لندن ـ ماريا طبراني
كشفتْ دراسة جديدة عن أن الأطفال الذين مارسوا ألعاب فيديو بشكل سليم لمدة 8 ساعات تحسَّن البصر لديهم بنسبة 50% . ووجد الخبراء أن التدريب على استخدام الرؤية المحيطية حقق مكاسب مهمة في وقت قصير، وبقيت مستقرة عند اختبارها لاحقًا بعد عام. وقد أُجريت الدراسة من قبل فرق من جامعة "روشستر" وجامعة "فاندربيلت".
وكشفت دوجا تادين من جامعة "روشستر" أن "الأطفال الذين يعانون من عجز بصري يبذلون جهدًا كبيرًا من أجل الرؤية أمامهم مباشرة، وتعدُّ هذه مشكلة لأن المحيط البصري الذي يلعب دورًا أساسيًا في التنقل وغيره من الوظائف البصرية الأساسية، فيما يعدُّ المحيط البصري الأقل تأثرًا بالإعاقة البصرية".
وأجريت الدراسة على المشاركين في ألعاب مباريات الفيديو(AVGs) حيث يعتقد الباحثون أن لها الأثر الأكبر على الإدراك. وأضافت تادين أنه " نتيجة لذلك كان لدينا ما يصل إلى 50% من التحسن في مهام الإدراك البصري"، وتبين أن ذوي المهارات في العاب الفيديو تمكنوا من توزيع انتباههم على مساحة واسعة، وأدرك هؤلاء المستخدمون الأهداف المتحركة غير المتوقعة التي قد تظهر وتمكنوا من تجاهل المحفزات غير ذات الصلة. واستعان الباحثون بمجموعة من 24 طفلا من ذوي الرؤية المنخفضة من مدارس ولايتي "تينيسي" و"أوكلاهوما" للمكفوفين.
وأوضح جيفري نيكويست المؤسس التنفيذي لشركة NeuroTrainer أن "مشاكل الطلاب مع المحيط الخارجي شغلت جزءًا من الانتباه". وافترض نيكويست وفريقه أن تدريب الطلاب على إيلاء المزيد من الاهتمام إلى المجال البصري المحيطي يمكن أن يحقق نتائج سريعة، وتم تقسيم الطلاب إلى 3 مجموعات هي مجموعة ضابطة لعبت لعبة مثل "تتريس"، ومجموعة لعبت ألعاب الفيديو الودية مثل Ratchet & Clank ومجموعة استخدمت اللعبة التدريبية التي صممها الباحثون خصيصًا، وتم اللعب على شاشات كبيرة للاستفادة من المحيط البصري، وشملت اللعبة التي صممها الباحثون عنصر المهام المزدوجة، وتتبع الطلاب أثناء اللعب عدة أجسام متحركة في وقت واحد أثناء بحثهم عن عنصر آخر يظهر لفترة وجيزة ويتطلب استجابة من اللعب. وصمَّم العلماء هذه اللعبة مع مراعاة خصائص محددة مع القضاء على عناصر أخرى من ألعاب الفيديو مثل تسريع التنسيق بين اليد والعين وأي مواد عنيفة أو غير ودية للأطفال.
وأوضحت تادين أن "الهدف هو دفع الانتباه إلى عدد من العناصر على مساحة واسعة وأن تكون على استعداد للاستجابة الى أحداث غير متوقعة في المحيط البصري". ودفعت اللعبة الطلاب ضعاف البصر على توسيع المجال البصري لتحويل انتباههم إلى المناطق المهملة في المجال البصري". وبعد 8 ساعات من اللعب أظهرت المجموعة التي لعبت ألعاب الفيديو وألعاب المهام المزدوجة تحسن بصري مهم، وكان الطلاب قادرين على إدراك الأجسام المتحركة في المحيط البصري البعيد بشكل أفضل، واستطاعوا تحديد عناصر في مجال بصري مزدحم مثل العثور على رسالة وقراءتها، وكانوا أسرع في العثور على عناصر في مشاهد مشوشة بصريًا، ويشبه الباحثون ذلك بالعثور على دبوس على مكتب فوضوي.
وتابع نيكويست: لقد " فوجنا بنطاق التحسينات البصرية، وفوجئنا بشكل أكبر عندما اختبرنا عددًا قليلًا من الطلاب في وقت لاحق، ووجدنا أن هذه التحسينات لا زالت مستقرة، وفي غضون بضع ساعات من التدريب استطاع الأطفال توسيع المجال البصري وقدرتهم البحثية البصرية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر