لندن ـ كاتيا حداد
تُظهر الأرقام أنّ ما يقرب مِن واحد مِن كل خمسة طلاب يدرسون في جامعة أكسفورد الآن، هم إمّا من السود أو أقلية عرقية، إذ تعلن الجامعة عن حملة تنوع جديدة في أعقاب تصاعد الضغوط السياسية، واعترفت البروفيسورة لويز ريتشاردسون نائبة رئيس جامعة أكسفورد، بأن التغيير قد جاء "أبطأ مِن أن يتماشى مع التوقعات العامة، وأن تلك الإجراءات يجب القيام بها، إذا كانت الجامعة ستعكس بريطانيا الحديثة".
وتنشر الجامعة لأول مرة في تاريخها، الأحد أرقام قبول الطلاب الكاملة، والتي تأمل أن تطمئن المنتقدين الذين أدانوا فشلها في قبول المزيد من الطلاب السود والمحرومين، ويظهر التقرير أن عدد الطلاب في العام الماضي من السود والأقليات العرقية ارتفع إلى 17.9%، حيث كان 13.9% فقط قبل أربع سنوات. وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر في أوكسفورد أن أكثر من ستة من كل عشرة طلاب لهم مكان في خريف هذا العام من مدارس الدولة، وهو أعلى نسبة في تاريخ الجامعة، وإن التلاميذ المقبولين من خلفيات "محرومة"، والذين يبلغ عددهم عادة بضع مئات فقط، يمثلون الآن أكثر من 10% من طلاب الجامعة هذا العام.
وأظهرت الأرقام، التي حصل عليها ديفيد لامي النائب العمالي في توتنهام، أن ست كليات في كامبريدج لم تقبل أي طلاب بريطانيين من أصول سوداء خلال العام نفسه، مما أدى إلى الادعاء بأن المؤسستين "لا تمثل إطلاقاً" للمجتمع الحديث، ورأت الاكتشافات أن أوكسبريدج هدد بفرض عقوبات مالية من قبل النواب إذا فشلت في التغيير، في حين حثت تيريزا ماي أيضًا، قادة الجامعات على بذل المزيد من الجهد لمساعدة المجتمعات "التي أخرتها".
أكسفورد تعكس عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والإقليمية الموجودة في المجتمع البريطاني
وقالت البروفيسور ريتشاردسون في مقدمة التقرير إن سمعة أكسفورد العالمية تعني أنها أصبحت "رمزًا" للنقاش بشأن "طبيعة المجتمع البريطاني والطبقة والفرص والمساواة"، وأضافت أنه "من المهم أن نضع الحقائق بوضوح"، بغض النظر عما إذا كانت "تظهرنا بشكل جيد أم لا كما يوضح تقرير القبول هذا، أن أكسفورد تعكس عدم المساواة - الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والإقليمية - الموجودة في المجتمع البريطاني، والصورة التي تظهر من الإحصائيات هي أن الجامعة تتغير وتتطور بسرعة لمؤسسة من عصرية، ولكن ربما ببطء شديد لتلبية التوقعات العامة".
وأشار النقاد الليلة الماضية إلى أن التلاميذ المتعلمين بشكل مستقل لا يزالون موجودين في أكسفورد، مع أكثر من واحد من كل ثلاثة مشاركين يأتون من المدارس الخاصة، وأكثر من واحد من كل 10 طلاب في الصف السادس يلتحقون بمدارس تدفع رسومًا، في جميع أنحاء البلاد.
وقال ديفيد لامي "إنه حدث تحسن طفيف وهامشي، ولكن القليل جدا قد تغير، حيث اتهم أكسفورد بأنها مؤسسة "سعيدة بأن تكون مؤسسة محددة بامتياز راسخ وتقليدي ولا تواكب العصر"، وأضاف أنه في حين أن بعض الكليات "تعمل بجد" لتحسين إمكانية الوصول، إلا أن آخرين ظلوا "غير مهتمين" و "وضعوا في طرقهم كآخر معاقل للربطة المدرسية القديمة".
وقال السير بيتر لامبل، مؤسس شركة ساتون تراست: "خلال العشرين عاا الماضية، أحرزت أكسفورد تقدمًا كبيرًا في الوصول لأهدافها. ولكن على الرغم من أنه من الجيد أن نرى أكسفورد تحقق تقدمًا في توسيع نطاق الوصول فإنه يلزم عمل الكثير لتواكب ما نحن فيه. ويجب على أفضل الجامعات مثل جامعة أكسفورد أن تمنح الأطفال الفقراء إمكانية في عمليات القبول من خلال مراعاة خلفيتهم الاجتماعية والمدارس التي يأتون منها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر