لندن - سليم كرم
يستعد خريجو المدارس إلى المرحلة المقبلة سواء في التعليم أو التدريب بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة الخميس الماضي، وفي العامين الماضيين زاد عدد الطلاب الذين اتجهوا إلى التلمذة الحرفية، وفي العام الأكاديمي 2014/2015 زاد عدد الطلاب تحت عمر 19 عاما الذين اتجهوا إلى التلمذة الحرفية بنسبة 5.1% في العام الماضي، بينما زاد العدد في عامي 2013/2014 بنسبة 4.6%، إلا أن ربع الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم فقط لديها متدربين، وربما يرجع ذلك إلى التكلفة المحتملة مع عدم وجود ما يكفي من الوضوح وفقا لتقرير من منظمة Federation of Small Businesses (FSB)، وهناك حوالي مليون متدرب في الشركات البريطانية الصغيرة وهناك احتمالية لمضاعفة هذا العدد إذا وضعت الحكومة النظام الصحيح والحوافز حسبما أفاد التقرير، وتقول آني بيتي مستشار سياسات التعليم والمهارات في منظمة FSB وكاتبة التقرير أن هناك تطورات مشجعة للغاية، وأعلن قسم الأعمال التجارية والاستراتيجية الصناعية عن مبادرات جديدة بعد يوم من نشر التقرير.
وكان من بين توصيات منظمة FSB جعل التلمذة الحرفية فعالة من حيث التكلفة للشركات الصغيرة وإتاحة المعلومات عن التلمذة الحرفية بشكل أكبر، ولا تدفع الشركات الصغيرة التي تضم أقل من 50 موظفا والذين يأخذون الشباب في عمر 16 أو 18 عاما كمتدربين أي تكاليف لتدريبهم، وسيتم إعطائها حوافز تقدر بألف استرليني على المتدرب الواحد، وتعمل الحكومة على إنشاء آلة حاسبة للاستثمار للتلمذة الحرفية على موقعها، بما يسمح للشركات الصغيرة بفهم التكاليف المحتملة والفوائد الممكنة، واتعبت الحكومة نهجا جديدا لتحصيل ضرائب التلمذة الحرفية، ومنذ ربيع 2017 ستدفع الأعمال التجارية في انجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية والتي تكسب أقل من 3 مليون أسترليني 0.5% من مجموع مرتباتهم ناقص 15 ألف أسترليني كبدل لتمويل التلمذة الحرفية، وبالتالي فالعمل الذي يربح 25 مليون أسترليني سيصبح مدان ب 25 ألف استرليني، ومع تطبيق رسوم 15 الف أسترليني ستكون مساهمته بمقدار 10 آلاف أسترليني، وأوضح بيتي أن عدد قليل من الشركات الصغيرة سيتأثر بذلك لكن عدد كبير منهم يعتقد من الخطأ أنهم سيتأثرون.
وترغب منظمة FSB في رؤية مزيد من النصائح العملية بشأن التلمذة الحرفية وفقا لاحتياجات الشركات الصغيرة استنادا إلى خبراتهم، واقترحت المنظمة أن تؤسس الحكومة لجنة من الشركات الصغيرة (FSB 100) لإعادة النظر والتشاور حول سياسة التدريب المهني، وتابع بيتي " أوضحت الشركات الصغيرة أن موقع التلمذة الحرفية الحكومي لا يتحدث عنهم، إنهم يريدون دليل خطوة خطوة، وكانت الرسالة التي جاءت من الاستجابة لتقريرنا أنهم فهموا الفوائد التجارية لكنهم في حاجة إلى معرفة كيف يعمل الأمر ومن أين يبدؤون لأنهم إذا ما نفروا من فكرة الحصول على متدربين سيصبح من الصعب إعادتهم مرة أخرى".
وبين من أخذوا متدربين بالفعل أنه بالنظر إلى ما وراء الخريجين فيكون للأمر فوائد كبيرة، ويضيف هيو واد جونز الشريك المؤسس لمنظمة broker Enness " إنها خطوة إيجابية لنا من خلال أخذ 3 أو 4 متدربين سنويا، في البداية كنا نوظف من داخل الصناعة لكننا وجدنا أن الناس لديهم عادات سيئة مثل مهارات العرض الفقيرة ولم يكونوا مدربين على مستوى مرضي، وكان من الصعب جعل الناس تتكيف وخاصة إذا كانوا في بنك أو مؤسسة كبيرة، التلمذة الحرفية منحتنا الوصول إلى الأفراد الذين لا نجدهم في هذه الصناعة، والأن لدينا أشخاص ينتمون للمنظمة وليس مجرد أفراد يقومون بجولات من شركات مختلفة"، وتابع سيمون كونيغتون المدير العام لمنظمة BPS World أولى الشركات التي عرضت التلمذة الحرفية, "أكبر تكلفة هي وجود بنية تحتية وتأسيس ثقافة تعلم، فإذا جلبت متدربين ولم تقدم برنامج قوي ولم تراقبهم بدقة فأنت تعد هؤلاء الناس للفشل، هناك تكلفة الأجور وحقيقة أنهم لن يساهموا بشكل كبير لمدة 6 أشهر على الأقل، لكننا قسمنا البرنامج إلى مراحل لما يمكن أن يقوم به المتدربون بحيث يبدؤون بالمساهمة بسرعة أكبر".
ولا يخلو التدريب من بعض التحديات، حيث أوضح سيمون شيندرز المسؤول التنفيذي لشركة Blue Array أنه من بين 6 موظفين ثلاثة منهم متدربين، وبدأ أخرهم الشهر الماضي، وأضاف شيندرز " من الصعب إيجاد المرشح الصحيح وإدارة توقعاتك الخاصة، وربما يكون لدى المتدربين بعض الأساسيات مثل القيام بعمليات معالجة النصوص على برنامج الوورد واكسل، ولكن هذا هو ما كل ما ستحصل عليه، فالمتدرب يحتاج دعمك ولكن المكافأة كبيرة"، ويعد توم بول (20 عاما) خير دليل على ذلك، فقد كان أول متدرب لدى شيندرز، وقرر بول أن المستوى النهائي لم يكن له وغادر المدرسة وأكمل المستوى الثالث في NVQ في الهندسة قبل الانضمام لشركة Blue Array منذ ستة أشهر، ويقول بول " حقا اردت الانضمام إلى زملائي في الجامعة، وبعد العمل دون تكاليف تبين لي أنه يمكنني الحصول على 50 دولار من الديون، وكانت تجربة لا تصدق والتقيت الكثير من الناس وشعرت بقيمة كوني جزء من الفريق، التنوع يبقي العمل مثيرا واستمتع بالقدوم إلى العمل كل يوم".
ويمكن للشركات الصغيرة جعل المتدرب يعمل من خلال شراكة وثيقة مع مزود التدريب والإشراف عليه بعناية وفقا لما ذكرته بيترا ويلتون مدير الاستراتيجية والشؤون الخارجية في معهد الإدارة المعتمد، موضحة أن الشركات بحاجة إلى إعطاء رد فعل منتظم لمزود التدريب فيما يتعلق بأداء المتدرب، وأضافت ويلتون "الحصول على متدرب ليس فوز سريع ويمكن أن يكون هناك جانب سلمي من حيث الاستثمار الأولى لإدراك الصحيح لعملك، ويجب أن تدرك وقت الإدارة وهو ضروري لدعم المتدرب، وأنت بحاجة إلى تخصيص موارد ، ويمكن للمتدربين أن يضيفوا قيمة حقيقية إلى العمل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر