صلاح زينل يكشف أن الفن الكاريكاتوري يجسّد لغة الواقع والنقد اللاذع
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكد لـ "المغرب اليوم" أن الرسم هو حالة تأتي من دون موعد مسبق

صلاح زينل يكشف أن الفن الكاريكاتوري يجسّد لغة الواقع والنقد اللاذع

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صلاح زينل يكشف أن الفن الكاريكاتوري يجسّد لغة الواقع والنقد اللاذع

صلاح زينل يكشف أن الفن الكاريكاتوري يجسّد لغة الواقع والنقد اللاذع
بغداد – نجلاء الطائي

اقترن اسم الفنان صلاح زينل من مواليد عام 1958 باسم ثورة 14 تموز المجيدة وحاصل على شهادة البكالوريوس في مجال الرسم ، له العديد من الرسومات التي نشرتها العديد من الصحف العراقية والعربية، وحصد العديد من الجوائز الفنية، يمتلك ثقافة صقلتها تجارب الحياة يواصل بها طريق احتجاجه بطريقة فنية معبرة ولائقة.

ويرى زينل ان فن الكاريكاتير هو شكل فني وصحفي فعال ويثير موضوعات جدلية ليطرحها بشكل ناقد ويضعها في خانة المناقشة الواسعة، وهو مكون مهم من مكونات مادة الرأي بصفة خاصة، بما يملكه من قدرة على إعطاء تأثيرات جمالية وفكاهية للأخبار والموضوعات التي تصاحبها أو تعبر عنها، يرسم الواقع مع ما يرافقه من ظل الخيال للواقع الحقيقي ، وهو يطلق صرخة للعديد من الظواهر السياسية والاجتماعية التي تطفح للسطح، ويمارس حرية التعبير عبر رسوماته الكاريكاتيرية الساخرة أحيانا، ويعبر عن معاناته ومعاناة الفنانين خصوصاً والوضع العام عموماً، هو استاذ تربوي له طابعة الخاص واسلوبه الفني المميز الذي يعكس اهتمامه بهموم الناس وتجسيد معاناتهم عبر رسوماته الناقدة والهادفة للإصلاح، كان له صوتاً مع اصوات المحتجين من خلال رسوماته الكاريكاتيرية الناقدة بروح متحضرة يمكن رصدها بوضوح، بالإضافة لرسمه لعدد من الساسة المتهمين بالفساد, وكانت معظم اعماله في الاشهر الاخيرة تنتقد الفساد وبشاعة المسؤولين الفاسدين وخيانتهم وكذبهم المستمر وسرقتهم للمال العام، فقد لعب هو وغيره من الفنانين باختصاصاتهم المختلفة في ساحات التظاهر دورا رائعا جسد مدى اصرار الشعب على التغيير والاصلاح، ومحاربة الفساد والقضاء على البطالة وتوفير الخدمات.

ولم يقف الفنان العراقي صلاح زينل موقف المتفرجين بل كان مشاركاً في اغلب تظاهرات ساحة التحرير سواء من خلال حضوره المتواصل او عبر رسوماته الناقدة والمعبرة عن احتياجات الجماهير، واليوم هو وجميع الفنانين والمثقفين والمبدعين العراقيين مطالبين بتغيير الواقع وخلاص العراق من الارهاب والفساد والخراب، وبناء لوحة زاهية للعراق الجديد عراق السلم والامان والدولة المدنية.

وكشف الفنان زينل عن سبب رسمه بشكل ساخر، مشيرًا الى أنها "هي إرادة الله في ذلك، إضافة إلى أسباب أخرى منها أنني أجد نفسي فيه بارتياح كامل، مع ما يمتاز هذا به الفن من تجسيد للغة الواقع والنقد اللاذع فهو الذي به قوة الفكرة المجردة من كثرة العناصر، كما إنني أحاول أن اجعله نقلة فنية بالنسبة لي حتى لا أتشتت بين المواهب الأخرى"، ومضيفًا : "الكاريكاتير من الفنون التشكيلية مثله مثل النحت أو التصميم، إذ أن اللوحة الساخرة تخضع لمقومات اللوحة الفنية التشكيلية من توزيع ودقة وتنفيذ... كذلك الألوان.. وقوة الخط وعفويته".

وأشار زينل  الى أن أساليب الرسم الكاريكاتير "لا تخضع للاتجاهات والمذاهب الفنية إذ لا يوجد مثلا رسم كاريكاتيري انطباعي أو تجريدي، ولكن بعض الفنانين ينحون في (أفكارهم) منحى يتماشى مع بعض الأساليب الفنية، وهذا ينطبق على الرسام الكاريكاتيري العراقي الراحل غازي حيث أن أسلوبه يمكن أن نطلق عليه الواقعي أو الكلاسيكي لأنه مباشر ومنفذ بطريقة واقعية أكاديمية ومواضيعه كلها تحوي تعليقا واضحا، وهناك بعض الفنانين الذين كانوا يرسمون مواضيعهم بأسلوب اقرب للتجريد.. وفيه شيء من التعبيرية، ولكن لا يمكن برغم ما ذكرته أن نعد الكاريكاتير يخضع للمذاهب الفنية".

وأوضح زينل سمات وخصائص فن الكاريكاتير، مشيرًا الى أن "الكاريكاتير فن له أسلوبه وخصائصه وتميزه الذي ينفرد به ، ويكسبه ذلك الوهج وتلك الخصوصية في اختزال الأشياء، وإسقاط التفاصيل، واعتماد المباشرة في المخاطبة لإيصال الفكرة التي يود الفنان نقلها إلى الناس عبر العمل الفني في ابسط الصور وبأقل الخطوط تفصيلا وتكوينا، إضافة إلى قوة الفكرة حيث أن الكاريكاتير يعتمد على النوعية وأبرزها تلك التي لا تعليق عليها حيث تفك طلاسمها من دون كتابة الحروف".

وأضاف زينل: "الرسم هو حالة وجدانية داخلية تأتي من دون موعد مسبق، فهي حالات شعورية جميلة يمتلكها الشخص الموهوب إن كان رساما أو كاتبا أو شاعراً ، وعندما تأتي حالة الإلهام هذه يجد الفنان نفسه أمام لوحته وألوانه يعبر عما يجول في خاطره من إبداعات.

وأنت ترسم، ما الإحساس الذي ينتابك؟، أجمل إحساس يواكبني وأنا ارسم هو إنني أفكر أولا بالمشاهد الذي سيرى هذه اللوحة.. فيجب أولا احترمه وان لا أوصل إليه أي شيء غير مرغوب فيه أو غير لائق ... وثانيا أحاول جهدي أن لا اعكس مشاكلي الخاصة على رسوماتي ،بل أن هدفي أولا وأخيرا إمتاع المشاهد".

وأعلن زينل أنه يستمد أفكار رسوماته من "الوسط المحيط الذي نعيشه (زمكانيا) أي الحدث وتوقيته، ثم يأتي بالدرجة الثانية الإصرار على الحدث أي العقل المستمر والمتوالي الذي يضرب على أوتار مسامعنا ونراه يوميا واقعا مؤلما كان أم مفرحا ، هذا كله زائد الثقافة التي تتسلح بها من خلال متابعة الأخبار والبرامج ، كل ذلك يعطيني دفعة ثقافية ومعلوماتية مهمة للانفراد بفكرة معينة أحاول أن أطور فكرة ما من حوار بسيط بين سائق سيارة أجرة وراكب، أو بين طفل وأبيه.. أو بين قاض ومتهم"، وأضاف: "الكاريكاتير وظيفته فكرية أما وسيلته فهي البصر بلا شك ،فعندما أخاطب الأمي برسم بلا تعليق فانه سوف يفكر كثيرا ويفهم، وبذلك فقد كان الخطاب بصرياَ، وعندما يمعن التفكير مع الكائن المثقف فسوف يكون بلا شك قد دخل مدخلا بصريا وفكرياَ.. وبالتالي فانه لا يبتعد عن الاثنين".

وأفاد زينل أنه يستوحي "معظم رسوماته من الواقع، ولكن الكثير منها يكون للخيال فيها ظل حقيقي للواقع، فالواقع هنا جعلني أعصره واحصل منه على ما أريد حتى يظن المشاهد بأن الذي أمامه خيال غير أن تعمقه في اللوحة يجعله يقول، ما أشبهه بالخيال. والخيال اليوم هو واقع غداً وإلا كيف تفسر ما تشاهده من تزييف لواقعنا وحضارتنا العربية الإسلامية"، وأضاف: "في الرسومات غير الملونة ليس أمامي إلا لون واحد أحاول جهد امكاني أن استثمره لأجذب المشاهد بطريقة ما، لذلك اهتم كثيرا بالتضاد اللوني واستثمار الخلفية السوداء وخاصة إذا كان الموضوع يتطلب مني فكرة من واقع كئيب وسوداوي".

وعن حرصه على الموازنة بين الشكل والمضمون، اضاف : "المضمون حالة حتى تصل الفكرة بكل قوتها ومضمونها المخفي بين السطور إلى المشاهد ،فالشكل المجرد في الرسم الساخر يجب أن يكون غطاء مناسباً لفكرة اكبر منه، لذلك نجذب المشاهد بالشكل كي يتعمق جيدا بالمضمون وبالتالي سوف تصله الفكرة، مؤكّدًا أن "الكاريكاتير صرخة الحقيقة بأسلوب السخرية اللاذعة يطلقها الرسام بتجسيده لفكرة ما في موضوع معين وشائع أحيانا ولكن الفكرة تجعلنا وكأنما وضعنا يدنا على الجرح وبعضهم يعد وضع اليد على الجرح مؤلما ،والبعض الآخر يعده لمسة حنان ومن هنا فإن الكاريكاتير نقطة ضوء مسلطة من زاوية ما نحو موضوع معين وهو اقصر طريق لتوصيل رأي ما للمشاهد أو المتلقي مثقفا كان أم أميا ،ذلك إن الكاريكاتير هو الموضع الوحيد الذي لا يحتاج من الأمي تعلم القراءة لفهم الرسم."

ونوّه زينل الى أن الرسوم الكاريكاتيرية تسعى إلى إحداث التأثير  في المتلقي في جوانب عدة منها، تثبيت بعض الصور الكامنة  وتعديل الاتجاه السلوكي ، وإثارة المتلقي، والتنفيس عنه بحيث لا يتكون لديه تراكم من تراث الرفض لظاهرة سياسية أو اجتماعية معينة، وأخيرا لإثارة الرغبة في الضحك أو السخرية، مشيرًا الى أن "المعاناة تصنع الحدث ولكن يجب إلا تتجاوز المعاناة ما يجعلها مؤثرة سلبا في شخصية الفنان، وعموما فهي تستطيع أن تخلق شيئا من لا شيء وخاصة عندما يكون الفنان مؤثراً في مجتمعه".


وأكد زينل أن فنان الكاريكاتير هو معارض لكل خطأ، وزعيم معارضة ليست سياسية ولكنها شعبية، وهو مشاكس لأنه لا يقتنع بسهولة وإذا اقتنع فليس لأنه يبتغي الفوز ولكن من اجل أن تكون أهدافه سامية لخدمة مبدأ أو معارضة لا تؤذي  أحدا، لان الفنان الجيد لا يستخدم في رسومه أي كلمته لا تليق به، مشيرًا الى أن حرية التعبير تختلف من مكان لآخر ومن موقع لآخر.. فأنا حر التعبير في بيتي مثلا.. وأقل حرية في حديقة بيتي... وأقل حرية في شارعنا وتنعدم حريتي كلما اقتربت من مصدر القرار،  وبذلك فإن الحرية هي شيء مطاط، ومعلنًا أن الثقافة عنصر أساس ومهم جداً للفنان الساخر فهي كالماء للعطشان، كما إنها تصقله وتوجهه وتضع قدمه على الطريق الصحيح، وتلهب أحاسيسه وتفتح له آفاقا جديدة في عالم الإبداع، لان فاقد الشيء لا يعطيه فالفنان بدون ثقافة كشجرة من دون ثمار أو حديقة من دون أزهار.

وختم زينل أن "الفن كغيره ومن النشاطات الإنسانية الأخرى يعتمد بالأساس على معاناة الفنان والظروف المحيطة به، وهو يتلون مع طبيعة الفنان ، فهو ردة فعله ،وهو التعبير ما يجيش به صدر الفنان من آلام وأفراح ،وكلما اشتدت الآلام والأفراح ازدادت الأعمال الفنية حلاوة وجمالا".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح زينل يكشف أن الفن الكاريكاتوري يجسّد لغة الواقع والنقد اللاذع صلاح زينل يكشف أن الفن الكاريكاتوري يجسّد لغة الواقع والنقد اللاذع



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya