إنتخب الإتحاد الوطني للطلاب أول رئيسة مسلمة من السود بعد مسابقة متوترة حيث أطاحت ماليا بواتيا بالرئيس السابقة للاتحاد ميغان دان، ووقفت بواتيا وهى طالبة يسارية في جامعة برمنغهام وكانت موظفة سابقة في إتحاد الطلاب العامين الماضيين على منصة شعبية راديكالية وعارضت إستراتيجية الحكومة في مكافحة التطرف وتعهدت بإعادة تشغيل النشاط التقليدي للإتحاد الوطني للطلاب.
وأوضحت بواتيا في حديثها إلى "الغارديان" بعد إنتصارها أن النصر كان مشجعًا، مضيفةً, " التنافس ضد الزعيم الحالي للإتحاد أمر صعب وأعتقد أنها حدثت مرة واحدة من قبل في تاريخ الإتحاد، وأعتقد أن البيان كان قوي وخاصة باعتباري أول إمرأة مسلمة ملونة ترأس الاتحاد"، وتعد بواتيا الرئيسة الجديدة للإتحاد شخصية مثيرة للجدل بين الطلاب حيث برزت مكانتها في الصحافة الوطنية بعد أن تحدثت ضد حركة الإتحاد لإدانة داعش ودعم القوات الكردية في قتالها ضدها، كما أعربت عن عدم ثقتها في التدخل العسكري الأميركي، وفشلت الحركة وبيّنت بواتيا أنها إعترضت على الصياغة، وأصدرت بيان أعربت فيه عن تضامنها مع الأكراد ضد داعش وإدانة الأعمال الوحشية للتنظيم.
وأضافت بواتيا, "نحن ندرك أن إدانة داعش أصبحت مبرر للحرب والخوف السافر من الإسلام، وأدى هذا الخطاب إلى تفاقم القضية وتحول الأمر في جوهره إلى الهجوم على الفئات التي نهدف للدفاع عنها"، وبرز خبر فشل الإتحاد في تمرير قرار إدانة داعش عبر وسائل الإعلام الوطنية، وتتمنى بواتيا أن توضع الخلافات الماضية جانبًا باعتبارها رئيسية للاتحاد، لكنها تعتقد أن الطريقة التي تعرضت من خلالها للنقد دعمت لديها الحافز من أجل الوصول إلى رئاسة الاتحاد.
وأضافت بواتيا, "عندما شعرت بالهجوم إحتشد الناس حولي وكان هناك قدر لا يصدق من التشجيع ولاسيما من الطلاب السود، والآن يضم الإتحاد تنفيذيين متنوعين"، وفي خطابها الإنتخابي تحدثت بواتيا عن إجبارها على الفرار من الحرب الأهلية في الجزائر عندما كان عمرها 7 سنوات بعد أن تعرضت هي وزملائها إلى وابل من النيران في المدرسة الابتدائية، واستُهدف والدها بقنبلة في محاضراته المسرحية، وأضافت, "لم يكن الخوف من الرصاص والقنابل ولكن الخوف على تعليمنا الذي قادهم لترك كل شئ ورائهم، لقد علموني أن التعليم هو مفتاح التحرر، وأنه سيمنحني القوة لتغيير العالم".
وأشارت بواتيا إلى أنها تريد أن يذهب الإتحاد الوطني للطلاب لما هو أبعد من قضايا الطلاب بما في ذلك معالجة تقليص الحكومة وأزمة اللاجئين، وتابعت, "هذا المؤتمر ليس عن الاتحاد الوطني للطلاب لكنه يجب أن يكون عن مجتمعنا ودو حركتنا في ذلك، وربما لا يحبني ديفيد كاميرون أنا أو حركتي ولكن عندما نصبح أقوياء سيكون مضطر لسماعنا".
وكتب أكثر من 50 من رؤساء الجمعيات اليهودية في الجامعات من جميع أنحاء العالم خطاب مفتوح إلى بواتيا باعتبارها ناشطة معادية للصهيونية طالبين منها توضيح موقفها من معاداة السامية، بما في ذلك تعليقات على مقال لها يصف جامعة برمنغهام بمجتمعها اليهودي الكبير باعتبارها موقع استيطاني صهيوني في التعليم العالي البريطاني، ونفت بواتيا في ردها أن يكون لديها أي مشكلات مع المجتمعات اليهودية في الحرم الجامعي، مضيفة, "أحتفل مع الطلاب من كل الخلفيات وأمنحهم الفرصة للتعبير عن خلفياتهم ودينهم بشكل علني إيجابي وسوف أستمر في فعل ذلك".
وأشارت بواتيا إلى أنها انتقدت مركز أبحاث مؤيد إلى إسرائيل وهو جمعية هنري جاكسون، لكنها أضافت أنها لم تربط نقدها للمركز بالشعب اليهودي ولكن تحديدًا ارتبط بمنظمة غير يهودية، وبينت بواتيا " أعرف أن الكثير منكم شاهد اسمي يتعرض للتشويه في وسائل الاعلام اليمينية، وربما يظنون أني إرهابية وأن سياستي تقودها الكراهية، ولكني أعلم جيدًا ثمن الإرهاب وعواقب العنف والقمع، لقد شاهدت بلدة تتمزق بسبب الإرهاب وتم إجبارها على النفي، أن أعلم جيدًا الأضرار التي تسببها العنصرية والاضطهاد وأتصدى لذلك يوميًا وسوف أستمر في التصدي له بكل أشكاله".
وأصدر إتحاد الطلبة اليهود (UJS) بيان بعد انتخاب بواتيا معربًا عن أمله في أن تكون العلاقة معها إيجابية إلا أن العديد من الطلاب اليهود لا يزالوا قلقين، وجاء في البيان "ما زال هناك طلاب يهود غير راضيين عن رد بواتيا بشأن مخاوف الطلاب اليهود على مدى الأسابيع القليلة الماضية، والأن بعد معرفة نتيجة الإنتخابات لا زالت هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة".
وأخبرت بواتيا الغارديان أنها تأمل في لقاء منتقديها الأسابيع المقبلة، مضيفة " دائمًا أركز على كيفية المضي قدمًا لتعبئة الطلاب، وأحد أهم الخطوات هي مقابلة الجميع والتحدث عن مخاوفهم لرأب الانقسامات وتولي مسؤولية القضايا لبناء إتحاد قوي"، ودعمت اتحاد الطلاب اليهود تمرير الحركة في المؤتمر في وقت سابق صباح الأربعاء وتعهدوا ببذل المزيد من الجهد لمواجهة معاداة السامية في الحرم الجامعي.
وأعرب النائب العمالي ويس ستريتينغ عن مخاوفه من أن تعيق اتجاهات بواتيا الراديكالية اليسارية الاتحاد، مضيفًا " أناضل من أجل رؤية قدرتها وقدرة التنفيذيين في الاتحاد والذين يمثلون الطلاب السائدين في جميع أنحاء البلاد، إنها هدية للمحافظين الذين يسمحون باستمرار تهميش رأي الطلاب ، ونحن في حالة للنضال بشأن قضايا مثل الفائدة على القروض الطلابية والتخفيضات على المنح الدراسية".
واقترح مجموعة من الطلاب في جامعة كامبريدج إجراء الاستفتاء بشأن تبعية الاتحاد مع الجامعة على خلفية انتخاب بواتيا، وذكر الطالب جاك ماي " يجب إعاء طلاب كامبريدج فرصة ليقرروا ما إذا كانوا يريدون أن يكون جزء من الثقافة والإدارة السامة للاتحاد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر