لندن - ماريا طبراني
كشفت أبحاث حديثة، نشرتها صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أن هناك علاقة بين الذكاء البشري ومتلازمة التوحد، إذ تمكن العلماء من اكتشاف 52 جينًا مرتبطًا بالذكاء البشري، تم اكتشاف 40 نوعًا منها للمرة الأولى، كما أظهرت النتائج وجود علاقة مفاجئة بين الذكاء والتوحد، ويمكن أن تساعد على تسليط الضوء على معرفة الحالة بشكل جيد.
وأشار الموقع، إلى أن باحثين من مركز علم الأعصاب والبحوث المعرفية في أمستردام اكتشفوا 40 جينًا جديدة، استنادًا إلى دراسة أجريت على 78،000 شخص من أصل أوروبي، وقال برنارد كريسبي، أستاذ البيولوجيا التطورية في جامعة سيمون فريزر، الذي لم يشارك في الدراسة: "إن البحث يقدم أفضل الأدلة حتى الآن على تحديد الجينات التي تشكل أساس الذكاء البشري"، مضيفًا: "يجب أن تؤدي النتائج إلى رؤى جديدة مثيرة في القواعد العصبية والتنموية من الذكاء البشري،".
وأضافت الصحيفة، أن معظم المتغيرات الجينية المكتشفة حديثًا مرتبطة بارتفاع معدل الذكاء والتي تلعب دورًا في تنظيم تطوير الخلايا في الدماغ، كما خصصت أجهزة كمبيوتر لمسح ومقارنة مئات الآلاف من الجينات، لمطابقة الاختلافات الصغيرة في الحمض النووي مع الأمراض، وأنواع الجسم، أو في هذه الحالة، الذكاء الفطري.
وتابعت الصحيفة، أن العديد من الاختلافات الجينية المرتبطة بارتفاع معدل الذكاء ترتبط أيضًا بخصائص أخرى، كقضاء أعوام أكثر في المدرسة، أو حجم أكبر للرأس في مرحلة الطفولة، أو الطول.
وقال الدكتور دانييل بوستهوما، المؤلف الرئيسي للدراسة: "وجدنا علاقة جينية إيجابية بين الذكاء والتوحد، مما يوحي بأن المتغيرات الوراثية المرتبطة بمستوى ذكاء أعلى ترتبط أيضًا مع زيادة خطر التوحد"، موضحًا: "من الجينات التي حددناها، (SHANK3) ، فقد كان مرتبطًا بالتوحد عدة مرات، والآن أيضًا مرتبطًا بالذكاء."
ونظرت تلك الدراسة فقط إلى الشعب الأوروبي، ويعتقد الباحثون أن النتائج يمكن أن تختلف في شعوب أخرى، حيث أن الاختلافات الجينية غالبًا ما تتغير في مختلف الشعوب، وهذا يمكن أن يؤثر على الذكاء.
وأوضح الدكتور بوستهوما: "تنطبق نتائجنا على السكان الأوروبيين، ومع ذلك نحن لا نعرف ما إذا كانت نفس المتغيرات الوراثية مهمة في السكان الآخرين أيضًا"، وليست تلك المرة الأولى التي يكتشف العلماء وجود ارتباطًا بين التوحد والذكاء، ففي عام 2015، وجد باحثون من جامعة أدنبره نتائج مماثلة، وقد حلل ما يقرب من 10،000 شخص يعيشون في أسكتلندا الحمض النووي، قبل خضوعهم لسلسلة من اختبارات الذكاء.
ووجدت النتائج أن أولئك الذين يحملون متغيرات جينية مرتبطة بالتوحد، لديهم نتائج اختبار أفضل قليلًا في المتوسط من أولئك الذين لم يحملون جينات التوحد، وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت أدلة أخرى على الارتباط عندما أجريت نفس الاختبارات على 921 مراهقًا، كانوا يشاركون في دراسة التوأم الأسترالية.
وأبرز الباحثون أن طبيعة العلاقة بين التوحد والذكاء ليست واضحة، وعلى الرغم من أن ما يصل إلى 70 في المائة من المصابين بالتوحد يعانون من إعاقة عقلية، فإن بعض المصابين بالاضطراب يمكن أن يظهروا ذكاءً غير لفظيًا أعلى من المتوسط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر