لندن - سليم كرم
تزداد المخاوف بشأن أثر اعتماد الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على سلامتهم، بعد أن كشفت إحدى الدراسات أن واحدا من خمسة أطفال يستيقظ كل ليلة تقريبا إما لقراءة أو إرسال الرسائل.
وأجريت الدراسة على طلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء ويلز، على أكثر من 400 طالب تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا، و400 طالب آخرين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا بهدف معرفة توقيت وأنماط نومهم.
وعند سؤال الطلاب عن عدد مرات استيقاظهم ليلا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كشف 22% ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا، و23% ممن تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا، أنهم يستيقظون دائما تقريبا، بينما أوضحت نسبة 14% من الفئة الأصغر سنا و15% من الفئة الأكبر أنهم يستيقظون مرتين على الأقل في الأسبوع.
وتطرقت الدراسة إلى أوقات النوم أيضا، ووجدت أن عددًا كبيرًا من الطلاب يذهبون إلى الفراش في منتصف الليل أو في وقت لاحق في أيام الدراسة، حيث كشف 17% من الفئة الأصغر سنا و28% من الفئة الأكبر أنهم يذهبون إلى الفراش في منتصف الليل أو بعد ذلك، كما أوضح 6% من الفئة الأصغر سنا و8% من الفئة الأكبر أنهم يذهبون إلى الفراش بعد الساعة الواحدة صباحا.
وأشارت إلى أن اضطراب النوم الناتج عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الليل ربما يحدث تأثيرا أكبر من التعب في اليوم التالي بشكل أكبر من عدد الساعات التي يقضيها الطفل في السرير، ووجدت الدراسة أن أكثر من نصف الذين يستيقظون بشكل دائم ليلا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي يشعرون بالتعب عند ذهابهم إلى المدرسة، بما في ذلك 32% من الفئة الأصغر سنا و39% من الفئة الأكبر.
وجاءت الدراسة التي أجراها باحثون في معهد "ويلز" للبحوث الاجتماعية والاقتصادية، بعد أيام من الورقة العلمية التي نشرتها جامعة "غلاسكو"، وحذرت من أن استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعية ليلا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.
وكشفت الدراسة الاسكتلندية أن الأطفال الصغار في عمر 11 عامًا يستخدمون مواقع "فيسبوك" و"تويتر" بشكل كبير، ويستخدم بعض الطلاب أكثر من جهاز لفتح عدة مواقع معا في نفس الوقت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، كما وجدت الدراسة أثرا متناميًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على جودة النوم والتحصيل الدراسي بين الأطفال وخصوصًا الفئة الأكبر سنا.
وذكر الدكتور بول كيلي وهو مدير مدرسة سابق ويعمل حاليا في معهد علم الأعصاب التابع لجامعة "أكسفورد" في مهرجان العلوم البريطاني، أنه يجب إعادة النظر في توقيت بداية اليوم الدراسي مع تأخيره حوالي ثلاث ساعات لمعالجة حرمان الطلاب من النوم، إلا أن الورقة العلمية المقدمة في المؤتمر السنوي للجمعية البريطانية للبحوث التربوية يوم الأربعاء عارضت تأخير موعد بدء اليوم الدراسي.
وبيّنت الورقة العلمية أن "وجود روتين صباحي منتظم يساعد المراهقين على التركيز والاستمتاع بالتعلم، الأمر الذي يمكن تقويضه في حالة حدوث تغييرات في موعد بدء اليوم الدراسي".
ولفت أحد معدي الدراسة الدكتور كيمبرلي هورتون، إلى أن " يعتبر وجود مواعيد منتظمة للاستيقاظ واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الليل من الأشياء المهمة في تحديد ما إذا كان الشاب دائما متعبا أثناء اليوم بشكل أكبر من الوقت الذي يذهب فيه إلى الفراش، وكذلك عدد الساعات التي يقضيها في السرير في وقت اليوم المنتظم".
وتابع هورتون "من المهم تشجيع المراهقين على عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليلا، لأنه من الصعب تعويض اضطراب النوم الذي يحدث ليلا بواسطة إطالة عدد ساعات النوم أو الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر