لوبي البطيخ الأحمر يُهدد باستنزاف الثروة المائية في إقليم زاكورة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

طالب المواطنون بحقهم في الاستفادة من جرعة ماء

"لوبي" البطيخ الأحمر يُهدد باستنزاف الثروة المائية في إقليم زاكورة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"لوبي" البطيخ الأحمر
زاكورة – المغرب اليوم

دقَّ فاعلون حقوقيون "أطاك"، وحماة البيئة "جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة"، ومسؤولون حكوميون "الوزيرة السابقة شرفات أفيلال"، ناقوس الخطر من أجل المحافظة على الثروة المائية في إقليم زاكورة؛ كما كانت موضوع احتجاجات سكان المنطقة، التي انتهت باستعمال القوة ضدهم، واعتقال العشرات منهم وتقديمهم أمام العدالة.

ومما زاد الطين بلة هو ما أضحى يعرفه الإقليم من إقبال مهول للفلاحين المهتمين بزراعة البطيخ الأحمر، التي تستنزف كميات كبيرة من الماء، في الوقت الذي يطالب المواطنون بحقهم في الاستفادة من جرعة ماء، خاصة في فصل الصيف.

ولم تكن "أزمة" الثروة المائية بالإقليم المذكور شأنًا سياسيًا وحقوقيًا فقط، بل دخل على خط حمايتها خبراء الاقتصاد من جامعة القاضي عياض، لأن مشكلة هذه المادة الحيوية قائمة ومتواصلة منذ سنوات؛ الأمر الذي جعل الساكنة بتلك المناطق تعيش في جحيم، لا سيما في فصل الصيف.
 
"الدلاح" استنزاف للمياه

وأوضح إبراهيم منصوري والحسين بوزيل، باحثان في العلوم الاقتصادية بجامعة القاضي عياض، في مقالة علمية، أن إنتاج البطيخ الأحمر في المناطق المغربية شبه الجافة لا يمكن أن يعتبر قرارا عقلانيا.

وتسلح الباحثان بالنظريات العلمية في مجال علم الاقتصاد للدفع بتهافت قرار فتح المجال أمام ما نعتاه بـ"جشع" لوبيات البطيخ الأحمر بإقليم زاكورة. فبالاستناد إلى الاقتصاد الجُزْئي، ترتبط دالة إنتاج البطيخ الأحمر بعوامل ثلاثة، هي: الأرض (التربة) والعمل والرأسمال، أي الأدوات التقنية للإنتاج، يوضح

الباحثان منصوري وبوزيل، قبل أن يستدركا قائلين، "لكن دالّة إنتاج الدّلاح في المغرب لها خصوصيات أخرى، لا يجب التغاضي عنها، لأنها ترتبط بالاستغلال المفرط للمياه بدعم حكومي؛ إلى جانب المواد الكيماوية التي تستعمل لتكبير حجم المنتوج، وجعله ينمو وينضج في وقت قياسي من أجل ولوج الأسواق قبل حلول فصل الصيف؛ على حساب صحة المواطن وعافيته".

وبذلك فمردودية "الدلاح" تصبح تزايدية بعد ما كانت تناقصية فيما مضى من الزمان، بمعنى أنه إذا ضاعف الفلّاح عوامل الإنتاج الثابتة بمعامل k، فإن الإنتاج، عكس ما يحدث حالياً، يضرب في معامل أصغر من k.

إن تزايدية مردودية هذه الفاكهة في الوقت الحالي مردُّهَا التجهيز الأمثل للضيعات بدعم من التمويل الحكومي، فأصبحت تستفيد من السقي بشكل أفضل، إلى جانب المردودية المرتبطة بالخاصيات الإيجابية للتربة المحلية.

وأضاف الباحثان "وبما أن تزايدية مردودية البطيخ الأحمر تؤدي إلى انخفاض أسعار الفاكهة، وبالتالي تحسن تنافسيتها في الأسواق؛ فإن لوبيات "الدّلّاح"، تجني أرباحا مهمة، من خلال الزيادة في الكميات المُروّجة، عوض الاعتماد على الأسعار المرتفعة.

إن مردودية هذه الفاكهة التي تنضح ماءً مَعِيناً لن تطول على المديين المتوسط والطويل، طالما أن الاستغلال المفرط للمياه الشحيحة أصلاً، سيفرز في الآتي من الزمان واقعا جديداً، لن ينمو فيه زرع ولا شجر، وسيحرم الأجيال القادمة مما تروي به عطشها، على حد قول منصوري وبوزيل.
 
الماء حق للأجيال المُقبلة

إن إنتاج السنة الفلاحية 2018-2019 من البطيخ الأحمر عرف تطورا كيفياً ونوعياً هاما، ولكن على حساب استغلال بشع للمياه الجوفية، سيجعل الأجيال القادمة تعاني، لا محالة، عطشا مهولا.

وخلص الباحثان إلى أن "الأجيال القادمة بهذه المنطقة القاحلة هي التي ستتحمل عبء شح الموارد المائية، الذي تسبب فيه أسلافها، ببيعهم موارد مائية غير متجددة لإنتاج فاكهة توجه نحو الأسواق بالمغرب والقارة العجوز"، وهو ما يعني أن "المملكة بتسويقها للبطيخ الأحمر، فإنها بذلك تبيع مواردها المائية النادرة لمن يتوفرون على كميات أوفر منها".

ولجأ منصوري وبوزيل إلى لغة الإحصاء للتوضيح، مشيرين إلى أن "التقديرات المتداولة تشير إلى أن المساحات المغروسة من البطيخ الأحمر بإقليم زاكورة بمنطقة' 'الفايجة''، خلال الموسم الفلاحي 2018-2019، تصل إلى ما يربو 18 ألف هكتار (60 مليون نبتة بطيخ أحمر)، وبعمق حفر تبلغ 400 متر للوصول إلى المياه الجوفية".

ودعا الباحثان صانعي القرار بالمغرب إلى وقف إنتاج "الدّلّاح"، خاصة في المناطق ذات الموارد المائية الشحيحة، كما نبها إلى أن أشجار الكاليبتوس (Caliptus) يفوق نهمها للمياه شراهة البطيخ الأحمر، حسب تعبيرهما. 

وقد يهمك أيضاً :

نسبة ملوحة المياه في البحرين تتفاوت بسبب اللجوء للمياه الجوفية

طرق صحية لتجفيف الفواكه تغنيك عن تلك المصنعة خارج المنزل

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوبي البطيخ الأحمر يُهدد باستنزاف الثروة المائية في إقليم زاكورة لوبي البطيخ الأحمر يُهدد باستنزاف الثروة المائية في إقليم زاكورة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya