روبرت تويغر يبيِّن كيف يُمكن للآباء التعلُّم من أبنائهم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكد أن الخوف يدعو للتشاؤم وحرص على عدم المثالية

روبرت تويغر يبيِّن كيف يُمكن للآباء التعلُّم من أبنائهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - روبرت تويغر يبيِّن كيف يُمكن للآباء التعلُّم من أبنائهم

روبرت تويغر وإبنته
لندن ـ كاتيا حداد

أبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، كيف استطاعت مراهقة صغيرة، تعليم والدها الذي يدعى "روبرت تويغر"، الرسم بكل بساطة من خلال مراقبة ابنته الموهوبة، حيث لم يسألها عن أي شيء وتعلم من خلال مشاهدته لها. ويتحدث الأب عن تجربته، قائلًا: "يوجد شخص موهوب فقط في كل حصة رسم، هذا الشخص الذي يستطيع أن يرسم بسهولة أي صورة لديزني، مانجا، أو أي شخصية بطولية ذات طابع  خارق أو هزلي، أو لوحات تعبر عن الحياة والطبيعة.

وخلال حصة الرسم في مدرستي، كان هناك ديفيد، زميلنا له قدرة إبداعية في الرسم، وكنا مثل بعضنا، وكان الأسلوب الوحيد لمعلم الرسم، هو أن يعنفنا بقسوة، فكان يقول لنا: "ديفيد استطاع أن يفعلها، فلماذا لا يمكنكم رسمها"؟، وأخذ يهمهم ويتمتم بلا فائدة. وبالنسبة للأشخاص مثل أداليا، ابنتي، فهي تشبه ديفيد، ولكن الفرق الوحيد انني  كنت قادرا على مشاهدة مراحل تطور رسمها وكيف أصبحت فنانة رائعة، إنها لم تكن هكذا منذ البداية، حيث كانت لوحاتها عشوائية وخطوطها غير منتظمة ومجعدة كما هو الحال في رسومات الأطفال الآخرين،  لكنها كانت تحتفظ بها، كانت تحب أن تنسخ بعض الرسومات وأنا لم أحبطها أو انقص من ثقتها بنفسها، كنت اعرف أن طريقة التعلم بالنسخ هي الطريقة الفعالة لخلق شخص مبتكر، كما انني أدركت أن محاولة فعل شيء خاص بك مبتكر في وقت قصير جدا، غير مثمر، حيث شاهدت كيف ترسم ببطء وبهدوء، وتمحي الخطوط غير المنضبطة، وترسم مرة أخرى حتى تحصل على خطا مثاليا.

كانت تحب أن تكون حواف الرسوم الكارتونية نظيفة، ولم تكن تحب الفوضى بلوحاتها حيث تهتم بالا يشوب رسوماتها شائبة من الفحم أو الطلاء. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، لقد كنت أقرأ كتبًا عن التعلم في مختلف المجالات وكيف يمكننا رعاية المواهب الكثيرة لتحسين السعادة والرفاهية العقلية. لقد كنت مندهشا من نتيجة البحث التي حصلت عليها، بالمقارنة مع العلماء العاديين، كان العلماء الحائزين على جائزة "نوبل" هم الأكثر ممارسة لبعض الفنون أو الحرف وأيضا أكثر عرضة ليكونوا مختصين في التمثيل والرقص، وكان هؤلاء العلماء متعددو الجنسيات، وعرفت أن القدرة المركزية للتعلم هو عدم  الخوف من تعلم شيء جديد.

فالخوف يؤدي للتشاؤم، فإذا كنت مقبلا على تعلم شيئا جديدا فأنت تقول "سأكون أحمقا في ذلك، فلما العناء؟". لقد درست كيف يتعلم الأطفال، وكيف نعلم أنفسنا، كما انني استخدمت تجربتي في اليابان، من خلال التدريب على  فنون الدفاع عن النفس، حيث كان يتم تقسيم هذه التدريبات إلى حركات كاملة ولكن كانت تؤدي بدورها إلى مزيد من الإتقان. وقد استخدمت ذلك في كثير من الأشياء التي كنت أرغب في تعلمها، كعمل "عجة" مثالية، وتعلم رقصة التانغو، والقيام بلفة الإسكيمو في قوارب الكاياك، وعمل بيرة هندية رائعة، والقيام بدوره 720 درجة على لوح التزلج، وإلقاء خطاب في 15 دقيقة دون إعداد، وغناء النشيد الوطني في فرنسا باللغة الفرنسية، كل ذلك كان من الصعب القيام به، ولكن بعد التدريبات وكسر حاجز الخوف أصبحت أجيد فعلها بإتقان.

كنت أرغب في معرفة كيف رسمت ابنتي خرائط مصورة لكتاب سفر قد كتبته، وعندما سألتها، قالت :"لا يهم ما إذا كانت الصورة دقيقة، الأهم هو أنها تبدو جيدة"، حينها أدركت أن ضغط المعلمين في المدرسة لجعل الطلاب يرسمون لوحات دقيقة تماما يعد ذلك شئيا خاطئا، ويعد نصف القصة فقط، والنصف الآخر كان الجانب الزخرفي للفن،  فإذا كانت الصورة تبدو جيدة، فإنه لا يهم إذا كانت لا تظهر تماما مثل النموذج.

أنا أحب جعل رسومات الشعار مبتكرة وممتعة، وأنماط متكررة، لقد أضفت هذا الجانب إلى تحدي "ميكروماستيري" الخاص: إنتاج رسومات لتوضيح كتابي الجديد. وكان الشيء الرئيسي الذي حصلت عليه من مشاهدة ابنتي أن أرسم ببطء، كنت قد رأيت الفنانين المشاهير يرسمون لوحاتهم بسرعة البرق، كما أن هناك بعض الكتاب الذين يدونون كتاباتهم بسرعة وأنا واحد منهم، وهناك الكتاب الذين يدونون ببطء.

بدأت أسأل الفنانين الآخرين للحصول على نصائح (طرح الكثير من  الأسئلة على عدد كبير من الخبراء أصبحت الطريقة المفضلة بالنسبة لي للتطوير) وقد كشف رسامة الفروسية "جيل وايتورث" لي نصائح عدة، وأضافت "حتى الرسام المشهور بيتر بول روبنس، اعتاد على نسخ بعض من رسومات فنانين آخرين للقيام بمطالبات صعبة". فهذا هو الشيء الذي يحسن أدائك على الفور ويعطيك التشجيع الذي تحتاج إليها.

الأطفال يجعلون المعلمين أفضل بكثير من البالغين، حيث يعلمونهم أن يلقون نظراتهم بعناية إلى أعمال الطلاب ليجدون طريقتهم الخاصة للقيام بشيء ما، هذا هو المفتاح،  الطريقة الرسمية لتعلم شيء ما قد لا تناسب الجميع، ولكن عن طريق التجربة الذاتية نجد طريقتنا الخاصة. لقد كنت ألهو مع الفن بدلا من الشعور بانه شيئا كئيبا، في الواقع، أن اللهو مع شيء هو نوع من الخبرة في حد ذاتها، أعتقد أن الطفل الذي يستخدم الأجهزة الإلكترونية، وهو لا يعرف حتى ما هي، ولكنه لديه الخبرة ليشعر بالمتعة معه.

ان التعلم من تجارب الأطفال لم يكن مستحدثًا، فجورج ستيفنسون مخترع أول قطار بخار في العالم، والذي كان بالكاد يمكنه أن يقرأ ويكتب على الرغم من أنه كان معدا مهنيا ، وما دفعه لاختراع القطارهو ابنه روبرت، والذي كان يذهب إلى المدرسة وبعد انتهاء دروسه، كان يعلم والده ما درسه، وكان جورج يتعلم القراءة والكتابة وحل الرياضيات من ابنه، واستمر هذا الأسلوب من التعلم، إلى أن درس روبرت جوانبًا أعلى من الهندسة والفيزياء في سن المراهقة، والذي علمها لوالده، ولم يكن جورج بوليمث  فقط هو المخترع الرئيسي للقطار البخاري، ولكن أيضا تقاسمه مع همفري ديفي الائتمان لاختراع مصباح السلامة .

وكان جورج رجل فخور بتعمله من ابنه الطفل، وكانت وسيلة رائعة لتجنب فكرة أنك لا تعرف شيئا، الأطفال لا تريد أن تراك تبدو صغيرا. إن المشاركة هي أعلى شكل من أشكال الاهتمام، والعمل مع الطفل على مشروع هو وسيلة جيدة لتبادل ذلك والذي يشتد الحاجة إليه. كما أنها جيدة لتعليم الكبار ضبط النفس فبمجرد مشاهدة الطفل، أنصحك ألا تسأل الكثير من الأسئلة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت تويغر يبيِّن كيف يُمكن للآباء التعلُّم من أبنائهم روبرت تويغر يبيِّن كيف يُمكن للآباء التعلُّم من أبنائهم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس

GMT 17:18 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

عبدربه يؤكّد بذل قصارى جهده لفوز ببطولة أفريقيا

GMT 03:11 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

مواصفات "بي ام دبليو M2 Competition Package" قبل الكشف عنها

GMT 19:34 2014 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

كورن سيرب
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya