارض والآفات الحشرية، كما تعمل الزواحف بمثابة مُلقحات للنباتات النادرة، وتلعب السحالي دورا في السلاسل الغذائية كمفترس وفريسة أيضا، وتؤثر إزالة السحالي بشدة على الحيوانات البرية الأخرى والنظم الإيكولوجية عمومًا.

وتتميز السحلية من نوع Rhino horn بحركتها البطيئة  فضلا عن وجود بطانة برتقالية اللون داخل فمها والتي تنكشف عند التهديد، ويعيش هذا النوع في غابات السحب في سريلانكا، ويحظر تصدير هذه الأنواع المهددة بالانقراض، ويتم تداول هذا النوع في أوروبا على الأقل في آب/أغسطس 2013 بحوالي 1200 يورو للزوج.

وتستوطن سحلية Borneo earless monitor lizard في ساراواك وغرب كاليمانتان في جزيرة بورنيو، ويعد هذا النوع من الأنواع النادرة، ويعرف القليل عن شكل هذه الأنواع التى ترتبط بالحفريات المنغولية التي تعود إلى 70 مليون عام، ويبلغ سعر هذه الزواحف 5000 يورو للزوج، وتعد من الأنواع المحمية في إندونيسيا، وتصل عقوبة سرقة هذه الأنواع إلى السجن لمدة 5 سنوات.

وتصنف منظمة IUCN السحلية التمساحية الشجرية في غواتيمالا باعتبارها من الأنواع المهددة بالانقراض حيث وجدت في أقل من 5 مواقع على ارتفاعات شاهقة، ويصل سعرها في السوق إلى 2800 يورو، ويتم الإتجار بهذا النوع في أوروبا منذ أيار/ مايو.

واكتشفت السحالي من نوع Psychedelic gecko في فيتنام في عام 2011 وبدأت التجارة به في سوق الزواحف في أوروبا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2013 بسعر حوالى 3500 يورو للزوج، ويستوطن هذا النوع في جزيرة Hon Khoai، ولم يتم منحه وضع الحماية حاليا وربما  يتم إدراجه في المؤتمر التالي.

ويصل سعر السحلية من نوع Ctenosaura defensor في التجارة الأوروبية إلى 1200 يورو للواحدة، وصنف هذا النوع باعتباره من الأنواع الحساسة من قبل منظمة IUCN بسبب فقدان الموائل في الغابات في المكسيك وبسبب تجارة السحالي، وتوقعت المنظمة انخفاض أعداد هذه الأنواع بنسبة 30% في غضون 10 سنوات.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجار الحياة البريّة يشاركون في أكبر معرض للزواحف في العالم تجار الحياة البريّة يشاركون في أكبر معرض للزواحف في العالم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya