منهاج تربوي كردي مزدوج على طلبة الأول الثانوي في سورية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رفضت الحكومة الاعتراف بالإدارة الذاتية المُعلنة منذ 2014

منهاج تربوي كردي مزدوج على طلبة الأول الثانوي في سورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - منهاج تربوي كردي مزدوج على طلبة الأول الثانوي في سورية

منهاج تربوي كردي مزدوج
دمشق - نور خوّام

ينظر باران البالغ من العمر 17 سنة بحسرة إلى كتبه الدراسية التي وضعها على مكتبه بزاوية غرفته, فبعد أن نجح في الصف التاسع الإعدادي العام الماضي بمعدل عالٍ، وكان يفترض أن يدرس الأول الثانوي هذا العام، أصدرت الإدارة الذاتية الكردية قرارًا يلزم طلبة الصف العاشر الثانوي بدراسة المنهاج المقرر من قبلها.

و التحق باران مع بداية العام الدراسي،  بثانوية النابغة الذبياني للذكور، الكائنة في الشارع السياحي في القامشلي شمال شرقي سورية، وقام بشراء المنهاج المقرر من مستودع المدرسة، وكتب اسمه عليها. لكن بعد أيام، جاء الموجه إلى الفصل الدراسي، وقال لهم: كل طالب يريد دارسة منهاج الإدارة يبقى في مقعده، أما من يرغب في متابعة دراسة المنهاج الحكومي، فليذهب إلى منزله ريثما نرسل إشعارًا بالعودة، بحسب باران.

و ينتظر باران وباقي طلاب العاشر الثانوي منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إشعارًا من مديرية التربية في محافظة الحسكة للعودة إلى مقاعد الدراسة، كما يتصفح كتبه يوميًا، في محاولة لإقناع نفسه بأنه سيعود قريبًا إلى مقعده الدراسي، لكن حالة اليأس بدأت تتملك مشاعره، فيقول: مضى شهر ونصف الشهر ونحن ننتظر... إلى متى يجب علينا الانتظار؟!».

ويبدو أن والد باران ويسكن في الشارع السياحي الذي تقع فيه مدرسة ابنه، وتقع المنطقة بالقرب من المربع الأمني الذي تحتفظ به القوات الموالية لدمشق، لم يخفِ خشيته على مستقبل ابنه وبقية زملائه. وفي أثناء حديثه، ارتسمت علامات الحيرة على وجهه، وراح يقول: شهادات مدارس الإدارة غير معترف بها، سوريًا أو دوليًا، لماذا أرسل ابني للمدرسة وهو لم يتعلم المنهاج الكردي؟. وذكر بأن معظم الأهالي فضّلوا أن يتعلم أبناؤهم في مدارس تعتمد المنهاج الحكومي، وامتنعوا عن إرسالهم إلى مدارس الإدارة، مضيفًا: "أقنعت ابني، في حال بقي الوضع، بأني سأرسله أما إلى محافظة ثانية، أو ليكمل دراسته بشكل حر، ويتقدم للامتحانات. وأصدرت الإدارة الذاتية المُعلنة منذ بداية 2014، شرق الفرات، قرارًا بضم العاشر الثانوي للنظام التعليمي في المناطق الخاضعة لنفوذها، وفرضت منذ مطلع العام الدراسي الجديد (2018 / 2019) المنهاج الكردي، إلى جانب العربي والسرياني، على طلبة الأول الثانوي، على أن يُوسَّع هذا المنهاج ليشمل باقي الصفوف الثاني والثالث الثانوي العام المقبل.

وذكرت سميرة الحاج علي، رئيسة لجنة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، بأن طلبة العاشر الثانوي سيدرسون كتب ومقررات الإدارة في المدارس الثانوية الحالية نفسها، وقالت: توصلنا لحل يرضي الطرفين، ببقاء الطلاب في المدارس الثانوية نفسها، على أن تكون هناك إدارة لكل قسم، في حين سيتابع طلبة الحادي والثاني عشر الثانوي تعليمهم وفق المنهاج الحكومي، بحسب الحاج علي التي تزيد: هؤلاء الطلبة درسوا منذ البداية المقررات الحكومية. وحرصًا منا على إكمال تعليمهم العالي، سيدرسون الكتاب الرسمي بالمدارس نفسها.

وتقول لورين، البالغة من العمر 17 عامًا، المنحدرة من مدينة القامشلي، قررت الذهاب للمدرسة، وتعلم اللغة الكردية، لتتمكن من دراسة مناهج الإدارة، بتشجيع من والدتها. وعن ذلك، شعور جميل أن أتعلم بلغتي الأم. وعلى الرغم من أن الشهادة غير معترف بها، فإن لديّ رغبة في تعلم الكردية».

وترفض الحكومة السورية الاعتراف بالإدارة الذاتية الكردية المُعلنة منذ 2014، بالتالي لا تعترف بالمنهاج والمقررات الدراسية التابعة لها، وتؤكد إصرارها على استعادة كامل الأراضي التي خرجت عن سيطرتها، بما فيها مناطق الأكراد التي توجد فيها قوات أميركية وفرنسية وإيطالية، ضمن التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأكّد مصدر تربوي تابع للحكومة السورية، أن عدد الطلاب المتضررين الذين انقطعوا عن التعليم الحكومي، بعد فرض الإدارة الذاتية مناهجها الدراسية، بلغ 52 ألف طالب بين عامي 2014 و2016، ويزيد العدد هذا العام بعد فرض المنهاج على طلبة العاشر الثانوي.

وأوضحت سميرة الحاج علي، رئيسة لجنة التربية والتعليم لدى الإدارة الذاتية، أي اتفاق مستقبلي مع دمشق يجب الاعتراف فيه بالمنهاج الدراسي والنظام التعليمي المدرس في مناطقنا، والمصادقة على شهادات الجامعات التي افتتحت في مدينتي القامشلي وكوباني، والمعاهد المتوسطة التابعة للإدارة»، حيث يرتاد نحو ربع مليون طالب وطالبة (2398) مدرسة تشرف عليها الإدارة الذاتية في منطقة الجزيرة، وبلغ عدد الكادر التدريسي للعام الدراسي الحالي نحو 25 ألف مدرس ومدرسة. وتقول والدة الطالبة لورين، وتدعى شهناز (52 سنة)، وتعمل مدرسة لطلاب المرحلة الإعدادية في إحدى مدارس الإدارة الذاتية بمدينة القامشلي: «أتمنى أن يتعلم كل الطلاب بلغتهم الأم»، وأشارت إلى أن مناهج الإدارة تحتوي على مواد علمية، كالرياضيات والعلوم والكيمياء، إلى جانب تدريس اللغات الأجنبية.

وكشف مدرس يعلم المنهاج الحكومي في مدرسة ابن سينا، الواقعة في حارة طي شرق القامشلي الذي تقطنه غالبية عربية، أن 10 آلاف طالب يرتادون مدارس الشارع كونها تدرس المنهاج الحكومي، قائلًا: خصصت إدارة المدرسة الدوام الصباحي لطلاب الإعدادية والثانوية، ويبلغ عددهم قرابة ألفي طالب، فيما خُصص الدوام المسائي لتلاميذ المرحلة الابتدائية، التي يرتادها نحو ألف تلميذ، ويدرس أكثر من 7 آلاف طالب في باقي مدارس الحي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منهاج تربوي كردي مزدوج على طلبة الأول الثانوي في سورية منهاج تربوي كردي مزدوج على طلبة الأول الثانوي في سورية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

واتساب يضيف ميزة نالت إعجاب مستخدميه

GMT 02:06 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

سعر ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السعودية

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما

GMT 23:43 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

توقيف أحد أباطرة تهريب المواد المخدرة إلى إسبانيا

GMT 04:44 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

ديكورات ريفية في مسكن أوبرا وينفري

GMT 11:41 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات تطبيق مكياج ترابي مميز بعدّة أساليب

GMT 05:02 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

"أمن مراكش" يفك لغز العثور على جثة جنين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya