جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مراكز لمساعدة الثروات الفكرية العالمية والحفاظ عليها

جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين

ريم دوكماك وهي مدرسة للغة الإنجليزية
لندن - سليم كرم

تحاول جامعات بريطانية استقطاب أكاديميين سوريين ممن غادروا بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك، وتروي ريم دوكماك وهي مدرسة للغة الإنجليزية في جامعة "البعث" في مدينة حمص تجربتها في بريطانيا.
وأفادت دوكماك: "من الجميل العيش بهدوء، بتوافر الماء والكهرباء والتدفئة، وفي مكان لا يتأخر فيه الباص أو حتى لا يأتي بسبب القتال الدائر على الطرق، أو بسبب كثرة الحواجز ، وفي مكان يستطيع فيه الإنسان التركيز على الدراسة والعمل بدل ترقب صوت إطلاق النار".

جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين

وتسير ريم في حرم جامعة "وارويك" في خريف هادئ وتقارنه بحرم جامعة "البعث" الضخمة، حيث يصلها صوت إطلاق النار دون أن تعرف من أين، أو صوت القصف الذي يهز الأرض دون أن تعرف مكانًا للاختباء.
واستطاعت دوكماك أن تحصل على شهادة الماجستير من جامعة "وارويك" عام 2007، وعادت قبل عامين للحصول على شهادة الدكتوراه حيث لم تستطع احتمال الوضع في حمص، مضيفة: "كانت سورية بلدًا آمنًا، كنا نسمع ونتابع القصف في العراق وفلسطين، ولكننا لم نعرف ماذا يعني ذلك إلا عندما أصبح القتال جزءًا من حياتنا اليومية".
وبدأت ريم بحثها للخروج من سورية حتى وجدت "كارا" وهو مجلس لحماية الأكاديميين من الخطر أنشئ عام 1933 في بريطانيا لتوفير ملجأ للأكاديميين الذين فروا من ألمانيا النازية، ومنذ ذلك الحين وهي تساعد الأكاديميين من جميع أنحاء العالم، مدفوعة بالرغبة الإنسانية للتخفيف من معاناتهم وللمحافظة على العقول والدفاع عن التعليم.

ويعمل مركز "كارا" مع 110 جامعات في مختلف أنحاء بريطانيا ويساعد 140 شخصًا وتوفر لهم المأوى وتكاليف المعيشة وتسهل الحصول على تأشيرة دخول بريطانيا.
وتستهدف المؤسسة بالأساس الأكاديميين الذين يحاولون الحصول على شهادة الدكتوراه أو أبحاث ما بعد الدكتوراه، وتساعد الكثير من الجامعات البريطانية في التنازل عن رسومها وتوفير جزء من تكاليف المعيشة للطلبة الدوليين.
ويوضح المدير التنفيذي لـ "كارا" ستيفن وردوزورث، أنهم يكرسون أنفسهم لمساعدة الأكاديميين حول العالم، ويعتبرون التعليم العالي عملًا عالميًا، يشترك الجميع في مسؤولية حمايته، والحفاظ على الثروات الفكرية العالمية، بدل أن ينتهي بحملة الشهادات ترك تعليمهم وشهاداتهم والعمل بمهن أخرى.

جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين

وتعتبر عملية الحصول على فيزا للأكاديميين السورين صعبة جدًا، وخصوصًا في هذه الفترة كما يقول القائمون على "كارا"، لكن المؤسسة تتعاون مع مؤسسات أخرى مثل مجلس التفاهم العربي البريطاني "كابو" لتأمين تأشيرات الدخول.
ويذكر أن الجامعات والمؤسسات البريطانية تقدم منحًا للطلبة الدوليين، وخصوصًا من الشرق الأوسط بشرط العودة إلى بلدانهم للمساهمة في تنميتها، ولكن في بيئة متهاوية كسورية سيكون الأمر صعبًا، حيث أن العديد من الجامعات خارج دمشق توقفت عن العمل، من ضمنها جامعات أصبحت مبانيها غير صالحة للاستخدام.
وتبيّن تجربة عمل "كارا" مع أكاديميين عراقيين، لجئوا إلى بريطانيا خلال الحرب، وعادوا إلى بلادهم بعد انتهائها ليساهموا في إعادة بناء بلدهم، ولكن للأسف كان الموضوع أصعب وبالذات عند سيطرة "داعش" على قسم من البلاد من ضمنها مدينة الموصل التي تعتبر مركزًا تعليميًا.

وتمكن مقاتلو "داعش" من اعتقال وقتل وتعذيب العديد من الأكاديميين العراقيين، ففي الشهر الماضي فقط أعدموا ثلاثة أكاديميين، وفي آب / أغسطس قتل "داعش" عالم الآثار المعروف خالد الأسد وعلق جثته في الساحة الرئيسية لمدينة تدمر الأثرية بعد أن رفض الكشف عن أمكان حفظ القطع الأثرية.
وتساهم بعض المنظمات الدولية كلجنة حماية الصحافيين و"مراسلون بلا حدود" في مساعدة الإعلاميين السوريين الذين يحاولون الفرار من الحرب، وتقدم لهم منحًا للحصول على درجة الماجستير من بريطانيا.
ويأمل الأكاديميون السوريون بالعودة إلى بلادهم، حيث يشدهم دائمًا الحنين إليها ولأهلهم ولأصدقائهم، وتحاول ريم دراسة الدراما كوسيلة لتساعد الأطفال اللاجئين لتعلم الإنجليزية، وفي زيارة لها لواحد من خيمات اللجوء السورية في تركيا، سرت عند لقائها بطلاب لها من جامعة "حمص"، ولكنها في الوقت ذاته حزنت للظروف التي أدت بهم إلى العيش في مخيمات للجوء.
وتطمح ريم والتي ستنتهي من الدكتوراه بحلول نهاية العام المقبل، في أن تقدم المزيد للاجئين السوريين، وتشعر بالامتنان للفرصة التي أعطيت لها، ولكنها ترى اختلافًا كبيرًا بين بلادها وبريطانيا، وبالرغم من أنها تحاول أن لا تتذمر لكنها تشتكي دائمًا من اعتماد الناس على السندوتشات الباردة بدل الطبخ في المنزل، تحاول أيضًا أن لا تفكر في المستقبل، وخصوصًا أنها تود العودة إلى وطنها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين جامعات بريطانية توفر طوق النجاة للأكاديميين السوريين اللاجئين



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya