القاهره - المغرب اليوم
قدّم القاص الدكتور زكي سالم مبرراته بشأن كتابه "خواطر وتأملات في أحلام نجيب محفوظ الأخيرة" والذي يدور حول أحلام نجيب محفوظ الأخيرة والتي حسم انتسابها للروائي، وهي الأحلام التي تم نشرها من قبل بعد رحيل محفوظ، وأثارت جدلا كبير حول حقيقة نسبها لمحفوظ، وقال إنها تعبير عبقري عن آليات وتقنيات الكاتب الراحل السردية التي تجمع بين البساطة المتناهية والعمق الكبير في وقت واحد.
وتابع القاص الذي رافق محفوظ ٣٠ عامًا: "إنها أحلام فترة النقاهة التي بدأ محفوظ كتابتها بعد تعافيه من آثار الحادث الإرهابي الذي تعرض له في منتصف التسعينات من القرن الماضي، عندما أقدم أحد المتطرفين الدينيين على طعن محفوظ في رقبته ما أثر على قدرة الكاتب الكبير على الكتابة".
وواصل: "محفوظ عندما استعاد قدرته على الكتابة قدم سرده القصير على مدى عشر سنوات، وهي مدة أطول زمنيًا من التي كتب فيها رائعته "الثلاثية" التي كتبها من نص واحد في خمس سنوات وتعطل نشرها، لأن ناشره عبد الحميد جودة السحار رأى صعوبة نشرها في كتاب واحد، إلا أنه عاد للاهتمام بها بعد أن نشر محفوظ أجزاء منها في الصحف، فقرر السحار نشرها على أن تكون في أجزاء، وهو ما وافق عليه محفوظ، وقسمها إلى ثلاثة روايات هي: قصر الشوق والسكرية وبين القصرين، ولم يختصر منها حرفا واحدا ولم يضف إليها حرفًا".
وأضاف زكي سالم: "الجهد الكبير في الثلاثية والتي قرأت سيرة مصر خلال ثورة 1919 وما بعدها، أقل بكثير من الجهد الذي بذله محفوظ في سرد التاريخ الشخصي له والعام لمصر في أحلام فترة النقاهة والأحلام الأخيرة".
وأكد الباحث أن نص الأحلام يربط بين الواقع والحلم، وأنه يقدم صورة دقيقة على قدرة محفوظ على التجريب الفني واللغوي وابتكار شكل سردي يحمل روح القصة القصيرة وقصيدة النثر معًا، ويكشف نص الأحلام قدرة محفوظ على تكثيف السرد القصصي بحيث يقدم في حلم من سطرين قصة مكتملة الأركان، مشيرا إلى أن محفوظ لم يقدم أحلامًا عبثية بل قدم صورة الواقع على شكل الأحلام الكاشفة لما نعيشه وما يتوقعه محفوظ أو يتنبأ به.
وأشار سالم إلى أنه قد لجأ في كتابه إلى تقنية شرح النصوص كما يحدث في نصوص كبار المتصوفة، لإحساسه أن الشباب الذين لم يعيشوا أيام محفوظ والتواريخ التي يرويها بحاجة إلى شروح تضيء النص، مؤكدا أنه لا يقدم تفسيرًا نهائيا لما كتبه محفوظ.
جاء ذلك خلال حفل توقيع كتاب القاص والباحث الدكتور زكي سالم بعنوان "خواطر وتأملات في أحلام نجيب محفوظ الأخيرة" والصادر عن دار صفصافة للنشر، بجاليري ضي في المهندسين.
قد يهمك أيضًا :
حميش يدعو إلى الدفاع عن العربية ضد حملات "التهجين والتبخيس"
بنسالم حميش ضِمْن اللائحة القصيرة لفئة "التنمية وبناء الدولة"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر