لندن ـ كاتيا حداد
اختيرت المعلمة التي أتقنت 35 لغة في مدرستها الداخلية للفوز بجائزة أفضل معلم في العالم, واختيرت أندريا زافيراكو (39 عامًا) من بين آلاف المتقدمين في جميع أنحاء العالم لعملها مع الأطفال المهاجرين في مدرسة Alperton Community School في برنت, والآن فازت معلمة الفن والمنسوجات بجائزة مربحة لمؤسسة Varkey Foundation العالمية المرموقة السنوية بقيمة مليون دولار (715.000 جنيه إسترليني), وتكرم الجائزة كل عام أحد المعلمين المتميزين الذي قدَّم مساهمة كبيرة في هذه المهنة.
وهزمت أندريا نحو 30 ألف متقدم من جميع أنحاء العالم للحصول على الجائزة التنافسية، لتصبح أول معلمة في المملكة المتحدة تقوم بذلك, وتقع مدرستها في واحدة من أفقر مناطق المملكة المتحدة، والعديد من تلاميذها يأتون من منازل مزدحمة ومشتركة مع عائلات متعددة, والبلدة لديها أيضًا واحدة من أعلى معدلات القتل في البلاد, في العام الماضي، وفازت المعلمة الكندية ماغي ماكدونيل بالجائزة عن عملها مع طلاب شعب الاسكيمو الأصليين في قرية نائية في القطب الشمالي معزولة.
واستلمت أندريا الجائزة خلال حفلة على غرار جوائز الأوسكار في دبي الأحد واستضافتها تريفور نوح من "ديلي شو", ومن بين المشاهير الآخرين الذين حضروا النجمة الهوليوودية تشارليز ثيرون والممثلة الهندية بريانكا تشوبرا, وتضمن الاحتفال الذي أقيم في المنتدى العالمي للتعليم والمهارات عرضًا للمغنية جينيفر هادسون, ووسلّم الكأس على خشبة المسرح من قبل لويس هاملتون.
وقالت إن المدارس يجب أن تكون "ملاذات آمنة" ودعت إلى مزيد من الاعتراف بقيمة المواد الفنية في المدرسة, وقالت: "إن المجتمع الذي أدرس فيه في برنت متنوع بشكل رائع، وهو في الواقع واحد من أكثر المجتمعات المتعددة الثقافات في العالم", وقالت إن العديد من الطلاب يعيشون في ظروف صعبة ولديهم حياة قاسية.وفي رسالة تهنئة بالفيديو، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن الجائزة كانت تكريماً ملائماً لكل ما فعلته زافيركو لطلابها, ففي رسالة بالفيديو ، قالت السيدة ماي " أظهرت تفانيًا وإبداعًا هائلين في عملك, أن تكون معلماً عظيماً يتطلب المرونة والإبداع والقلب السخي, وهذه هي الصفات التي تشاركيها مع طلابك كل يوم, لذا، شكراً لكم على كل ما فعلتموه ومازلتم مستمرين".
وتأتي نسبة عالية من تلاميذ المعلمة أندريا من عائلات المهاجرين، مع بعض من الآباء لا يزالون يتحدثون اللغة الإنجليزية, كما تعرض عددًا من تلاميذها لعنف العصابات، حيث كان للبلدة واحدة من أعلى معدلات القتل في البلاد, وفي محاولة لبناء جسور داخل المجتمع المدرسي، تعلمت التحية بـ 35 لغة يتحدثها تلاميذها، حتى تتمكن من التحدث إليهم ومع آبائهم على البوابات, وتشمل هذه اللغات الغوجاراتية والهندية والتاميلية والبرتغالية والصومالية والعربية والرومانية والبولندية والأوردية والإيطالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر