ابتكار نظام غذائي خيالي جديد يُمكنه أن يُنقذ كوكب الأرض
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بَلَغَ الإفناء البيولوجي 60 في المائة مِن الحياة البريّة

ابتكار نظام غذائي خيالي جديد يُمكنه أن يُنقذ كوكب الأرض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ابتكار نظام غذائي خيالي جديد يُمكنه أن يُنقذ كوكب الأرض

نظام غذائي خيالي
واشنطن - يوسف مكي

بلغ المعدّل المرعب للإفناء البيولوجي الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع 60٪ من الحياة البرية للحيوانات الفقارية على الأرض منذ العام 1970 والذي يحركه في الأساس صناعة الأغذية، وتمثل الزراعة وصيد الأسماك الأسباب الرئيسية لانهيار النظم الإيكولوجية البحرية والبرية على السواء. اللحوم التي يستهلكها الأغنياء بكميات أكبر من الفقراء، هي السبب الأقوى في كل شيء. قد نهز رؤوسنا في حالة رعب من إزالة الغابات وتصريف الأراضي الرطبة وذبح الحيوانات المفترسة وقتل أسماك القرش والسلاحف بواسطة أساطيل صيد الأسماك، لكن يتم ذلك بناء على طلبنا.

ويكشف تقرير "الغارديان" الأخير الصادر من الأرجنتين، أن الغابات الضخمة في غران تشاكو تتجه نحو الإبادة إذ يتم استبدالها بزراعة مساحات من الفول الصويا، والتي تستخدمه تقريبا لإنتاج علف الحيوانات، وبخاصة في أوروبا. مع وجود جايير بولسونارو في السلطة في البرازيل، من المرجح أن تتسارع عملية إزالة الغابات في منطقة الأمازون، ومعظمها مدفوع من قبل لوبي اللحم البقري الذي ساعده على الوصول إلى السلطة، كما يتم قطع وحرق الغابات الكبرى في إندونيسيا، مثل تلك الموجودة في بابوا الغربية، لإنتاج زيت النخيل بسرعة مدمرة.
وأهم عمل بيئي يمكننا القيام به هو تقليل مساحة الأرض والبحر التي تستخدم في الزراعة وصيد الأسماك. وهذا يعني، قبل، التحول إلى نظام غذائي نباتي: حيث يظهر بحث منشور في مجلة ساينس العلمية أن التخلص من المنتجات الحيوانية سيقلل من المتطلبات العالمية للأراضي الزراعية بنسبة 76٪، كما سيتيح لنا فرصة عادلة لإطعام العالم.
نفس الإجراء ضروري لمنع الانهيار المناخي. ولأن الحكومات التي تنحني لمطالب رأس المال، قد تركته في وقت متأخر، فمن المستحيل تقريبا أن نرى كيف يمكننا وقف أكثر من 1.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي دون سحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك على نطاق واسع هي السماح للأشجار بالعودة إلى الأراضي التي أزيلت أشجارها، لكن هل يمكن أن نتجاوز حتى النظام الغذائي النباتي؟ هل يمكننا تجاوز الزراعة نفسها؟ ماذا لو، بدلا من إنتاج الغذاء من التربة، كان علينا إنتاجه من الهواء؟ ماذا لو، بدلا من استنادنا إلى التغذية في التمثيل الضوئي، كان علينا استخدام الكهرباء لتغذية عملية تحول ضوء الشمس إلى طعام وأكثر كفاءة بمقدار 10 مرات؟

يبدو هذا مثل الخيال العلمي، لكنه يقترب بالفعل من التسويق. خلال العام الماضي، أنتجت مجموعة من الباحثين الفنلنديين طعاما دون حيوانات أو نباتات، ومكوناته الوحيدة هي بكتيريا أكسدة الهيدروجين، والكهرباء من الألواح الشمسية، وكمية صغيرة من الماء، وثاني أكسيد الكربون المسحوب من الهواء، والنيتروجين، وكميات ضئيلة من المعادن مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والزنك. الغذاء الذي أنتجتوه من 50٪ إلى 60٪ من البروتين. الباقي كان كربوهيدرات ودهون. لقد بدأت شركة (Solar Foods) التي تسعى إلى افتتاح أول مصنع لها في عام 2021. وتم اختياره هذا الأسبوع كمشروع تحتضنه وكالة الفضاء الأوروبية.
يستخدم العلماء الكهرباء من الألواح الشمسية لتحلل المياه، وإنتاج الهيدروجين الذي يغذي البكتيريا التي تعيدها إلى الماء. خلافا لغيرها من أشكال البروتين الجرثومي (مثل Quorn)، فإنه لا يتطلب مواد خام من الكربوهيدرات وبعبارة أخرى، أي نباتات.
ربما تشعر بالرعب من هذا الاحتمال. بالتأكيد، لكن لا يوجد شيء جميل في ذلك. سيكون من الصعب تناول طعام من البكتيريا التي تعيش على الهيدروجين. لكن هذا جزء من المشكلة. لقد سمحنا للجمالية الأسطورية بتعميتنا عن الحقائق القبيحة للزراعة الصناعية. فقد تم غرسها مع صورة من الزراعة التي تبدأ في مرحلة الطفولة نحو نصف الكتب للأطفال الصغار جدا تحتوي على مزارع مع بقرة واحدة، حصان واحد، خنزير واحد ودجاج واحد، والذين يعيشون في تناغم ريفي، نحن فشلنا في رؤية القسوة الكبيره في تربية الحيوانات على نطاق واسع.. وفشلنا في فهم الفناء الكامل للأراضي والمطلوب لإطعامنا. وتضرر البيئة والأراضي الناجم عن المبيدات الحشرية. جفاف الأنهار. فقدان التربة وتقليل التنوع الرائع للحياة على الأرض وتحويله إلى نفايات رمادية.
من المرجح أن يستخدم المركب الذي أنتجه الباحثون الفنلنديون من الهواء والماء والكهرباء كمكون ضخم في الأغذية المجهزة. لكن (رغم أن هذا يتجاوز الخطط الحالية للشركة)، فهل هناك أي سبب يمنع، بعد إدخال تعديلات على العملية، من البدء في استخدام البروتينات لصنع اللحوم المستزرعة، أو الزيوت التي يمكن أن تجعل زراعات النخيل زائدة عن الحاجة؟ هل هناك أي سبب يمنعها في النهاية من استبدال الكثير مما نأكله؟
ووفقا لتقديرات الباحثين هناك حاجة إلى أقل من 20 ألف مرة من الأرض لإنشاء مصانعهم وهو أقل من ما هو مطلوب لإنتاج نفس الكمية من الطعام عن طريق زراعة فول الصويا. إن زراعة جميع البروتينات التي يأكلها العالم الآن باستخدام تقنياتهم تتطلب مساحة أصغر من ولاية أوهايو. وأفضل الأماكن للقيام بذلك هي الصحاري، حيث الطاقة الشمسية هي الأكثر وفرة، لكن هل يمكن استخدام تقنية مشابهة لإنتاج السليلوز والجنين، وهناك الكثير من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها، والكثير من العقبات والقيود المحتملة، لكن فكر في الاحتمالات، فالسلع الزراعية، التي تستخدم حاليا تقريبا كل مساحة الأرض الخصبة للأرض، يمكن تقلصها إلى بضعة جيوب صغيرة من الأراضي غير الخصبة، فتصبح إمكانات استعادة البيئة أمرا مذهلا وتصبح إمكانات إطعام العالم شيئا مذهلا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتكار نظام غذائي خيالي جديد يُمكنه أن يُنقذ كوكب الأرض ابتكار نظام غذائي خيالي جديد يُمكنه أن يُنقذ كوكب الأرض



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya