لن يصبح الأطفال في فنلندا مجبرين لدراسة خط الكتابة النسخية, وذلك اعتبارًا من العام المقبل, وبدلًا من تعلم تلك المهارات, سوف تعطي المدارس خيار تعليم الكتابة على لوحة المفاتيح بديلًا للكتابة بخط اليد.
وصرح مجلس التعليم في البلاد بأنَّ التغيير يعكس كيف أصبحت مهارات الكتابة على لوحة المفاتيح أكثر أهمية من الكتابة اليدوية، ولكن يدعي الخبراء أنَّ هذه الخطوة قد تلحق بالضرر على نمو دماغ الطفل, ولن تأتي التغييرات رسميًا في حيز التنفيذ حتى بدء فصل دراسي خريف العام المقبل.
وصرحت مينا هارمانين, من المجلس الوطني للتعليم, بأنَّ مهارات الكتابة بطلاقة تعد كفاءة وطنية مهمة.
ويتبع ذلك تغييرات تم إدخالها على مبادرة المعايير الأساسية المشتركة في الولايات المتحدة، في أيلول / سبتمبر 2013، والتي قامت بموجبها الولايات المتحدة بإزالة الكتابة النسخية بخط اليد كمهارة إجبارية.
واعتمدت 43 ولاية ذلك المعيار، وأيدت ماريلاند ذلك، في حين انسحبت إنديانا, فيما ألغى كلٌ من أوكلاهوما وساوث كارولينا ذلك، وباقي الولايات إما غير أعضاء أو لم تعتمد ذلك المعيار.
ومررت ولاية نورث كارولينا مشروع العودة إلى الأساسيات لإعادة تقديم الكتابة النسخية في الفصول, ما أدى إلى عدد كبير من الشكاوى, إذ يرى البعض برغم أهمية خط اليد إلا أنَّ الكتابة النسخية لم تعد مهمة.
وأوضحت المحاضرة البارزة في اللغة والقراءة والكتابة والمدرس للإنجليزية في جامعة كانبيرا, ميستي ادوناي, أنَّ معظم الناس يتفقون على ضرورة أن يكون كل شخص قادرًا على الأقل أن يلتقط قلم أو قلم رصاص, ويكتب رسالة على أي ورقة, ويمكن للآخرين قراءتها.
وأضافت: فيما هو أبعد من ذلك, هل يهم هيئة خطابك عندما تكتبه بخط اليد؟، مشيرةً إلى أنَّ هناك باحثون يربطون بين الكتابة بخط اليد بطلاقة والتركيبة المكتوبة بشكل أفضل, ولكن المفتاح ليس هو الجودة، أو شكل أو نمط الكتابة اليدوية، وإنما تلقائية خط اليد.
وتنص نظرية التلقائية على أنَّه كلما قل تركيز الشخص في تشكيل خطابة بشكل صحيح, كلما زادت مساحة العقل المخصصة للحصول على رسالة صحيحة, ومع ذلك فإنَّ تلقائية الكتابة سهلة الوصول إليها على لوحة المفاتيح.
وذكرت تقارير أيضًا أنَّه بحلول عمر الثمانية, تزيد قدرة الطفل على الكتابة بشكل أسرع على لوحة المفاتيح من الكتابة بخط اليد, ولكن اعترفت أدوناي, أنَّ خط اليد يلعب دورًا بالغ الأهمية في نمو الدماغ, وعلى الرغم من سهولة وسرعة وبراعة التكنولوجيا إلا أنَّ أنصار خط اليد يصرحون بأنَّ كيفية تعلم الكتابة هي مسألة مهمة فعلًا.
وتشير الأبحاث إلى أنَّ تعلم الكتابة النسخية يعمل على تحسين مهارات الطلاب الحركية والبصرية، وتنسيق حركة العين مع اليد وكذلك الوعي المكاني وبراعة اليد والإصبع، ونمو الوظائف المعرفية وتطور الدماغ.
وأضافوا أنَّ الفعل الفيزيائي للكتابة اليدوية يسهل حفظ المعلومات وتدفق الأفكار, على سبيل المثال, قام باحثون في دراسة حديثة في جامعة إنديانا بعمل مسح للدماغ على أطفال عمرهم خمس سنوات قبل وبعد تلقي مهام كتابة حروف مختلفة, فكان النشاط العصبي للأطفال الذين شاركوا في كتابة الحروف بخطهم معزز بشكل أكبر من الذين نظروا فقط على الحروف, وأيضًا ما يسمى بدائرة القراءة الخاصة بالدماغ, وهي منطقة من الاتصالات المرتبطة تصبح نشطة عند القراءة, تنشط فقط عند الكتابة بخط اليد, دون الكتابة على لوحة المفاتيح.
وأشارت مصممة التعليم دكتور جودي شيرمان ليفوس, في وقت سابق من العام, إلى أنَّ المدارس قامت بالفعل باستبدال الأقلام والأوراق بأجهزة التابليت.
وأضافت أنَّ هناك تركيز مستجد على المهارات التي تتجاوز المناهج الدراسية الأساسية، بما في ذلك مهارات مثل التعاون، والمثابرة، والموسيقى والإبداع، ومهارات حل المشاكل.
وأوضحت ليفوس أنَّه يمكن للتكنولوجيا أن تشجع وتدعم نمو الطفل والعديد من الأهداف التعليمية، مثل النشاط البدني والصحة، كما أنَّ هناك مجموعة من الأبحاث التي تدعم فكرة أنَّ الأطفال يتعلمون بشكل أفضل أثناء اللهو.
واختتمت أدوناي: مع كل هذه الأنشطة التي يمكن ممارستها في اليوم الدراسي، فمن الصعب أن نرى سببًا لبقاء دروس الكتابة اليدوية, وبغض النظر عن محاولة توحيد كتابة خط اليد, فننتهي جميعًا في النهاية بأسلوبنا الخاص, لذلك فمن الممكن أن تكون هناك أشياء أفضل للقيام بها أثناء اليوم الدراسي من إكمال صفحات من تمرينات الخط اليدوي, ربما نقوم بذلك فقط عندما نترك الأطفال يلعبون بأدوات الرسم والكتابة ليجدوا الأسلوب الخاص بهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر