دبي تُقدِّم إلى العالم نموذجًا لاحتواء أزمة تغيّر المُناخ الكارثية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تصل درجة الحرارة فيها إلى 48 مع الكثير مِن الرطوبة

دبي تُقدِّم إلى العالم نموذجًا لاحتواء أزمة تغيّر المُناخ الكارثية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دبي تُقدِّم إلى العالم نموذجًا لاحتواء أزمة تغيّر المُناخ الكارثية

نموذجًا لاحتواء أزمة تغيّر المُناخ الكارثية
دبي ـ سعيد المهيري

أصبح هذا العام واضحا أكثر من أي وقت مضى إذ إن تغير المناخ أصبح حقيقيا للغاية، ونحن نشهد بالفعل التأثيرات الناجمة عن هذا التغير.

وصدر تقرير جديد عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، يوضح كيف سيؤدي ارتفاع درجة حرارة العالم نصف درجة فقط إلى تأثيرات كارثية وخيمة، وأشار الصحافي كيفن لوريا من موقع "بيزنس إنسايدر" إلى أن نصف درجة سيجعل المناطق المعرضة للجفاف أكثر عرضة للإصابة بالجفاف الشديد، كما أن المناطق المعرضة لموجات حرارة أو أعاصير شديدة ستزيد كوارثها أيضًا. هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى هجرة ضخمة لآلاف السكان والانقراض الجماعي للحيوانات، باختصار، سوف يصبح المناخ أقل قابلية للعيش فيه، وبخاصة في الأماكن المعرضة بالفعل لارتفاع درجات الحرارة.

وأوضح كيفن أنه خلال إقامته الشهر الماضي في دبي أدرك أن المناخ القاسي للمدينة كان أشبه لما تخيله من آثار شديدة لتغير المناخ، وخلال فصل الصيف الطويل في دبي، الممتد من منتصف إبريل/ نيسان حتى أكتوبر/ تشرين الأول، تصبح درجات الحرارة لا تُطاق إذا كنت في الخارج لأكثر من بضع دقائق، حيث تتراوح درجات الحرارة من 41 إلى 48 درجة مئوية، مع الكثير من الرطوبة.

وكشف التقرير عن طرق تكيف المدينة مع هذا المناخ، وذلك من خلال انتشار المساحات المترابطة التي يتم التحكم في المناخ داخلها، مثل تلك الأبنية المتصلة المكونة من أكثر من 65 مركزا تجاريا، ومبانٍ سكنية ومكاتب مزودة بمدن داخلية كاملة متصلة، ومترو أنفاق، ومواقف سيارات داخلية، وبالنسبة إلى بعض أصحاب المراكز الاجتماعية من الإماراتيين الأصليين والمغتربين الأثرياء الذين يعملون في وظائف راقية، فيمكن للمرء منهم أن يمضي أياما أو أسابيع كاملة خلال فصل الصيف دون أن يخرج للشارع، حيث يذهب من شقة مكيفة الهواء في ناطحة سحاب سكنية إلى موقف للسيارات، ومن الموقف الداخلي، يتوجه إلى الطابق العلوي حيث المكتب.

أقرأ أيضاً : توقعات بحدوث كارثة مناخية في جزيرة "غرينلاند" مع تسارع عملية ذوبان الجليد

وإذا كنت بحاجة إلى تسوق البقالة أو شراء هدية، فمن المحتمل أن تكون متاجر البيع بالتجزئة أو محلات البقالة أو مجمع تجارة كامل ملحق بمبنى مكتبك أو مبنى سكني، وإذا كنت ترغب في قضاء يوم عطلة مع عائلتك، أو شرب القهوة مع زميل لك، أو الاستمتاع بعشاء في الهواء الطلق أو مشاهدة فيلم، فمن المحتمل أن تقوم بذلك في دبي مول، حيث يتيح لك مئات من المطاعم، والسينما، وفندق فخم، وحلبة للتزلج على الجليد، ومتنزه ترفيهي. أو ربما ستزور واحدة من عشرات العشرات المولات الأخرى في دبي والتي تتمتع بمرافق مشابهة لا يتضح فيها الخط الفاصل بين المركز التجاري والمدينة.

في هذه الأثناء، بالنسبة إلى مئات الآلاف من العمال المهاجرين في دبي غير المحظوظين بما يكفي ليعيشوا في مجمعات ضخمة مكيفة الهواء، يمكن أن تكون دبي جحيما خلال الصيف تماما كما قد يكون المناخ بالنسبة إلى الدول النامية الأكثر تضررا من آثار تغير المناخ.

وتتفوق دبي في محاكاة الهواء الطلق بالداخل، ذلك أن مشروعها العملاق المقبل مكرس لهذا الغرض، فتم بناء ساحة دبي، التي من المقرر أن تصبح أكبر مركز تسوق في العالم، حيث تحول الشارع المكون من أربع حارات إلى ساحة ومركز ترفيهي للحفلات الموسيقية والعروض المسرحية، كما سيكون لديها حتى أكبر حي صيني في الشرق الأوسط.

وكتب جاستين توماس، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في جامعة زايد بمجلة "ذا ناشيونال" عام 2014، تقريرا قال فيه: "يعد المركز التجاري في الإمارات مجرد مساحة اجتماعية، وليس مجرد مكان للتسوق، حيث يمكن أن تنتقل ثلاثة أجيال من نفس العائلة في نزهة مسائية، والمركز هو مكان أيضا يلتقي فيه قراء أبو ظبي (نادي الكتاب) لمناقشة الأعمال الأدبية".

وأضاف: "عندما لا تستطيع الانتظار في الأماكن الاجتماعية بالخارج، سواء كان ذلك بسبب المناخ الشديد أو التلوث، ستجد أماكن داخلية للقيام بذلك".

وتابع "إذا كنت سأخمن كيف سيتجه عالمنا الاستهلاكي إلى الحدث الذي لا يستطيع فيه العالم القيام به معاً بشأن تغير المناخ، فإنني سأقول إنه سيفعل مثل دبي".

وسيتعين على دبي، من جانبها، الحفاظ على التكيف مع مناخها القاسي، وأشارت وكالة أبوظبي في تقرير العام الماضي إلى أنه في ظل أشد سيناريوهات تغير المناخ، ستكون جميع مناطق دبي تقريبا تحت الماء بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.

قد يهمك أيضاً :

بيانات تكشف أن الأربعة أعوام الماضية كانت الأكثر ارتفاعاً في درجات الحرارة

المغرب والسويد يتصدران قائمة مؤشر "التغير المناخي"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبي تُقدِّم إلى العالم نموذجًا لاحتواء أزمة تغيّر المُناخ الكارثية دبي تُقدِّم إلى العالم نموذجًا لاحتواء أزمة تغيّر المُناخ الكارثية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة

GMT 17:22 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

احصلى على أسنان ناصعة البياض فى المنزل

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 23:33 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موعد الكشف عن "بوجاتي تشيرون سوبر سبورت" الجديدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya