طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وسط استهداف عمليات القصف للمدارس والمدنيين

طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي

طلاب اليمن
لندن - ماريا طبراني

تعيش الطالبة "أمل" (13 عامًا) كابوسًا لا ينتهي من الموت والخوف والدمار والرعب، ونجت الفتاة خلال الأشهر الأربعة الماضية من هجوم صاروخي على مدرستها والذي قتل معلمها وزملائها ودفن البعض الآخر أحياء، واستُهدفت أمل من قبل القناصة ما أجبرها على الفرار عبر الشوارع المفخخة بالألغام المتناثرة، كما شاهدت عمها ونجله ممزقين بفعل شظايا القذائف التي دمرت منزلهما في مدينة تعز المحاصرة جنوب غرب اليمن.

طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي

ولا زالت أمل على قيد الحياة بشكل لا يصدق حتى بعد تعرض منطقة السوق إلى الضرب بالصواريخ التي مزقت البائعين من حولها، في واحدة من الهجمات العشوائية منذ بدء الحرب الأهلية في اليمن والتي نتج عنها استهداف المدنيين ومنازلهم، وتعيش أمل حاليًا مع من تبقى من عائلتها في غرفة عارية وسط هذا البرد القارص على بعد 200 ميل من العاصمة اليمنية صنعاء، وتراعي والدتها المصابة بأمراض مزمنة، وتصارع من أجل الحياة بينما تضرب الطائرات الحربية بانتظام المنطقة المحيطة بها.

وحذرت وكالات الإغاثة من حدوث كارثة إنسانية وطالبت لجنة طوارئ الكوارث التي تمثل 13 جمعية خيرية بريطانية بجمع 8 مليون جنيه إسترليني للمساعدات حتى الآن، إلا أن قصة أمل تقدم نظرة مخيفة للفظائع التي تواجهها الأسر في الصراع المنسي في اليمن.

طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي

وتعاني اليمن التي تعد واحدة من أفقر دول العالم من حرب أهلية وحشية منذ عامين بين القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور والمعترف بها دوليًا والقوات المتحالفة مع حركة التمرد الحوثي، وقُتل نحو 7 آلاف شخص وأصيب أكثر من 35 ألف شخص منذ مارس/ آذار 2015 في غارات جوية من قبل التحالف الذي تقوده السعودية التي تساند الرئيس والمتهم باستخدام الأسلحة البريطانية والأميركية في الهجمات، وتعرض الملايين إلى التشرد ويعاني نحو 3 مليون من الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات من سوء التغذية الحاد بينما يواجه 500 ألف طفل مجاعة.

طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي

وتحدثت الطفلة أمل عن الجحيم الذي شهدته من موت ودمار وقناصة يستهدفون المدنيين وتسميم إمدادات المياه عمدًا، والألغام الأرضية التي تنفجر تحت أقدامهم والقذائف التي تقصف الأحياء السكنية، وترعى أمل أسرتها المكونة من والدها أحمد ووالدتها فاطمة وشقيقها مشير (11 عامًا) وشقيقتها قمر (9 أعوام) في ظل نضالهم دون مال بممتلكات قليلة للبقاء على قيد الحياة، وتعمل أمل على راحة شقيقتها قمر في الليل التي تطاردها صورة عمها بعد أن رأته يتمزق أمام عينيها، وقالل شقيقهم مشير: "إنها تستيقظ في خوف وتصرخ (ابتعد عني ، ستقتلني، ستقتل عمي)، ونرش الماء على وجهها"، وتضيف أمل التي تذرف الدمع وهي تستمع إلى كلمات شقيقها "إنه مثل الكابوس".

وتوضح أليس كلين من المؤسسة الخيرية البريطانية لإنقاذ الطفولة: "قصة أمل مروعة حقًا، كان على هذه الفتاة وعائلتها الزحف ليلًا لتجنب القناصة في منتصف الليل، واضطروا إلى التنقل بين شبكة من الألغام الأرضية ما جعلهم يشعرون بالرعب من احتمالية التفجير في أي لحظة، ومن المروع أن الأطراف المتحاربة في تعز يهاجمون عائلات مثل عائلة أمل ويستهدفون المساحات المدنية مثل المنازل والأسواق والمدارس، وليس هناك مكان أو شخص آمن".

وتابعت كلين التي عادت مؤخرًا من اليمن والتقت أمل: "الوضع في اليمن بشع، هناك صراع نشط دفع 3.2 مليون شخص إلى ترك منازلهم ومدارسهم وأماكن عملهم وأصبح من الصعب استيراد الغذاء والوقود والأدوية، ونتج عن ذلك انتشار سوء التغذية والأمراض، ولم تستطع اليمن التكيف مع الوضع بسبب نقص الموظفين المؤهلين والإمدادات الطبية ما يعني أن النظام الصحي في أزمة، وتعد أزمة اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم فهناك 18.8 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة".

وقالت أمل إنها كانت في مدرستها في ضواحي تعز ثالث أكبر مدينة بالقرب من البحر الأحمر والتي كانت العاصمة الثقافية للبلاد منذ 3 أعوام عندما ضربت الصواريخ المدرسة في سبتمبر/ أيلول دون سابق إنذار، وأشارت أمل إلى أنها لم تعرف من أطلق الصواريخ لكنها تذكر حالة الرعب، وتذكرت القصف الهائل والغبار وانهيار المباني وصرخات الخوف والأمل.

وأضافت: "صرخت: لا أستطيع الخروج، كنت خائفة جدًا وقتل اثنين من زملائي بينهم معلمتي"، وبينت أمل أنه لم يتمكن أحد من شق طريقه في الحطام للمساعدة في إنقاذ الفتيات، وتابعت أمل: "هناك الكثير ممن لقوا حتفهم، وزحفت ووجدت أخي وأختي في نهاية المطاف، ورأيت اثنين من المعلمين يحاولون الهرب وكان هناك قناصة فوق المباني الذين كانوا يستهدفون أي شخص يتحرك".

وأوضح مشير أنه أثناء محاولة الهرب اصطدمت رأسه وسقط أسفل الدرج وظل ينزف، مضيفًا: "انتظرت أن ينقذني أي شخص لكن أحد لم يأت"، وتعرضت أكثر من 150 مدرسة و23 جامعة في اليمن للقصف، ونجت أمل بعد أيام من تدمير مدرستها من انفجار آخر في السوق قائلة: "لم ينج أحد من السوق، لقد قتلوا بائعي البطاطا والحلوى، لقد قتلوا الجميع، زحفت على الأرض وعندما بدأت في السير كنت أحرص على عدم الضغط على الألغام في الأرض".

وأكدت أمل أن محنة العائلة أصبحت أكثر سوءً مضيفة: "كنا في المنزل مع أبناء عمي في الحديقة الخارجية للمنزل نستمتع بالشمس ونتناول الفشار، واعتدنا فعل ذلك والأطفال يلعبون بينما يتحدث الكبار، وكانت فرصة للجلوس معًا وكنا نحب إجراء المسابقات ثم سقط صاروخ في الحديقة".

وأشار والدها أحمد إلى: "كانت قمر مع عمها وكان يعطيها بعض الفشار وكانت والدتها تخبره بأن يدخل إلى داخل المنزل للصلاة وقال لها: انتظري ثانية، لكنه لم يكمل الجملة حيث سقطت قذيفة على المنزل دمرت رأسه وتمزق طفلين، حتى أن أجزاء رأس عمها اصطدمت بوجه قمر، وصدمت الطفلة ولم تستطع أن تتحرك".

 وتتذكر أمل وفاة ابن عمها وعمره 8 أعوام أمامها قائلة: "كان ينادي على والدتي ولم تكن تعلم ماذا به، حتى وجدت العديد من الشظايا في الجزء الخلفي من رأسه"، وتوفي الكثير من أبناء العم في الهجوم وبعد 3 هجمات خلال بضعة أيام قرر والد أمل الفرار من المدينة التي عاشوا فيها طيلة حياتهم.

وأردف الوالد أحمد: "قررت مغادرة المدينة بعد يومين من سقوط الصاروخ لأنه لدَي أطفال وكنت قلقًا على سلامتهم، ولا أريدهم أن يموتوا، كان علينا الزحف للخروج من المنزل في منتصف الليل بقيادة رجل يعرف أماكن القناصة والألغام الأرضية، شعرت أننا سنموت ولم أكن أعتقد أنه سيمكننا الخروج من تعز، وكان لدينا عمة عمياء ولم نتمكن من أخذها معنا ولا نعرف ماذا حدث لها، وليس لدينا المزيد من أفراد العائلة لقد مات معظمهم".

وتبين أمل أنها تحب المدرسة وترغب في أن تكون طبيبة وتحرص على السير لبضعة أيام في الأسبوع لأميال إلى موقع جيد للأطفال للجري واللعب، ونفذت مدخرات الأسرة حيث باع الواد مجوهرات ابنته والأثاث لشراء الدواء لفاطمة التي تعاني من أمراض مزمنة في الكلى والقلب، وليس لديهم مطبخًا لكنهم يستخدمون الحطب للطهي في العراء ويشعلون النار بواسطة حرق الورق المقوى الذي وجدوه في الشارع.

وأوضح مرصد حقوق الإنسان اليمني: "ليس هناك فرصة للعودة إلى تعز، هناك انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان بما في ذلك القتل والاعتداء على الطواقم الطبية والتجنيد العسكري للأطفال بالإضافة إلى خطر مقاتلي داعش وتنظيم القاعدة".

وأردفت كلين: "تستجيب منظمة إنقاذ الطفولة من خلال توفير الخدمات الصحية والتغذية في جميع أنحاء البلاد نحن ندعم المستشفيات والمراكز الصحية لكننا نرسل أيضًا فرق طبية متنقلة إلى المناطق النائية، ونمد المجتمعات بالمياه النظيفة والأطعمة الأساسية، ونعلم الأطفال تجنب الألغام وعدم محاولة اقتلاعهم من الأرض، نظرًا لوجود مساحات كبيرة من الذخائر غير المفجرة في اليمن والتي ربما تقتل الأطفال، كما أن شكلها اللامع يجعلها جذابة للأطفال الذين ربما يعتقدوا أنها لعبة، ونساعد الأطفال للعودة إلى الدراسة ونعيد بناء الفصول الدراسية المدمرة، وكلما انتهت الحرب مبكرًا كلما أمكن للعائلات العودة إلى ديارهم وأمكن للأطفال العودة إلى المدارس وتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم".
 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي طلاب اليمن يعانون من حياة الدمار في الصراع المنسي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya