دين برنت يوضّح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أظهر في كتابه الجديد خوف الناس من التكنولوجيا

دين برنت يوضّح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دين برنت يوضّح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري

دين برنت يوضّح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري
لندن - كاتيا حداد

أظهر دين برنت في كتابه "Idiot Brain"، خوف الناس على مر التاريخ من التكنولوجيا الجديدة، خشية آلا يتكيف الدماغ البشري مع هذا الكم من المعلومات الذي أصبح متاحًا بفضل التطور الأخير للمرة الأولى ممثلًا في الصحافة المطبوعة في القرن 16، وإذا ما أبدلنا الإنترنت بالصحافة المطبوعة سيكون هناك القلق نفسه ممثلًا في وسائل الإعلام، ولا سيما على الأطفال.

وأضاف برنت "هناك أشياء عدّة يجب أخذها في الاعتبار عند النظر إلى كيفية تعامل أدمغتنا مع شبكة الإنترنت، ويجب أولًا آلا ننسى أن الإنترنت مصطلح غامض لأنه يحتوي على العديد من الأشكال، فعلى سبيل المثال يمكن تطوير إدمان القمار عبر الكازينوهات على الإنترنت أو مواقع البوكر، ويعدّ هذا مثال لدماغ شخص تأثر سلبًا عبر الإنترنت، ولكن من الصعب القول بأن الإنترنت هو السبب الرئيسي لأن إدمان القمار فعليّا يحدث من خلال كازينو القمار في العالم الحقيقي، أما الإنترنت فقد قدم لنا مجموعة واسعة من المعلومات بشكل أكبر من أي شيء في التاريخ البشري، ويصبح السؤال كيف يؤثر ذلك علينا؟".

وتابع برنت "من المهم أن نتذكر أن الدماغ البشري يتعامل دائمًا مع تدفق مستمر من المعلومات الغنية وهذا هو العالم الحقيقي بقدر ما تهتم به حواسنا، وسواء ما كنت تحدّق في فيديو على شاشة صغيرة أو تشاهد أشخاص يلعبون في الحديقة فإن الدماغ والنظام البصري يحتاجون إلى القيام بنفس كمية العمل على حد سواء لتوفير المعلومات الحسية المفصلة للغاية، وفي الواقع الدماغ لا يعالج كل شيء يقدم لحواسنا، لأنها على الرغم من قوتها وتعقيداتها إلا أنه ليس لديها القدرة على ذلك، ولذلك فهي تقوم بتصفية الأشياء، واستنباط الأكثر أهمية استنادًا إلى الخبرة ونوع من نظام التخمين، والفكرة أن المخ بالفعل متكيف بالفعل لمنع الضرر من الحمل الزائد من المعلومات، ولذلك من غير المحتمل أن الإنترنت يمكنه فعل ذلك".

وأردف برنت "هناك تساؤل آخر عما إذا كان الوصول المستمر إلى المعلومات المخزنة يعطل ذاكرتنا التي ربما لن تكلف نفسها عناء تذكر أي شيء عندما تستطيع البحث عنه في غوغل، ولكن الحقيقة أن الذاكرة لا تعمل بهذه الطريقة، فالأشياء التي نمر بها وتنتهي مثل الذكريات تفعل ذلك عن طريق عمليات اللاوعي، فالأشياء التي لها صدى عاطفي أو أهمية تكون أسهل في التذكر بسهولة أكبر من المعلومات المجردة أو الوقائع غير الملموسة وبالتالي تتطلب هذه الأمور المزيد من الجهد لتذكرها على المدى الطويل، وتحتاج إلى التدريب عليها مرارًا وتكرارًا بحيث يتم تشفيرها مثل الذكريات، ومما لا شك فيه أن الإنترنت يجعل هذه العملية غير ضرورية، ولكن هل يضر ذلك بتطور الدماغ فذلك سؤال آخر".

وواصل برنت "عندما نفعل شيء في كثير من الأحيان ويصبح جيد فينعكس ذلك على بنية الدماغ، وعلى سبيل المثال فحركات اليد الدقيقة لدى خبراء الموسيقى تختلف عن غيره من الأشخاص العاديين، وربما يرجع ذلك إلى الاحتفاظ بذلك في الذاكرة بدلًا من مجرد البحث عنها وعند الحاجة إليها يتم تعزيز نظام الذاكرة في الدماغ، فيما تشير أدلة أخرى إلى أن تنوع البيئة يساعد الدماغ على التطور، ولذلك ربما تكون المعلومات المثيرة للاهتمام الموجودة على الإنترنت أفضل بالنسبة لك بدلًا من التدريب على حقائق وأرقام جافة، وعلى الجانب الأخر تشير أدلة أخرى إلى أن العرض المفصل لصفحات الويب يتيح المزيد من الخصائص للذاكرة البشرية قصيرة المدى للتعامل معها، ما يمكن أن يكون له تداعيات غير مرغوبة على نظام الذاكرة، إنها صورة مختلطة بشكل عام، ولكن هل يؤثر الإنترنت على قدرتنا على التركيز على شيء ما أو هل يؤدي التعرض المستمر لأشياء كثيرة إلى مزيد من التشتيت، يعتد نظام الانتباه البشري معقد فهناك طبقتين من الأسفل إلى الأعلى والعكس في نظام الانتباه البشري ما يعني أن هناك جانب واعي يمكننا توجيهه وجانب لا واعي يحوّل انتباهنا إلى أي شيء تلتقطه حواسنا".

واستطرد "ويمكن أن يركز نظام انتباهنا بنسبة 100% على شيء يمثل تحدٍ كبير، ولهذا السبب يفضل العديد من الناس الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل، حيث تحتل الموسيقى جزءًا من نظام الانتباه لدينا في حين أننا نحاول فهم شيء مهم آخر، ويتيح الإنترنت المزيد من التشتيت بشكل سريع، حيث يمكننا النظر في شيء ممتع في غضون ثوان، وهي مشكلة على اعتبار أن الكثير من العمل في العالم الحديث يتم عبر نفس الجهاز المستخدم للوصول للإنترنت، ونتيجة ذلك فقد بدأت بعض الشركات والتطبيقات تحاول معالجة هذا الأمر، ولكن من الظلم أن نقول أن الإنترنت هو المسؤول عن صرف انتباهنا عن العمل، ولكن المسؤول عن ذلك هو نظام انتباه الدماغ وتفضيل التعرض لتجارب جديدة عبر الإنترنت في زمن طويل، والإنترنت مجرد شيء يجعل هذه الجوانب شيقة للغاية".

وأوضح برنت، قائلًا "تعدّ التفاعلات الاجتماعية مع الآخرين عامل رئيسي في كيفية التطور والتعلم والنمو على مستوى الجهاز العصبي، فالبشر أنواع اجتماعية للغاية، إلا أن الإنترنت سمح بالتفاعلات الاجتماعية بين أعداد كبيرة من الناس على مسافات بعيدة، وبالنسبة للبعض تحدث هذه التفاعلات يوميًا، ما يعني أن أي شيء نفعله يمكن مشاركته مع الأخرين بالضغط على زر واحد، لكن هذا بالطبع له عواقب، فالمشاعر الإيجابية المكتسبة من وسائل الإعلام الاجتماعية تعمل على نفس الأساس العصبي الذي تعمل عليه المخدرات، حيث تقدم لنا مكافأة عن طريق نظام الدوبامين وهكذا، ولذلك أصبحت إدمان الشبكات الاجتماعية قضية اليوم، ولكن من خلال خلق وضع يتم فيه الحكم علينا بواسطة الأخرين فربما لا تقوم الإنترنت بما هو صالح لدماغنا، ولكن كما هو الحال مع معظم الأشياء فتكمن المشكلة الفعلية في الأشخاص الآخرين وليس الشبكة".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دين برنت يوضّح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري دين برنت يوضّح تأثيرات الإنترنت على الدماغ البشري



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya