جسد المرأة يستهويني لما فيه من أسرار جماليّة ممكنة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الفنانة التشكيلية خديجة سلمان لـ"المغرب اليوم":

جسد المرأة يستهويني لما فيه من أسرار جماليّة ممكنة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جسد المرأة يستهويني لما فيه من أسرار جماليّة ممكنة

مراكش ـ ثورية ايشرم

كشفت الفنانة المغربية خديجة سلمان عن أن بدايتها التشكيلية كانت كأي فنانة أو فنان، تحكمها الهواية، وعشق الألوان، والعمل اليدوي، ولم تكتشف هذه الميول إلا في سن المراهقة، لكنها لم تهتم بالموضوع، نظرًا لإكراهات تفرضها العائلة. وأوضحت الفنانة التشكيلية، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنّ "ما تعرضت له من ضغوط بشأن التركيز على متابعة الدراسة، إلى حين إنهائها، والالتحاق بمجال العمل، هو ما أخرني عن مجال عشقي"، مشيرة إلى أنها "غادرت العمل، وانقطعت عنه فيما بعد، بغي الالتحاق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء، التي لم أفلح في اجتياز مباراة الولوج إليها، إلا بعد محاولتين، حيث كنت أرسب في الامتحان الشفهي، الذي كان يعتمد على تاريخ الفن والثقافة العامة". وأضافت "التحقت بقسم التصميم والتزيين الداخلي، بالموازاة مع اهتمامي بالتصوير الفوتوغرافي بالأسود والأبيض، لكني كنت أقوم بزيارات بين الفينة والأخرى لأصدقائي الطلبة في شعبة الرسم والصباغة داخل المدرسة، نظرًا لأنني كنت أعشق ذاك المجال". وتابعت "جسد المرأة كان يستهويني لما يتوفر عليه من أسرار جمالية ممكنة، يمكن تحديد معالمها في شكله ككتلة، بأبعادها الثلاثة القابلة بأن تكون محطة لتقابلات الضوء والعتمة، حسب موضعها، ثم لما يكتنفه هذا الجسد من تمثلات خفية لها علاقة بلحظات معينة مرتبطة بالحالات النفسية لصاحبة الجسد، الذي لم أقف على أهميته، ولم أكشف عن تفاصيله، إلا من خلال الصورة الفوتوغرافية، فانتقل اشتغالي مباشرة عليه، بتقنية الصباغة، رغبة في معالجته بصيغة مختلفة، اعتمدت على المادة واللون". وأشارت إلى أنه "بعد تخرجي من المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء، والمرور من تجارب عدة لها علاقة بمجال اشتغالي اليومي، في مجال الديكور وتصميم الأثاث المنزلي، والفضاءات الداخلية، أحسست بأنني لن أجد ضالتي إلا في الفن التشكيلي، فكانت بداية فعلية، تفرغت فيها لمزاولة هذا الفن التعبيري". وبيّنت أنّ "التحول الذي عرفته في تجربتي كان مشروعًا، وامتداد لتجربتي السابقة، باستثناء بعض الجزيئات التي تفرضها ضرورة البحث المتواصل، فاشتغالي كان ولا زال مرتبطًا بالتشخيص، لكنه تحوّل من الدقة والاهتمام بأدق التفاصيل، إلى الاهتمام بالشكل في أبعاده وتركيباته الشمولية، مع التركيز على الخطوط العريضة البارزة في العمل على مستوى التكوين، وتأسيس السند، فما كان يثيرني في عملي هو كيفية توظيف اللون لما له من سلطة بصرية وجمالية على اختياراتي، سواء في حياتي اليومية العادية، أو في ممارستي الفنية، فكان اهتمامي بالزليج البلدي، والأبواب سابقًا، من بين المؤثرات الأساسية في هذه الاختيارات، ما ترتب عليه انسداد وفتور وتوقف عرضي لمدة عام كامل، سببه إعادة التفكير في محتوى هذا الاشتغال، وكيفية إعادة تحيينه، من وجهة مغايرة تضمن له الاستمرارية، بعدما دعت الضرورة الإبداعية إلى التوقف، بسبب المعارض الجماعية، التي كنت أشارك فيها، لأنها كانت بمثابة مقياس، أو بوصلة، أجس بها نبض المشاهد في حضور تجارب تختلف كل الاختلاف عن تجربتي. وأكّدت أنّ "تجربتي الجديدة حطت بي الرحال، بعد مدة من التفكير، في مفترق فني، يجمع بين التجريد في معالجة خلفية السند والتشخيص في رسم الجسد، فكانت بداية جنينية لهذه التجربة المعروضة، التي كانت محط اهتمام الزوار في معرض سابق، نظم من طرف المبدعين الشباب"، مشيرة إلى أنّ "هناك نوع من الحرارة والبرودة اللونية في أعمالي، لكن عملت جاهدة على أن يحصل بينهما توافق مشهدي، يدخل ضمن توازنات جمالية، بعيد عن ما هو كمي، نتيجة بحث شاق ومضنٍ، متنقلة بين أنواع الصباغات والمواد، إلى أن حصلت على نتيجة مرضية بالنسبة لي، عبر استعمال الخضاب الطبيعي، الذي منحني هذه الحرارة المتقلبة، كحاجز مرئي لخلفية السند وشفافيته". ولفتت إلى أنّ "هذه ليست فوضى بالنسبة لي، بقدر ما هي حرية في أقصى حدودها الممكنة، وانعكاس حقيقي لعفويتي وتلقائيتي، ولحظة حميمية يغمرها انتشاء أثناء مزاولة عملي، لذلك قد تغمرني في بعض الأحيان الرغبة في الفوضى، كحالة تجريبية فقط، قد ينتج عنها إفراز عمل عرضي ناتج عن حادثة عابرة، عبر انسياب الألوان، وقد يكون الحظ في بعض اللحظات مكونًا له، لذلك كانت بعض المساحات في عملي تخضع للطخات متناثرة بطريقة مركزة، برقابة مرئية، ناتجة عن التراكم المعرفي بتجانس الألوان الناتج عن إحساس عميق لحظة تكوين العمل المرغوب فيه تارة، وغير المرغوب فيه تارة أخرى". واستطردت "اختياري لهذه الأحجام المربعة تمليها الضرورة الفيزيائية للفضاء، لتكون مناسبة لكل أمكنة العرض فقط، وباعتبارها كذلك أحجامًا بمقاييس تخضع للمنظور الحداثي، بشأن طريقة العرض، وتقديم العمل للمتلقي بشكل مريح". وترفض الفنانة أن "يحدد العمل من جانبه الجمالي على كونه أيقونة للتزيين فقط، لكنها تحترم كل من له تعليق أو رؤية نقدية صادقة عن العمل"، موضحة أنه "لهذا كان اختياري لموضوع المرأة بمثابة قضية تصب في عمق هواجسي كامرأة، في جميع ما تحمله من معاناة وأفراح في أوقات متباينة، عبر تكوينات مختلفة، معبرة عن حالات في بعدها الشكلي، مع استحضار المضمون كذلك، بغية خلق توازنات مرئية، مرافقة لأسئلة وجودية بشأن المرأة في بعدها الإنساني".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جسد المرأة يستهويني لما فيه من أسرار جماليّة ممكنة جسد المرأة يستهويني لما فيه من أسرار جماليّة ممكنة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya