230 لاجئًا يزيديًا في اليونان يتوسلون من أجل بدء المدرسة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

موهوبون بشكل لا يُصدّق ويمكن لمُعلّم جيد تغيير حياتهم

230 لاجئًا يزيديًا في اليونان يتوسلون من أجل بدء المدرسة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - 230 لاجئًا يزيديًا في اليونان يتوسلون من أجل بدء المدرسة

الأطفال في فصل الرسم في مخيم للاجئين
أثينا - سلوى عمر

عندما وصل معلمو المدارس الابتدائية كاتي ماكدونالد وفيكي مانينغ للتدريس في مخيم فانروميني للاجئين في اليونان كانوا يعلمون أنهم يواجهون تحديًا، ولكن ما لم يعلموه أنه لا توجد مدرسة بالفعل، وتقول كاتي " ظننت أنه سيكون هناك على الأقل خيام ولكن لم يحدث ذلك"، حيث تم تأسيس الموقع في مايو/ أيار ويضم القليل من البنية التحتية واللاجئين أنفسهم كانوا وافدين جُدد، وهم نحو 230 يزيديا هربوا من الإبادة الجماعية في العراق، والتزمت المعلمتان بقضاء الصيف في العمل مع الأطفال اللاجئين من خلال منظمة CalAid الخيرية، ونظرا لعدم وجود مباني نُثرت قطعة من القماش المشمع على الأرض الصخرية، واضافت مانينغ " ثبتنا لوحة بيضاء في مواجهة أحد الأعمدة بينما جلس الأطفال على الأرض".
وتابعت بيكي شابل مديرة البرامج في CalAid " من أول الأشياء التي طلبها اللاجئون التعليم"، ولذلك أطلق نداء للمعلمين للتطوع، وسجلت ماكدونالد ومانينغ أسمائهن مدفوعين بمحنة اللاجئين، وكان أول تحدي بالنسبة للمعلمات فور الوصول للمخيم هو التكيّف مع الظروف،  وأردفت مانينغ " ألغيت أي أفكار لاستخدام نظام التعليم في بريطانيا، فلم تكن عملية، ولم يكن ذلك ما يطلبونه".
ووجدت ماكدونالد ومانينغ أنهما يعملان مع مجموعات من الأطفال المصابين بصدمات أليمة لكنهم يرغبون في التعلم، وأوضحت مانينغ التي لديها 27 طالبًا في فصلها " كانوا يتوسلون لي حرفيا كل يوم لبدء المدرسة، في يوم وصولي إلى المخيم كانوا يسحبوني للخروج من السيارة والحصول على القماش المشمع وألواح الكتابة حتى يمكننا البدء في أسرع وقت ممكن"، وعلى الرغم من حماسهم إلا أن الأطفال مثلوا تحديًا كبيرا.
 
 وأفادت ماكدونالد " توقعت أنهم كانوا في مدرسة من قبل لكنهم غادروا لكني كنت مخطئة، فالكثير منهم حتى الكبار سنا لم يدخلوا أبدا المدرسة وليس لديهم فكرة عن كيفية التعلم، واحتجنا أن نعلمهم السلوكيات الأساسية، وكان الكثير منهم يعاني من توتر ما بعد الصدمة، وكانت عدم قدرتهم على تذكر أي شئ ملحوظة".
وصُدمت مانينغ بالعنف الذي يُعامل به الأطفال بعضهم بعضا، مضيفة " كانوا يتقاتلون حقا، وكانت هناك حوادث في الأيام الأولى ولم نكن على يقين من كيفية التعامل مع الأمر"، ويقول من لديهم خبرة في العمل مع الأطفال اللاجئين أن هذا السلوك شائع، وفي أوغندا على سبيل المثال عملت وكالات الإغاثة مع اللاجئين الفارين من الحرب المجاورة في جنوب السودان لسنوات، واعتاد المعلمون هناك على هذا المزيد من الصدمات النفسية وقلة الخبرة والرغبة في التعلم.
وعمل تابان وليامز لدى إحدى المدارس بدعم من المجلس النرويجي للاجئين والذي يوفر التعليم للأطفال في جنوب السودان والمجتمع المحلي، ويقول وليامز " كان لدينا جنود أطفال، وأطفال لم يذهبوا ابدا إلى المدرسة وأطفال من ذوي خلفيات ولغات قبلية مختلفة"، ويعد وليامز ذاته لاجئًا مثل الكثير من معلمي مخيمات اللاجئين، وأوضح وليامز أن ذلك يعطيه ميزة باعتباره يتحدث نفس اللغة ويفهم التوترات العرقية ويمكن أن يتعاطف مع نضالهم، وشهد وليامز التأثير الكبير الذي يمكن أن يحققه التعليم، فالطلاب الذين كانوا يتقاتلون في الفصول الدراسية ويهربون منه قبل عام يأتون يوميا ويتحدثون الإنجليزية ويتصرفون بشكل جيد، ويقول وليامز " شاهدت تغيرا عظيما".
ووجدت ماكدونالد ومانينغ على الرغم من توقعاتهم الأولية أنهما أحدثتا فارقا، وعند مغادرتهم للمدرسة كان هناك سجّل وطابور للصباح وأوقات للاستراحة وكان هناك أيضا دروس مسائية للبالغين، وظهر التغيير على الأطفال في غضون أسابيع، وتمكّنت المعلمتان من ضبط الصف، وتقول مانينغ " جمعنا 10 زجاجات بلاستيكية ووضعناها على الحائط وغنينها 10 Green Bottles"، وتبحث مانينغ حاليا عن طرق للاستمرار في دعم الأطفال، موضحة " لقد أحدث التعليم فارقا كبيرا وكانت تجربة لا تصدق، وإذا استطعت الذهاب إلى هناك والتدريس على المدى الطويل سأفعل".
وكان الرحيل صعبا على المعلمين والأطفال، وتتذكر مانينغ قائلة " كانوا جميعا يقولون: لا تذهبوا"، وتضيف ماكدونالد " حرصت على عدم الاقتراب كثيرا من الأطفال حتى لا يرتبطوا بي، لكن لديهم الكثير من الإمكانيات، وجميعهم يريدون أن يصبحوا أطباء ومحامين، وابتسمت وشجعتهم، لكني أدرك أن عليهم السير في طريق طويل"، وللأسف لن يستطع العديد من الأطفال بدء الدراسة في اليونان سبتمبر/ أيلول المقبل وفقا لما قررته الحكومة اليونانية مسبقا، لذلك تحتاج المؤسسات الخيرية لمواصلة تقديم هذه الخدمات في المخيمات، وأضافت شابل " نحتاج كل أنواع المعلمين، وهناك الكثير من الأطفال الموهوبين بشكل لا يصدّق، والمعلم الجيد يمكن أن يغير حياتهم".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

230 لاجئًا يزيديًا في اليونان يتوسلون من أجل بدء المدرسة 230 لاجئًا يزيديًا في اليونان يتوسلون من أجل بدء المدرسة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya