بحث مثير يدرس ضبط النفس لتحسين كيفية عمل المعلّم مع طلابه
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تتبّع مسار التلاميذ المطلوب منهم الامتناع عن تناول حلوى الخطمي

بحث مثير يدرس ضبط النفس لتحسين كيفية عمل المعلّم مع طلابه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بحث مثير يدرس ضبط النفس لتحسين كيفية عمل المعلّم مع طلابه

حلوى الخطمي "المارشميلو"
لندن ـ كاتيا حداد

كُشف أخيرًا عن مجموعة من أبحاث علم النفس التي يمكن أن تساعد المعلمين في تحسين كيفية عملهم مع الطلاب، ولكن الدراسات الأكاديمية من هذا النوع ليست دائمًا سهلة الوصول إليها أو تترجم إلى واقع الممارسة داخل الفصول الدراسية، و تسعى هذه السلسلة إلى تصحيح ذلك من خلال اتخاذ مجموعة مختارة من الدراسات وإدراك المعلومات الهامة للمعلمين، ونحن نسعى جميعا للرد على سؤال "كيف يمكننا أن نساعد طلابنا على تحقيق أداء أفضل في المدرسة؟"، هذه المرة، ونحن ننظر في دراسة معروفة تبحث في ضبط النفس.

وإذا ما عرضت على طفل حلوى الخطمي "المارشميلو" وأخبرته أنه إذا كان بإمكانه الامتناع عن تناولها لمدة 15 دقيقة فسيحصل على اثنين منها، بدلا من ذلك، هل سيكون قادر على القيام بذلك؟، في أوائل السبعينيات، وضع الباحث والتر ميشيل وزملاؤه في ستانفورد هذا التحدي أمام 92 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، وكان لدراسات المتابعة والنتائج بعد 20 عامًا تأثير كبير على كيفية النظر إلى ضبط النفس، الذي يعتبر جزءًا أساسيًا من التعلّم في الفصول الدراسية، فإذا تمكّن الطلاب من الحفاظ على التركيز وحجب المثيرات المحتملة وتعطيل الانحرافات قصيرة المدى، فإنهم يمكن أن يستفيدون من التحسين المستمر في معارفهم، ولهذا السبب، دراسة الخطمي "المارشميلو" مفيدة للمعلمين أن يعرفوها.

وتتبع البحث مسار الطلاب في الدراسة على مدى سنوات عديدة، وهي عنصر أساسي في معظم كتيبات علم النفس والتعليم، بل هي أيضا بسيطة جدا حتى يمكن بسهولة تكرارها في الفصول الدراسية، وبعض الطلاب، عندما أعطوا الخيار بين تناول الخطمي على الفور أو الانتظار للحصول على اثنين من الخطمي "المارشميلو" ، تمكنوا بالكاد من كبت أنفسهم فأكلوا الخطمي "المارشميلو الأولى، بينما تمكّن آخرون من الانتظار وتأخير إشباعهم، وأعطوا خطمي إضافية، وأولئك الذين أظهروا تحكمًا أفضل في نزواتهم استخدموا تكتيكات مختلفة لتجنب تناول الخطمي "المارشميلو الأولى، وشمل ذلك تشتيت أنفسهم عن الإغراء من خلال التفكير في أشياء أخرى ممتعة، وإغلاق عيونهم أو الجلوس على أيديهم.

وفي دراسات المتابعة، وجدت ميشيل أدلة تشير إلى أنه كلما طال انتظار الطلاب للحلوى كأطفال صغار، كلما كانوا على الأرجح أقرب للبالغين من حيث اليقظة، الطلاقة اللفظية، النجاح الأكاديمي، اجتماعيين، أكثر قدرة على التعامل مع الإحباط والإجهاد، ووجد الباحثون أن القدرة على تأخير الإشباع كان مؤشرا هاما للنتائج التنموية الفردية، ويشير ميشيل في كتابه إلى أن "ضبط النفس أمر حاسم لتحقيق النجاح في الأهداف طويلة الأجل، ومن الضروري بالمثل تطوير ضبط النفس والتعاطف اللازمين لبناء علاقات رعاية وتدعيم متبادل ".

وركزت الأبحاث اللاحقة على الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يسعون إلى الإشباع الفوري بينما يستطيع الآخرون الانتظار، وعزت دراسة أجريت في عام 2011، على الأقل جزئيا، إلى الاختلافات في الدماغ، مع أولئك الذين استسلموا للإغراء بوجود نشاط أقل في فصوص الفص الجبهي (المرتبطة بصنع القرار الواعي والتحكم في النزوة) وأكثر في الجسم المخطط (المرتبط بسلوكيات الإدمان)، كما كانت هناك بحوث تشير إلى أنه قد يكون مرتبطا بالثقة، فوجدت دراسة أجريت عام 2013 أنه إذا كان الأطفال الصغار لا يعتقدون أنهم سوف يحصلون حقا على الخطمي "المارشميلو" الثاني إذا ما انتظروا، فهم أكثر عرضة لتناول الخطمي "المارشميلو" الأولى، وهذا له بعض الآثار المثيرة للاهتمام للطلاب الذين قد لا يثقون بالمعلمين أو الآباء والأمهات، وقد اقترح آخرون أن الطلاب الذين فشلوا في اختبار الخطمي "المارشميلو" قد لا يفعلون ذلك بسبب محدودية ضبط النفس، ولكن لأنهم يتصرفون بشكل منطقي، إذا نما الطفل مع موارد محدودة من حوله، قد يكون من المنطقي أن يأخذ المكافآت الفورية لأن الفرص المستقبلية للقيام بذلك قد تكون نادرة.

وفي بعض النواحي، يمكننا أن نرى المدرسة باعتبارها اختبار خطمي "مارشميلو" كبير، مع التكنولوجيا مثل الهواتف النقالة في بعض الفصول الدراسية التي تزيد المشتتات ، أصبحت القدرة على تحسين ضبط النفس وتأخر الإشباع مهارة ذات أهمية خاصة، ولعله ليس من المستغرب أن البحوث الأخيرة التي أجرتها كلية لندن للاقتصاد وجدت أن حظر الهواتف النقالة في المدارس يمكن أن تساعد في تحسين درجات الاختبار للطلاب، وفضلا عن إزالة الإغراءات في الفصول الدراسية، قد يكون من المفيد إجراء مناقشات حول إيجابيات وسلبيات تحسين ضبط النفس، والتقنيات التي قد يستخدمها الطلاب للتحكم في المشتتات، ويمكن أن يساعد ذلك على التعرف على الأشياء التي يُحتمل أن تشتت عن الدراسة أو الواجبات المنزلية، أو أن تطلب من الصف مشاركة الاستراتيجيات التي استخدمتها في الماضي، فوجدت دراسة أن الطلاب الذين يستطيعون رؤية هواتفهم، حتى لو كانوا لا يستخدمونها، يحققون أداء 20٪ أسوأ في الاختبارات المعرفية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بحث مثير يدرس ضبط النفس لتحسين كيفية عمل المعلّم مع طلابه بحث مثير يدرس ضبط النفس لتحسين كيفية عمل المعلّم مع طلابه



GMT 02:27 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المدارس البريطانية تُقدِّم للطلاب دروسًا في التأمّل

GMT 02:09 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يترجمون أفكار المرضى الذين فقدوا التحدث قريبًا

GMT 03:40 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسكتلندا تدرس تلاميذها إشكاليات "الشذوذ الجنسي"

GMT 01:07 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة بريطانية تمنع طلابها من قراءة مقالة لأكاديمي يساري

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:41 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حافلات مجانية لنقل جماهير الطاس في مباراته الدفاع الجديدي

GMT 05:42 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

عطور الورود تكمل أناقتك في 2018 بإطلالة شبابية

GMT 15:35 2013 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أفكار رائعة لتصميمات الحدائق فوق أسطح المنازل

GMT 14:35 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

الطبيعة تسيطر على "جورج حبيقة" لصيف 2017

GMT 01:57 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيفانكا ترامب تحضر أول لقاء مع رئيس الوزراء الياباني

GMT 08:50 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور المهرجانات السينمائية في الترويج للسياحة الوطنية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya